هو واحد من أبرز الوجوه الرياضية في محافظة "إدلب"، قضى أكثر من أربعة عقود مع الرياضة، وظل خلال مسيرته الرياضية الطويلة يتمتع بشعبية كبيرة، فقد ظل منهجه في العمل أن من كان له عدو واحد من أصل مئة صديق فهو الخاسر حتماً، كما أنه رب لأسرة رياضية فبناته بطلات "سورية" في الرماية وأبناؤه لاعبو كرة قدم سابقون، تولى عدة مناصب رياضية وترك خلالها بصمات مشهودة، وعلى يديه تخرجت أهم الكوادر الرياضية في "إدلب".

الأستاذ "عبد القادر أصفري" تحدث لموقع eIdleb عن مسيرته الرياضية بالقول: «كانت البداية في المدارس، حيث كنت عضواً في المنتخبات المدرسية لمحافظة "إدلب" في عام 1964 دخلت كلاعب كرة قدم ممثل لإعداديات "إدلب"، حيث كانت في ذلك الحين تقام في "سورية" سنوياً بطولات مدرسية بكرة القدم ومارست ألعاب أخرى مثل كرة اليد ومثلت عدد من مدارس محافظة "إدلب"، وفي عام 1968 التحقت بمعهد التربية الرياضية حيث أدين بفضل كبير لبعض من أساتذتي مثل "تيسير مشنوق" مدير المعهد آنذاك وبعض الخبرات الرياضية التي تعرفت عليها واستفدت منها مثل المرحوم "فؤاد حبش"، وبعد تخرجي في عام 1970 درّست في مدارس وثانويات "إدلب" وأنشأت جيلا رياضيا في هذه المدارس، بعد ذلك عملت في اللجان الفنية في فرع الاتحاد الرياضي في "إدلب"، وفي عام 1985 أصبحت رئيسا للاتحاد الرياضي، وفي عام 1990 انتقلت إلى "دمشق" وبقيت هناك 11 عاماً حيث عملت خلال هذه الفترة مديراً لنادي الرماية في "سورية" وعضوا في المجلس المركزي للاتحاد الرياضي العام ورئيساً لاتحاد الرماية، ثم استقلت من منصبي وعدت إلى "إدلب" في عام 2001، حيث وضعت تحت تصرف الاتحاد الرياضي، وفي عام 2003 أصبحت عضواً في اتحاد كرة القدم لفترة قصيرة حيث تم حل الاتحاد بعدها، وبقيت أمارس العمل الرياضي كمراقب للمباريات حتى عام 2009 حيث توليت رئاسة لجنة كرة القدم في النادي، حيث تمكنا من بناء فريق قوي استطاع العودة إلى الدرجة الأولى والمنافسة في الدوري وتقديم مستوى جيد واستطاع أن يحتل المركز الرابع، بعد ذلك تم اختياري لتولي رئاسة نادي "أمية"، وعندما اطمأننت على وضع الفريق في الدوري استقلت من رئاسة النادي وذلك بعد ستة أشهر من تولي رئاسة النادي لأنني وجدت أن هناك أشخاصا في المجال الرياضي لا يقدّرون جهد الآخرين ففضلت الابتعاد».

الحمد لله خلال مسيرتي الرياضية كسبت محبة الجماهير وهذا أعتبره أكبر مكسب وهذا ما يسعى إليه كل رياضي بأن تكون له شعبية فقد كنت محترما ومحبوبا من قبل كل الناس وأعتبر أنني شعبياً أخذت حقي، أما رسمياً فقد ظلمت كثيراً والظروف غير الجيدة هي التي دفعتني للابتعاد

هو رب لأسرة رياضية وعن ذلك يقول: «ولدي "محمد ومعتز" مارسا كرة القدم في فئتي أشبال وناشئي نادي "الجيش" وذلك عندما كنا نقيم في "دمشق"، وعندما عدنا إلى "إدلب" مارسوا اللعبة لفترة قصيرة ثم تركوا لأننا وجدنا أن الرياضة عندنا للأسف لا تطعم خبزاً وليس هناك تأمين على حياة اللاعب، فإذا تعرض لحادث ما فلا أحد يتكفل به لذلك قرر كل واحد منهما أن يشق طريقه في مجال آخر غير الرياضة، وكذلك ابنتاي "ريما ولانا" من أبطال سورية بالرماية كذلك تركتا الرياضة بسبب ظروف الزواج».

الأستاذ عبد القادر أصفري في مكتبه بمدينة إدلب

يرى "عبد القادر أصفري" أن علة الرياضة السورية هي في القيادات ويوضح: «أقول بكل صراحة إن القيادات الرياضية عندنا هم من غير المختصين، بل إن معظمهم من المنتفعين، فكيف سنبني رياضية في "سورية" واتحاد اللعبة لا يوجد لديه خطة يعمل وفقها يبين ماذا سوف يحقق بعد سنة أو سنتين أو ثلاث سنوات، لذلك أقول بأن مشكلة الرياضية السورية هي مشكلة قيادات لأننا للأسف نجد أنه في كل الألعاب هناك إبعاد للخبرات عن العمل القيادي، كما سيطرت الشللية على العمل الإداري بهدف إبعاد الكفاءات القادرة على بناء الرياضة، ولكي نطور رياضتنا لا بد من أن يكون هناك مبادرة من القيادة الرياضية لدعوة الخبرات الرياضية من مختلف المحافظات وعقد ندوات للتباحث في شأن الرياضة السورية واقتراح أسس النهوض بواقعها».

الواقع الحالي للمعاهد الرياضية برأي "الأصفري" لا يسر وعن ذلك يقول: «كانت الرياضة في أيامنا مختلفة تماماً عما هي عليه حالياً في المدارس، فقد كان مدرّس التربية الرياضية يعمل بإخلاص كبير وبمراقبة وجدانية، أما اليوم فنجد أن هؤلاء مقصرون كثيرا في عملهم ولا يعرفون كيفية إعداد اللاعبين، ولذلك برأيي أن خريجي معاهد التربية الرياضية هم عبارة عن باحثين عن عمل وليسوا أشخاصا قادرين على اكتشاف الخامات الرياضية وصناعة الأبطال، وللأسف أفرزت تلك المعاهد أشخاصا بعيدين كل البعد عن مفهوم التربية الرياضية، ففي المدارس لا يوجد إعداد رياضي علمي للطلاب ولا درس تربية رياضية صحيح، لكون المدرس غير مستوعب لمهامه ولا يعرف شيئا عن أصول التربية الرياضية، وليس هناك اهتمام ببناء أجيال رياضية لذلك فقدنا هذه الأيام اللاعبين المميزين في معظم الألعاب، ففي السابق كانت "سورية" منافسة في معظم الألعاب على عكس ما تعانيه رياضتنا اليوم من تراجع كبير في النتائج والمستويات».

رئيس نادي أمية حافظ السيد درة

بعد أربعة عقود من العمل الرياضي ما هي الخلاصة التي خرج بها "عبد القادر أصفري"؟ يجيب: «الحمد لله خلال مسيرتي الرياضية كسبت محبة الجماهير وهذا أعتبره أكبر مكسب وهذا ما يسعى إليه كل رياضي بأن تكون له شعبية فقد كنت محترما ومحبوبا من قبل كل الناس وأعتبر أنني شعبياً أخذت حقي، أما رسمياً فقد ظلمت كثيراً والظروف غير الجيدة هي التي دفعتني للابتعاد».

الأستاذ "حافظ السيد درة" رئيس نادي "أمية" قال عن الأستاذ "عبد القادر أصفري": «هو شخصية مميزة جداً في عالم الرياضة، له بصمات مشهودة خلال سنوات عمله الرياضي سواء في الاتحاد الرياضي أو في نادي "أمية" أو في باقي المناصب الأخرى التي شغلها، والحقيقة أنه يعتبر بالنسبة لي المستشار الذي لا غنى عنه في كل الأمور المهمة التي تخص نادي "أمية"، حيث أحرص دائماً أن آخذ برأيه وهو متابع للفريق وفي كثير من الأحيان يطلب مني الاجتماع مع اللاعبين بغية ذكر بعض الملاحظات على الفريق أو توضيح بعض النقاط الخاصة بالفريق المنافس، وهو يبدي حرصه المستمر لتقديم كل دعم ممكن لنادي "أمية"».

فريق أمية الشغل الشاغل للأصفري

يشار إلى أن "عبد القادر أصفري" من مواليد مدينة "إدلب" عام 1949.