وسط موقع مميز تتلاقى فيه حكايات التاريخ وقصص الحضارات مع جمال الطبيعة يقع "باب الهوى" بإطلالة قوسه الأثري الشهير على مقربة من بلدة "سرمدا" إلى الشمال من مدينة "إدلب" بنحو 45 كم.

ويقول "نيقولا كباد" رئيس دائرة الآثار في محافظة "إدلب": «إن الميزة التي اختص بها "باب الهوى" والتي جعلته موقعاً معروفاً هي كونه بوابة العبور للقوافل التجارية منذ القدم ونقطة التلاقي بين الشرق والغرب حيث يبعد نحو 3 كم عن المركز الحدودي مع تركيا وفيما مضى كان يمر منه الطريق الأثري الروماني القديم الذي يصل بين "حلب" و"إنطاكية"، كما أن قرب "باب الهوى" الأثري للعديد من المواقع الأثرية في المنطقة مثل "بعودة" و"سرمدا" و"خربة الخطيب" وقصر أم البنات" والطريق الروماني زادت من أهميته ومكانته الأثرية والتاريخية والجغرافية».

يعتقد أن الجزء الجنوبي للموقع كان مكانا مقدسا للعبادة أو كنيسة حسب التشكيلات البنائية الموجودة والتي تتألف من عدة قاعات إحداها بأطوال 2.5 متر × 20 متراً، في حين أن الجهة الشمالية الشرقية للموقع وهي على امتداد الطريق المعبد بطول 20 مترا وعرض 7 أمتار لم يبق منها سوى الأساسات مع بعض المداميك في كل الزاوية الشمالية الغربية وفي الزاوية الشرقية

ويضيف "كباد" في لقاء مع موقع eIdleb: «يعد قوس "باب الهوى" الشهير من أبرز معالم موقع "باب الهوى" الأثري الذي لا يزال منتصباً متحدياً كل العوامل الجوية وهو قوس نصف دائري يبلغ ارتفاعه الأعظمي 6.80 أمتار والداخلي 5.15 أمتار فيما يبلغ اتساعه 4.20 أمتار ويتألف من 14 مدماكا حجرياً ويزيد عرض القوائم الرئيسية على ثلاثة أمتار ويوجد بجانب القوس من جهة الشمال بقايا أساسات لبناء ضخم يعتقد أنه خان وفي الجزء الشمالي للموقع يوجد عدة قوائم لأبواب قديمة تعلو اثنان منهما سواكف الأول بجانب القوس والآخر في الجهة الشرقية للموقع ويبلغ ارتفاع قائمتي كل منهما 2.5 متر وعرضها 2.25 متر وهما بحالة جيدة ويوجد بجوار الساكف الشرقي وبجوار أحد مرابط الخيل بئر ماء مع حوض كبير للمياه وبئر آخر محفور بالصخر بعمق 4 أمتار ويوجد في الجهة الغربية من جداره وعلى ارتفاع 1.5 متر فتحة تطل على نفق بعمق 4 أمتار مغطى ببلاطات حجرية يهبط إليه من الفتحة عبر درج».

القوس وتحتها الطريق المعبد الذي يغطي الطريق الروماني

ويصف الباحث "عبد الحميد مشلح" موقع "باب الهوى" فيقول: «هو ممر ضيق محصور بين جبلين يفصلهما جبل "سمعان" وجبل "باريشا" طوله 5كم ويختلط بالرصيف الروماني القديم بين "إنطاكية" و"قنسرين" والقوس مؤلف من أحجار كلسية ضخمة يرقى إلى القرن السادس وبقية المباني من العهد البيزنطي ومن المرجح وجود دير في "باب الهوى" وهناك كتابة يونانية تعود للعام 573-578م في أخربة على يمين الطريق أما الكنيسة الموجودة بقرب القوس فهي من القرن/6-4/ م».

وعن وصفه للموقع ومحتوياته يقول الدكتور "أنس حج زيدان" رئيس شعبة التنقيب والدراسات الأثرية وشعبة الترميم بدائرة آثار "إدلب": «يعتقد أن الجزء الجنوبي للموقع كان مكانا مقدسا للعبادة أو كنيسة حسب التشكيلات البنائية الموجودة والتي تتألف من عدة قاعات إحداها بأطوال 2.5 متر × 20 متراً، في حين أن الجهة الشمالية الشرقية للموقع وهي على امتداد الطريق المعبد بطول 20 مترا وعرض 7 أمتار لم يبق منها سوى الأساسات مع بعض المداميك في كل الزاوية الشمالية الغربية وفي الزاوية الشرقية».

بقايا الأثار بجوار قوس باب الهوى

ويتابع "حج زيدان" وصفه بالقول: «يتوسط الواجهة الشمالية باب يعلوه ساكف بارتفاع وعرض واحد يبلغ 2.5 متر فيما يعلو الواجهة الشرقية قوس نصف دائري بقطر 3.5 أمتار يحوي قوائم طولانية بارتفاع مترين يعتقد أنها أبواب، في حين أن الواجهة الجنوبية الغربية للقاعات تبدو على شكل منصة تحتوي أربعة أعمدة حجرية لا تزال قائمة مع قواعدها ويحتوي القسم العلوي لهذه الأعمدة على زخارف هندسية أما تيجانها فهي على شكل قرون حيوانات "الماعز" وقد تم نقل هذه التيجان إلى متحف "إدلب" للحفاظ عليها».

ويذكر أن موقع "باب الهوى" كان يجاور المركز الحدودي أو نقطة العبور بين سورية وتركيا قبل أن تنقل إلى منطقة أبعد باتجاه الشمال الغربي حيث لا يزال الزائر يرى القوس بجوار الطريق إلى مركز الحدود كما يمر من تحت القوس طريق معبد حديث يغطي الطريق الروماني القديم.