يعتبر "مسجد "يوشع بن نون" من الأماكن ذات الصفة الروحية في "معرة النعمان"، بني عام 604هـ زمن الدولة الأيوبي، وبداخله مقام كتب عليه "هذا المقام به النجاة لزائر من أمَّه نال المنى في العلا وغدا ينادي يا يوشع يا يوشع".

ويشير الباحث "هشام كرامي" الذي التقته مدونة وطن eSyria بتاريخ 9/2/ 2008عن المسجد بالقول: «يقع المسجد قبلي المدينة جانب سورها، بني عام 604هـ زمن الدولة الأيوبية في حماه، في عهد الملك "غازي بن صلاح الدين" والمتولي على هذا البناء "مرشد بن المهذب"، هذا الكلام حفر على لوح حجري فوق مدخل المسجد لتوثيق تاريخ بنائه، وقد جدد الملك "الظاهر غياث الدين غازي" عمارته ووقف عليه بالمعرة وقفا وهو يزار، ولما خرج الملك المعظم "فخر الدين توران" من حبس مصر اشترى له أرضا بالمعرة ووقفها عليه».

يعتبر من الأماكن ذات الصفة الروحية، حيث تعقد فيه جلسات الذكر في ليالي رمضان إضافة إلى ليالي بعض المناسبات الدينية الأخرى، وعلى ذمة عدد من الصوفيين بأنهم في كثير من حلقات الذكر يروون نبي الله يوشع عليه السلام يحضر بينهم، فلمن يريد رؤية هذا النبي ما عليه إلا أن يحضر إحدى هذه الحلقات

وأضاف: «يعتبر من الأماكن ذات الصفة الروحية، حيث تعقد فيه جلسات الذكر في ليالي رمضان إضافة إلى ليالي بعض المناسبات الدينية الأخرى، وعلى ذمة عدد من الصوفيين بأنهم في كثير من حلقات الذكر يروون نبي الله يوشع عليه السلام يحضر بينهم، فلمن يريد رؤية هذا النبي ما عليه إلا أن يحضر إحدى هذه الحلقات».

وعن العادات الاجتماعية التي صاحبت وجود تلك القبور والمقامات يقول "كرامي" : «كانوا قديماً يحلفون عند مقام "نبي الله يوشع" ويعتبرون هذا اليمين قسماً معظَماً لا يمكن الحنث به إلا بعاهة أو مرض، وكانوا يضعون "شربة" من الماء أو ما شابه عند قبر "أبي العلاء" حتى يكتسب صاحبها الذكاء والفطنة، وأيضاً كانوا يضعون الخيوط عند مقام "نور الدين الزنكي" ظناً منهم أنها عندئذٍ تجلب الشفاء من الأمراض والأوبئة».

ويبين الشيخ "وصفي الجندي" حول شكل المسجد بالقول: «يتألف المسجد من مدخل مقنطر يتجه إلى الغرب، وعلى جانبيه مقعدين حجريين للجلوس، وتعلو الواجهة من الأمام مئذنة مثمنة الشكل متوسطة الارتفاع، وهي متواضعة في بنائها، وبعد الولوج من المدخل نصل ساحة سماوية مكشوفة مربعة الشكل، وإلى اليسار غرفة تضمُّ مقاماً لنبي الله يوشع مؤلف من تابوت خشبي، مغطَّى بستار أخضر، وعلى باب الغرفة كتب (هذا المقام به النجاة لزائر من أمَّه نال المنى في العلا وغدا ينادي يا يوشع يا يوشع)،وإلى الشرق من هذا المقام غرفة لتعليم القرآن الكريم، وإلى الجنوب من المسجد يوجد حرم المسجد، وهو حديث في بنائه يعود إلى أربعينيات القرن الماضي يحوي المنبر، ويتم فيه تأدية صلاة الجمعة، وقد التبس الأمر».

ويشير الشيخ "الجندي" في مدينة "المعرة" بالقول«لو تنقلت في أحياء "معرة النعمان" القديمة من مسجد إلى آخر، فإنك تتنقل ببساطة من ضريح إلى آخر ومن مقامٍ إلى آخر، ومعظمهم أولياء وصالحون، ويعتبر سيد هؤلاء مقام "يوشع بن نون" الموجود في مسجد "نبي الله يوشع" في المحلة القبلية لـ "المعرة"، وهناك مقام "عمر بن الوردي" في مسجد "الوردي" في الحي الشمالي، ومساجد أضرحة ومقامات الأولياء و الصالحين في "معرة النعمان" عديدة، ومقامات "يوشع بن نون" و"عمر بن الوردي"».

تم تحرير المادة بتاريخ 9/2/2008