حارات و"أزقة"، و"سيباطات"، وبيوت، وحمامات، ومساجد أثرية، وأسواق تجارية، تجمعها أحياء "إدلب" القديمة بطرازها وفنها المعماري المميز والتي تشكل لوحة معبرة عن حياة أهلها بمختلف فصولها وتفاصيلها.

"فاتح عبادي" أحد الذين عاشوا في البلدة القديمة تحدث لمدونة وطن eSyria بتاريخ 27/9/2012 عما تشكله هذه الأحياء من ذاكرة تراثية حيث قال: «لا شك أن لكل حجر من حجارة حارات وأحياء البلدة القديمة في "إدلب" حكاية، ولكل زاوية فيها قصة، ولكل شخص عاش فيها ذكريات في أسواقها وحماماتها وأزقتها الضيقة، هذه الحكايات لا تزال ماثلة في ذاكرة الكثيرين من أبناء "إدلب" ممن عاشوا فيها ومن خلالها تكون العودة إلى حياة الآباء والأجداد بتفاصيلها البسيطة، ويجب علينا العمل لكي تبقى هذه الأحياء بتفاصيلها قائمة تروي قصص الأجداد للأجيال القادمة».

لا شك أن لكل حجر من حجارة حارات وأحياء البلدة القديمة في "إدلب" حكاية، ولكل زاوية فيها قصة، ولكل شخص عاش فيها ذكريات في أسواقها وحماماتها وأزقتها الضيقة، هذه الحكايات لا تزال ماثلة في ذاكرة الكثيرين من أبناء "إدلب" ممن عاشوا فيها ومن خلالها تكون العودة إلى حياة الآباء والأجداد بتفاصيلها البسيطة، ويجب علينا العمل لكي تبقى هذه الأحياء بتفاصيلها قائمة تروي قصص الأجداد للأجيال القادمة

وأضاف: «عرف في "إدلب" القديمة أربعة أحياء لا تزال تسمياتها متعارف عليها حتى اليوم وهي مستمدة من موقعها ومن الجهات الأربع، إضافة إلى حيين تجاريين وسط البلدة يجمعان مختلف نشاطاتها التجارية والاقتصادية، كما كانت تضم 8 حمامات وعشرة مساجد وعشر زوايا وكنيسة، وتعد "السيباطات" من أهم المعالم الباقية في البلدة القديمة ولا تزال تحمل أسماءها القديمة التي كانت تطلق عليها منذ إنشائها ومعظمها تحمل أسماء العائلات التي بنتها والتي تسكن في تلك الحارات».

السيباطات طراز معماري مميز في البلدة القديمة

كما تحدث الباحث "هيثم نجار" عن واقع هذه الأحياء فقال: «البلدة القديمة الواقعة في وسط مدينة "إدلب" لا تزال تحافظ على منظرها العام على الرغم من انتشار البناء العمراني الحديث والتعدي الذي طال بعض ملامح البلدة القديمة وهدم أجزاء ومعالم تراثية غاية في الأهمية وخاصة الأسواق القديمة التي كانت متوضعة في وسط البلدة حيث طالتها يد الإنسان فغيرت ملامحها وأزالت الجزء الأكبر من معالمها الأثرية، وقد اشتهرت أحياء "إدلب" القديمة بطرازها العمراني المميز القريب من أبنية البلدات القديمة في بقية المدن السورية وخاصة في "حلب" و"دمشق" و"حمص"، وهي تحوي بين جنباتها بيوتاً سكنية تراثية وأسواقاً متخصصة ومحلات تجارية وحمامات وجوامع قديمة أثرية».

أما تفاصيل أحياء البلدة القديمة وما تحتويه من أماكن وأبنية وموقعها وواقعها وكيف كانت فقد تحدث عنها لمدونة وطن eSyria الباحث "عبد الحميد مشلح" وبداية الجولة في أرجاء البلدة القديمة من حي "البازار" حيث قال: «يعد حي "البازار" السوق التجاري للبلدة القديمة وكان يضم عدة أسواق متخصصة كسوق "الحدادين" وبجواره سوق "النجارين" وسوق "الجزماتية" وسوق "الصاغة" وكانت هذه الأسواق متصلة ببعضها بعضاً وتنتهي عند سوق الأقمشة الذي يوصل بدوره لسوق "القندرجية" و"الصرماتية" وقد تم إزالة هذه الأسواق واستبدال بناء حديث بها وبقيت منطقة تجارية تعرف حالياً بسوق "الصاغة" ويضم هذا الحي جامع "الأقرعي" وجامع "شير آغا" أو "الشيخ برغل" وهما يعودان للعهد العثماني كما يوجد فيه حمام "سيريابا"».

منزل آل العياشي من أجمل بيوت إدلب الأثرية

ويتابع "مشلح" الوصف بالقول : «أما حي "الصليبة" فهو من أهم تلك الأحياء وهو عبارة عن مجموعة أزقة متفرعة عن زقاق رئيسي يوجد فيه فاخورة قديمة وبعض محال العطارين، و"السنكرية" وهي محلات إصلاح "بوابير الكاز"، ويوجد فيها حمامات قديمة حمام "الطاهرية"، والحمام الصغير، ومسجد "الصليبة"، وزاوية "بيت أيوب" ويقع إلى الشرق من حي "البازار", في حين أن الحي الشمالي للبلدة يمتد من ساحة "الحجاز" وسوق الخانات وهي سوق الحبوب حالياً في الجنوب إلى دوار "معر تمصرين" شمالاً، وهو أكثر أجزاء البلدة القديمة حفاظاً على واقعه وبنائه، حيث توجد فيها العديد من الأزقة التي لا تزال تسمى بأسماء العائلات التي تسكن فيها، ويحوي الحي بعض "الدكاكين" القديمة وتسمى "دكاكين نادر"، والتي كانت السوق التجاري للحي، والحمامات مثل حمام "المحمودية"، وبعض الخانات مثل "خان الشحادين"، والمدرسة "الفيصلية" التي تعد من أقدم المدارس التعليمية في البلدة، وهي الآن عبارة عن منزل، وكذلك دار "يحيى بيك" الأثرية حيث يعرف أحد أزقتها باسمه، وهناك بعض المنازل الأثرية، وقد تم هدم "خان الشحادين" وكذلك جامع السوق».

وعن الحي الجنوبي قال الباحث "مشلح": «ويقع حالياً بين ساحة "هنانو" ومديرية التربية جنوباً والجامع الكبير شمالاً وبين شارع "الجلاء" غرباً وكراج الانطلاق شرقاً، وكانت فيه أقدم مدرسة في "إدلب" ضمن جامع "الشيخ فتوح" الذي لا يزال قائماً، ومن معالم الحي دار "آل جحا" الأثرية الموجودة ضمن زقاق معروف باسمه, كما أن الحي الشرقي هو من أكثر الأحياء محافظة على شكله العام وطرازه العمراني، ويمتد من "الصليبة" غرباً إلى "دوار المحراب" شرقاً وإلى الجامع الكبير جنوباً، ويوجد فيه "الجامع الكبير" بمئذنته التي تعود للعهد المملوكي، والحمام المجاور له ويوجد فيه أهم آثار البلدة القديمة "المصبنة الكبيرة"، ويضم أيضاً حمام "الهاشمية"، وجامع "الجوهري"، في حين يمتد الحي الغربي من حي "البازار" شمالاً إلى القصر العدلي جنوباً إلى شارع الجلاء شرقاً، ويوجد فيه كنيسة وزقاق الحمام نسبة إلى حمام "الميري" الذي كان موجوداً في الحي قبل أن يهدم، وحالياً يعد هذا الحي جزءاً من السوق التجاري الواقع بوسط المدينة».

ادلب القديمة