مسيرة ناجحة كانت فيها سفيرة المرأة في "إدلب" والوجه المشرق للجهد الذي تبذله المرأة بما حققته من تقدم في مجال العمل التطوعي، السيدة "نبال معلم" التي حققت الأسبقية في حضورها كممثلة للمرأة في مجلس الشعب وموقعها بين النساء الأوائل في التعليم العالي، وتأسيسها لأول جمعية أهلية ترعى ذوي الاحتياجات الخاصة من ذوي الإعاقات الذهنية ومتلازمة "داون" وصعوبات التعلم.

ففي لقائها موقع eIdleb تحدثت السيدة "نبال معلم" عن مسيرة السبق في مجالات متعددة فقالت: «تحتل المرأة موقعاً متقدماً يوماً بعد يوم في محافظة "إدلب" بما تبذله من جهد مضاعف فهي الأم في المنزل والمديرة والأستاذة الجامعية والطبيبة، حضوري الذي حققته بدأ منذ الشبيبة مع اللغة العربية التي برعت بها وحصلت على الإجازة ثم انتقلت إلى مجلس الشعب تلك المحطة التي حاولت من خلالها استغلال مكانتي لتأسيس ما هو جديد كلياً في محافظة "إدلب" التي تحتوي على نسبة كبيرة من ذوي الاحتياجات الخاصة بحسب الإحصاءات الرسمية لكن الظروف الاجتماعية وخوف الأهالي أدى إلى إهمال هذه الشريحة، فكانت البداية مع إنشاء جمعية "الرعاية الإنسانية" كأول جمعية أهلية متخصصة من خلال زياراتي الميدانية لمدارس الأيتام وملاحظتي وجود الأطفال ذوي الإعاقة فيها لعدم وجود جمعية تعنى بهم وتلبي احتياجاتهم في التعليم، فبدأنا بمشكلة توفير المقر وتأمين المدربين ثم تحول العمل لتضم الجمعية /35/ طفلاً بين سن الثالثة والسادسة عشرة سنوياً وهذه الأعداد القليلة تتحدد وفق استيعاب الجمعية للأطفال، وفي حال توسع المقر سنقوم بضم أعداد جديدة تمثل نسبة كبيرة من ذوي الإعاقات الذهنية».

عملت على توفير كيان جديد لهذه الشريحة في المجتمع وإدخال بعض الأفراد إلى سوق العمل بعد أن كان المعاق يعاني من نظرة دونية تربطه بجسده، وقامت من خلال جهدها الشخصي بتوفير الكادر اللازم لرعاية الأطفال وتحقيق ما لم يستطع الكثير من أبناء المحافظة تحقيقه لهذه الشريحة

ولم يقتصر العمل التطوعي للسيدة "نبال" على جمعية الرعاية الإنسانية، بل ساهمت في تسخير الجانب التربوي في خدمة قضايا الإعاقة فقالت: «وجودي في كلية التربية الثانية في "إدلب" كأستاذة لمادة اللغة العربية ساعدني كثيراً على النهوض بعمل الجمعية من خلال استشاريي التربية خاصةً في مجال التدخل المبكر للأطفال، ويمثل التطوع جانباً من جوانب عملي الأكاديمي، وإضافةً إليه أقوم على تأسيس جيل يعنى باللغة العربية ينقله المعلمون إلى الأجيال، ففي كل مرحلة فصلية أقوم بإعداد مسابقات للغة العربية وتمكينها حتى تكون اللغة العربية الحية ليكون معلم الصف ناجحاً ويستطيع نقل اللغة السليمة إلى الأجيال التي يبنيها منذ مراحلها الأولى».

سائر بلال

"سائر بلال" المدرب الدولي في الإعاقة والسياسة الاجتماعية يتحدث عن دور السيدة "نبال معلم" التطوعي فيقول: «عملت على توفير كيان جديد لهذه الشريحة في المجتمع وإدخال بعض الأفراد إلى سوق العمل بعد أن كان المعاق يعاني من نظرة دونية تربطه بجسده، وقامت من خلال جهدها الشخصي بتوفير الكادر اللازم لرعاية الأطفال وتحقيق ما لم يستطع الكثير من أبناء المحافظة تحقيقه لهذه الشريحة».

وفيما يتعلق بالمجال التربوي وخدمة قضايا الإعاقة تحدث طالب كلية التربية "مالك عبد المجيد": «تتميز الدكتورة "نبال" بوعيها الكبير واهتمامها باللغة العربية من خلال الأنشطة الجامعية المستمرة التي ترعاها الكلية، كما تقوم من خلال عملها كأستاذة جامعية ومديرة لجمعية "الرعاية الإنسانية" بتوجيه الطلبة لإجراء أبحاث اجتماعية حول طرق التعامل مع صعوبات التعلم لدى الأطفال والحصول على مسح ميداني وبياني ونتائج اختبارات وتطبيق الدراسات الميدانية في رحاب الجمعية».

في جمعية الرعاية الانسانية

وتجدر الإشارة إلى أن السيدة "نبال معلم" من مواليد مدينة "إدلب"، حاصلة على ماجستير ودكتوراه في مجال التعليم والتنمية، حاصلة على ماجستير في اللغة العربية لغير الناطقين بها، عضو المجلس العالمي لحماية اللغة العربية، مستشارة في الاتحاد العربي للشباب والبيئة، عضو جمعية حماية اللغة العربية في دولة الإمارات، عضو ناشط في مجال قضايا المرأة. وعملت على المستوى المحلي في عدة مواقع منها: عضو مجلس الشعب لدورتين، عضو فرع شبيبة الثورة فرع "إدلب"، عضو اتحاد نسائي فرع "إدلب"، عضو في نادي "أمية"، وأستاذة لكليتي التربية الأولى والثانية في جامعة "حلب".