خدمة اليوم الواحد في مشفى "المعرة" الوطني هي إحدى الخدمات المتنوعة للمشفى الذي انطلق منذ عام 2008، حيث تُعتبر هذه الخدمة من الخدمات الاستثنائية التي يقدمها المشفى الوطني في "معرة النعمان" دون سواه من مشافي القطر، كما أنه يُعتبر اجتهاداً شخصياً من الكوادر الرئيسية والمعنيين بتطوير المشفى.

موقع eSyria توجه إلى المشفى المذكور والتقى السيد "مالك العثمان" أحد المرضى في جناح عناية اليوم الواحد ليكلمنا بصفته أحد مراجعي هذا القسم قائلاً: «تمت إحالة أخي من العيادات الشاملة بعد أن تبين إصابته بالتهاب حاد في القصبات وضرورة إجراء تنظير عاجل له وإبقائه لساعات تحت الرقابة الطبية المباشرة، ونحن الآن ننتظر دورنا بالتعاون مع الموظفة المسؤولة، ومع أن وقت الإجراء قصير إلا أن هذا الأمر يتطلب طول الانتظار أحياناً، ويكون ذا استجابة ضعيفة من بعض الأطباء المختصين وبعضهم غير المقيمين، إلا أن سير العمل جيد والقائمون عليه يتجاوزون العثرات شيئاً فشيئاً».

سوف يتم إجراء إحصائية لعمل المشفى ورفع دراسة كاملة عن حسنات وفوائد هذا القسم وعن سيئاته وصعوبات العمل فيه إلى مديرية الصحة للعمل على تطوير وتوسيع هذه التجربة، وفي الحقيقة هناك نقص في الكادر التمريضي والخدمي الثابت والمتمرن في المشفى، والأمر مهم وجاد لأن عدم كفاية أقسام المشفى الأخرى يزيد من أعباء هذا القسم الخدمي الجديد

مسؤولة عناية اليوم الواحد "هيفاء شيشان" تحدثت عن طبيعة هذه الخدمة قائلةً: «نقدم العلاج والمتابعة في بعض الأمراض مثل الكسور والفتوق والإلتهابات والتنظير والعمليات "الباردة" أو الجراحات الخفيفة ومجمل الأمراض التي لا يحتاج فيها المريض إلى النوم في المشفى وذلك الأمر تحدده العيادات الشاملة التي يدخلها المريض قبل دخول المشفى، وذلك كله من خلال آلية تسريع نتبعها بالتعاون مع الأطباء، وإعطاء المريض كل المستلزمات التي تبقيه ضمن المراقبة والعناية لفترة محدودة من الزمن، حيث تُجرى مراقبة المريض لمعرفة مضاعفات ما بعد العملية، وفي حال لم يستفد المريض من الخدمة ولم يتحسن نقوم بتحويله إلى قسم علاجي آخر خارج خدمة اليوم الواحد أو نخرجه في الحال الأفضل».

السيد مالك العثمان

وأضافت "شيشان" عن بعض الإجراءات، حيث قالت: «تواجهنا مشكلة في زيادة أعداد المتداوين في الخدمة وقلة أعداد الموظفين والممرضين، خاصة أن القسم يمر عليه أكثر من 80% من مرتادي المشفى، ما يضطر المريض لانتظار دوره، وهنا أقوم بدوري في فرز الأشخاص والحالات حسب أهميتها وضرورة تسريعها، وغالباً ما يُفضل الأطفال على باقي الفئات العمرية، وفي إحصاءات المشفى الرسمية أن 1559 حالة مرت على عناية اليوم الواحد خلال سنة منذ انطلاقة الخدمة في بداية عام 2010 وحتى نهاية هذه السنة».

رئيس خدمة اليوم الواحد في مشفى "المعرة" الوطني الطبيب "بشير شريفي" تحدث عن جدوى وجود مثل هذه الخدمة، وما يوازيها في المشافي الحكومية الأخرى قائلاً: «فوائد خدمة اليوم الواحد هي تخفيف الأعباء المادية وتكاليف إقامة المرضى على المشفى، وتقليل أعباء المواطن في حال التزامه لزمنٍ طويل في الإقامة والسفر خاصةً مع قلة وسائل النقل وشحها أحياناً، وأضيف إلى ما ذكرته الحد من انتقال الأمراض ذات العدوى، واجتماعياً تقلل الخدمة من صعوبات المريض في مراجعة المشفى وأجور النقل والعطلة عن العمل، وأيضاً ما يلحق بالمشافي من مصاريف وإشغال أسِرة وكادر، وفي المشافي الحكومية الأخرى هناك خدمة يوم واحد تكون واضحة المعالم ومحددة في بعضها وغير واضحة في أخرى».

السيدة "هيفاء شيشان"

وبالنسبة لتطور العمل في المستقبل قال الطبيب "الشريفي": «سوف يتم إجراء إحصائية لعمل المشفى ورفع دراسة كاملة عن حسنات وفوائد هذا القسم وعن سيئاته وصعوبات العمل فيه إلى مديرية الصحة للعمل على تطوير وتوسيع هذه التجربة، وفي الحقيقة هناك نقص في الكادر التمريضي والخدمي الثابت والمتمرن في المشفى، والأمر مهم وجاد لأن عدم كفاية أقسام المشفى الأخرى يزيد من أعباء هذا القسم الخدمي الجديد».

الطبيب "بشير الشريفي"