إن وجود مملكة عظيمة بوزن مملكة "إبلا" في محافظة "إدلب" تتطلب وجود خبرات وكفاءات جديرة بذلك الإرث التاريخي والحضاري الهام، وانطلاقا من هذه الحقيقة كان اختيار الأستاذ "أحمد خربوطلي" للتخصص في اللغات القديمة وبشكل خاص لغة "إبلا"، ليكون بذلك صاحب أول مبادرة علمية من هذا النوع في محافظة "إدلب"، فمملكة "إبلا" كما يقول بحاجة لكوادر "سورية" تنقل حضارة هذه المدينة العظيمة للعالم.

موقع eIdleb التقى الأستاذ "أحمد خربوطلي" ليحدثنا عن سبب اختياره لهذا التخصص ورحلته في عالم الآثار حيث يقول: «حبي للحضارة القديمة رافقني منذ الصغر، فأكثر ما كان يثير خيالي هي الآثار، فكنت أنظر إلى صورة "أبي الهول" وأقول من صنع هذا، وإلى حدائق "بابل المعلقة" وأتخيل نفسي آكلاً من ثمارها، وإلى أهرامات "المايا" وأدراجها الطويلة وكأني أصعد إلى قمتها للوصول إلى المعبد، فاخترت دراسة الآثار وتحول الحب إلى شغف وانتقل إلى مجال الدراسة، بعد تخرجي من قسم الآثار تابعت دراستي للماجستير في قسم اللغات السامية، وذلك لعلمي أن المعلومة التاريخية تستند على الجانب الأثري والجانب اللغوي المستمد من النصوص، وهذان العاملان يساعدان في فهم الحضارة بشكل متكامل، فكانت دراستي للآثار هي تغطية للجانب الأثري فيما كانت دراستي للغات السامية لتغطية الجانب اللغوي عسى أن أستطيع تكوين المعلومة الكاملة».

حبي للحضارة القديمة رافقني منذ الصغر، فأكثر ما كان يثير خيالي هي الآثار، فكنت أنظر إلى صورة "أبي الهول" وأقول من صنع هذا، وإلى حدائق "بابل المعلقة" وأتخيل نفسي آكلاً من ثمارها، وإلى أهرامات "المايا" وأدراجها الطويلة وكأني أصعد إلى قمتها للوصول إلى المعبد، فاخترت دراسة الآثار وتحول الحب إلى شغف وانتقل إلى مجال الدراسة، بعد تخرجي من قسم الآثار تابعت دراستي للماجستير في قسم اللغات السامية، وذلك لعلمي أن المعلومة التاريخية تستند على الجانب الأثري والجانب اللغوي المستمد من النصوص، وهذان العاملان يساعدان في فهم الحضارة بشكل متكامل، فكانت دراستي للآثار هي تغطية للجانب الأثري فيما كانت دراستي للغات السامية لتغطية الجانب اللغوي عسى أن أستطيع تكوين المعلومة الكاملة

وعن عمله الميداني في مجال التنقيب الأثري يقول: «خلال السنوات الأربع من دراسة الآثار قمنا بزيارة أغلب المواقع الأثرية في "سورية"، ورغبة مني بربط الدراسة النظرية بالجانب العملي فقد شاركت بالعمل الأثري مع العديد من البعثات الأثرية العاملة في "سورية"، وأول مشاركة كانت في موقع "إبلا" (تل مرديخ) في العام 2003، وفي العام التالي شاركت البعثة اليابانية العمل في موقع "تل الكرخ" في سهل "الروج" وذلك في مجال "الآركيوبوتانيك" حيث يتم العمل على فصل العينات الكربونية من الطبقات الأثرية العائدة لفترة العصر ما قبل الفخار "النيوليتي" أي بحوالي فترة الألف السابع قبل الميلاد وبدايات الألف السادس، وبالفعل تم العثور على حبات من القمح واستطاعت البعثة اليابانية بعد تحليل هذه العينات بالكربون 14 من تأكيد أن هذه العينات تمثل القمح المدجن، وبالتالي عرف الإنسان في هذه المنطقة بدايات الزراعة في العالم كما هو الحال في موقع "أبي هريرة" على "الفرات"، ثم شاركت بالعمل في موقع "قطنا" (المشرفة) وذلك لموسمين متتاليين، كما عملت مع البعثة البلجيكية في موقع "شاكر بازار" في الجزيرة السورية، وفي عام 2007 عملت مع الجانب السوري في موقع "تل حمصي" بالقرب من "السلمية" على رسم اللقى الفخارية من هذا الموقع، وفي العام 2010 عدت للعمل في موقع "إبلا"، كما شاركت في العديد من الدورات التدريبية لترميم الفسيفساء تحت إشراف معهد "سرفانتس" الإسباني، كما شاركت مع مجموعة من الباحثين في مسح أثري لمجرى نهر "الفرات" وللمواقع الأثرية على طرفي هذا النهر الخالد».

أحمد خربوطلي

وحول سبب اختياره للعمل بنصوص "إبلا" يقول: «خلال دراستي لم أجد عن "إبلا" إلا الكم القليل من المعلومات المتفرقة والقديمة باللغة العربية عن الجانب الأثري من المدينة، فيما كانت المعلومات عن أرشيفها ولغتها أكثر غياباً، على الرغم من كم الدراسات الكبير الذي قام به نخبة من الباحثين في لغة "إبلا" كالبروفسور "ألفونسو آركي وبيليوفرانزورولي وإدزارد وماريا جيوفانا بيكا وأمانيا كاتونيا" والعديد من العلماء، الأمر الذي أثر فيَّ فقررت أن أدرس لغة "إبلا" عسى أن أتمكن من إضافة لبنة أولى بدراسته باللغة العربية، وآمل أن يوفقني الله بإتمامها حول الحياة الدينية في "إبلا" من خلال النصوص، ومحاولاً تمهيد الطريق لدراسات مستقبلية يقوم بها باحثون سوريون فخورون بانتمائهم إلى حضارة "سورية" العريقة، فمملكة "إبلا" بحاجة إلى كوادر "سورية" تتابع العمل مع البعثة الإيطالية لنقل حضارة هذه المدينة التي لا يملك القارئ العربي عنها إلا المعلومات السطحية، وآمل أن أكمل دراستي للدكتوراه أيضاً في مجال لغة "إبلا"، وما آمله حقيقة أن يُنشأ قسم لدراسة اللغة الإبلائية يخرج كوادر علمية حقيقية قادرة على نقل تراث بلدها إلى العالم أجمع».

الأستاذ "فجر حاج محمد" أمين متحف "إدلب" قال عن أهمية اختصاص "أحمد خربوطلي" بالقول: «شاب مهذب وخلوق ومتميز في مجال عمله واختصاصه ولديه رغبة كبيرة في الاطلاع أعرفه منذ أكثر من خمس سنوات مختص بالآثار ولديه رغبة كبيرة في التعمق في هذا التخصص المتعلق بلغة إبلا وهو اختصاص متميز وفريد وما زال من الاختصاصات النادرة في "سورية"، وهذه اللغة الرائعة تحتاج الكثير من الباحثين والكثير من التوثيق العلم والمعرفة والبحث المضني وتحتاج لباحثين شباب لديهم الرغبة في التعلم والاحساس بالمسؤولية تجاه هذه المملكلة السورية العظمية وهذا ما يتوافر بالأستاذ أحمد خربوطلي، فعدد المختصين بلغة "إبلا" حتى اليوم قليل جدا وبرأيي لم يقدموا الكثير لهذا التخصص ويتركوا المجال للباحثين الأجانب، وما نأمله من الأستاذ "أحمد" المتابعة في مجال هذا التخصص المتميز والنادر لتحقيق الفائدة المرجوة من كل هذا الجهد».

فجر حاج محمد

يشار إلى أن "أحمد خربوطلي" من مواليد مدينة "أريحا" عام 1983.

جهد كبير يبذله أحمد خربوطلي في دراسة رقم إبلا