مجلس مدينة "معرة النعمان" المجلس البلدي الذي حقق خطوات شاسعة وكبيرة في عدد من المجالات الخدمية التي تهم المرافق العامة وراحة المواطن، ومن بين هذه المجالات مسألة النظافة الحاصلة على أولويات عديدة في أجندة هذا المجلس، ولأن النظافة هي المظهر الحضاري للمدينة لما يحمل من طابع هام يدخره زائروها المحليون والأجانب بحكم أن مدينة "المعرة" تعتبر بوابة المنطقة الأثرية ووجهة كل قاصدي المدن الأثرية الرومانية والبيزنطية في الناحية الغربية والشمالية لها.

وعلى ضوء حملة النظافة الوطنية التي بدأت مطلع تشرين الثاني الماضي بإشراف وزارة البيئة، قام موقع eSyria بالتعرف عن أهم ما قام به مجلس مدينة "المعرة" في الحصول على مدينة أنظف وبيئة أكثر سلامةً، وخاصة مع تقدم ملحوظ في هذا الملف في السنوات الأخيرة لمس ثمراته المواطن العادي، وكان أحد هؤلاء وهو السيد "عبد المعين البش" من سكان حي المساكن الشعبي المتحول مؤخراً إلى حي البيئة لعام 2010 كأحد مشروعات المحافظة في "المعرة"، والذي تحدث عن النظافة في حيهم قائلاً: «حدث تطور هام في هذا الصدد بعد تحويل الحي إلى حي نموذجي الصيف الماضي، وبفضل الإعلان وتوعية أهل الحي أصبح الشارع نظيفاً ومحط عناية واهتمام أكبر من قبل مجلس المدينة، وبينما كان الناس سابقاً يرمون الأكياس من شرفاتهم أصبح الأمر مخجلاً جداً لهم اليوم، لكن أتمنى أن تبقى النظافة قائمة وألا يستهتر بها أحد وبما يقوم به مجلس المدينة».

يجب أن تكون مدينة "أبي العلاء المعري" في أبهى حلة، ويد واحدة لا تستطيع التصفيق لتنفيذ ذلك العمل، بل يجب أن تتضامن مؤسسات شعبية مختلفة مع مجلس المدينة، ويجب ألا ننسى الآثار المحيطة بالمدينة، لأن هذا الأمر مؤرق فعلاً وحساس للغاية، فلننطلق من بيوتنا وننظف الخارج كما نريد أن تكون هذه البيوت

أما شارع "أبي العلاء" أكثر أماكن المدينة ازدحاماً والذي كان يمتلئ سابقاً بالقمامة ونفايات سوق الخضرة، فهو اليوم وحسب رأي أحد بائعي السوق وهو "أبو قاسم الكردي" الذي قال: «في السنوات الأخيرة تطورت نظافة شارع الخضرة بشكل ملحوظ، فبينما كان في السابق يعج ببقايا الخضار والفواكه ويمتلئ بالطين شتاءً، أصبح في الوقت الحاضر قليل الأوساخ ونظيفاً في أغلب الأحيان، لكنه في أوقات الازدحام وخلال العطل وأسواق "البازار" يعود كما كان، ويُعكر صفو المكان تراكم الأوحال وتكدسها، والسبب أن بائعي البسطات يرمون نفاياتهم على الطريق دون وازع، ويتكرر المشهد ذاته في شارع الكورنيش، لكنه ينقلب إلى منحى إيجابي حيث يُلاحظ عدد كبير من عمال النظافة بمكانسهم وآلياتهم يجوبون الشارع كل صباحٍ ومساء».

حسام البش ريس مجلس مدينة المعرة

خطوات إيجابية، لكن يبقى الأمر متعلقاً بمسؤولية عامة هي مسؤولية المواطن، وعن هذا الموضوع تحدث رئيس مجلس المدينة المهندس "حسام البش" قائلاً: «لا يوجد أدنى حرص في الواقع على استمرار النظافة، حيث يرمي الناس مخلفات محالهم وبسطاتهم من أوراق وأكياس وبقايا مشروبات وأطعمة في الشارع أو على المنصف في أحواض الشتلات والأشجار، والعديدون يرمون أكياس الزبالة من شرفاتهم، ومرةً أصيب عامل نظافة جراء رمي لوح زجاج من أحد النوافذ، فإذاً ما ينقصنا هو وعي الواطن وحرصه، ولا نطالبه بمساعدتنا أسوةً بمناطق وبلديات أخرى بل كف يده عن العبث واللامبالاة وتخريب بعض المرافق العامة».

وبالنسبة للإجراءات التي قام بها مجلس المدينة في إطار حملة البيئة بالإضافة الى الإمكانيات المُناطة به من أجل ذلك، أضاف المهندس "البش": «لأول مرة في تاريخ المجلس لدينا مخطط رقمي عن المدينة فيه كل شجرة وزاوية وهي دراسة تمهيدية للصرف الصحي تضم حوالي 800 مقسم، ومؤخراً حصلنا على سيارات قمامة حديثة وكانسة ومدحلة، وتُقدر تكلفة النظافة على المجلس حوالي 32 مليون ليرة سورية من أجور وتعويضات عمال وآليات وثمن محروقات وحاويات، هذه هي الإمكانيات لكن تجربتنا وسعينا للحصول على مساعدة المواطن مشكلة أساسية وتبوء غالباً بالفشل، وأقدر سنوياً عدد مخالفات النظافة بالآلاف، والحل يكمن في زيادة عمال النظافة وزيادة ميزانيتهم وأجورهم، ففي مدينة "إدلب" يوجد ستة أضعاف عمال "المعرة"، مع أن الأمر جدي ومتعلق بخطة وليس عشوائياً وهناك خطة متكاملة كنا نعمل بها العام الماضي، وحتى هذه اللحظة لم نقم بأية خطوة في إطار حملة البيئة، ونحن حالياً في صدد وضع المخططات التي سنعتمد فيها عنصر التطوع والمشاركة الميدانية، محاولين في الوقت الحالي القضاء على مشكلة تجمع الأتربة والأنقاض والأراضي غير المسورة التي تعاني منها المدينة منذ زمنٍ طويل، ونجحنا في تلك الخطوة نجاحاً باهراً، محولين الساحات والأفنية إلى مساحات خالية مع زراعتها ببعض الشجيرات الصغيرة».

بعض النفايات تم التخلص منها مؤخراً

الأستاذ الصحفي "خالد رستم" كان موجوداً في مبنى مجلس مدينة "المعرة"، فحدثنا عن إشكالية النظافة في "المعرة" قائلاً: «يجب أن تكون مدينة "أبي العلاء المعري" في أبهى حلة، ويد واحدة لا تستطيع التصفيق لتنفيذ ذلك العمل، بل يجب أن تتضامن مؤسسات شعبية مختلفة مع مجلس المدينة، ويجب ألا ننسى الآثار المحيطة بالمدينة، لأن هذا الأمر مؤرق فعلاً وحساس للغاية، فلننطلق من بيوتنا وننظف الخارج كما نريد أن تكون هذه البيوت».

منطقة مجروفة مقابل سوق الهال جنوبا