كان "إبراهيم حاج عبود" مع رفاقه المشاركين في الدورة التدريبية حول دور الشباب في حماية الآثار وقت الكوارث والأزمات؛ كخلية نحل تعمل على الاستفادة من كل ما يقدم من معلومات لتحقيق الغاية من الدورة.

وعبّر "إبراهيم" في لقاء مع مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 3 آذار 2015، عن أهمية الدورة في الحفاظ على الآثار، حيث قال: «الآثار كنوز قيمة وصاحب الكنز أدرى بقيمته ويعمل على حمايته دائماً، وهذه الدورة فرصة لزيادة معلوماتنا عن أهمية الآثار التي تمتلكها بلدنا وتشجعنا على بذل كل الجهود للحفاظ عليها وامتلاك الوسائل التي تساعدنا على ذلك، وما يميز هذه الدورة هو الجانب العملي والزيارات الميدانية لبعض هذه الآثار التي تمثل جسوراً للتواصل بين الماضي والحاضر، والحفاظ عليها يعني الحفاظ على هذه الجسور والجذور التاريخية التي يعتز بها أي شعب».

تعد الكوارث والأزمات من أهم المخاطر التي تهدد المعالم الأثرية التي يجب أن نعرف جميعاً كيفية التعامل معها خلال تلك المخاطر، والاستفادة من المعلومات في تقديم تلك الإسعافات الأولية للحفاظ على الآثار

وأضاف "حاج عبود" الطالب في المعهد الصناعي: «تعد الكوارث والأزمات من أهم المخاطر التي تهدد المعالم الأثرية التي يجب أن نعرف جميعاً كيفية التعامل معها خلال تلك المخاطر، والاستفادة من المعلومات في تقديم تلك الإسعافات الأولية للحفاظ على الآثار».

إبراهيم حاج عبود أمام البئر الأثرية في الجامع الكبير

وتقول "آلاء الخفيان" طالبة في قسم الآثار بكلية الآداب في "إدلب": «إن التعامل مع الآثار وكيفية المحافظة عليها في وقت الكوارث يحتاج إلى علم وجهد، ومن المفيد أن تتكون عند الناس المعلومات والوعي الذي يؤهلهم للتعامل مع تلك القطع الأثرية وإنقاذها من الخطر الذي يتهددها، ويعد طلاب الآثار الحجر الأساس في هذا الموضوع نظراً لما يمتلكونه من معلومات وثقافة أثرية عبر دراستهم الجامعية التي تتعزز من خلال الدورات التدريبية التي يجب أن تستغل بالوجه الأمثل والاستفادة منها في حماية آثارنا وتراثنا الحضاري».

أما المشاركة الطالبة "حنان المحمد" فرأت في الدورة شيئاً مميزاً، حيث قالت: «إنها المرة الأولى التي نقوم فيها بزيارة بعض المعالم الأثرية على أرض الواقع والوقوف أمام أي من المعالم الأثرية يجعلك تدرك عظمة هذا التراث ويبعث في نفسك الحماسة لتكون أحد المشاركين في حماية هذا الإرث الحضاري، وهذا برأيي أحد أهم ما يميز هذه الدورة، إضافة إلى المعلومات التي يقدمها لنا المهتمون والمختصون بمجال الآثار».

المشاركون بالدورة في بيت يحيى غنوم

وعن أهمية الدورة والهدف منها يقول "محمد ميمون فجر" مدير السياحة: «غنى محافظة "إدلب" بالمعالم والمواقع الأثرية التي تمثل ثلث آثار "سورية" دليل على عراقة الحضارة في هذه المنطقة ومساهمات أبنائها في الحضارة الإنسانية، وهي تراث إنساني ملك للبشرية ولأبناء "سورية" ويجب أن نعمل جميعاً من أجل الحفاظ على هذا الإرث الحضاري وحمايته بكل الوسائل».

وأضاف: «إن تنظيم هذه الدورة هو جزء من الدور الذي يمكن أن نلعبه والجهد الذي نقدمه عبر إغناء معارف الشباب وطلبة الجامعات وتعريفهم بأهمية الآثار ومسؤوليتهم تجاهها، وكيفية التعامل معها أوقات الأزمات والكوارث».

ميمون فجر مدير السياحة

أما "غازي علولو" مدير دائرة آثار "إدلب" فقال: «إن واقع الآثار في بلدنا مؤلم لما تتعرض له من استباحة للقيم التراثية والموروث الحضاري الذي تمثله، وكان لا بد من البحث عن أساليب وطرائق لمنع وتخفيف التعديات وأعمال التخريب التي تطول المواقع الأثرية، والتركيز على نشر الوعي والثقافة بأهمية التراث الذي تمثله هذه الآثار، وضرورة المحافظة عليه لإيصاله إلى الأجيال القادمة، ولذلك تم تنظيم هذه الدورة كخطوة لإذكاء روح المبادرة لدى الطلبة للعب دور إيجابي مع أبناء المجتمع المحلي؛ للحفاظ على الآثار وامتلاك رؤية تساعدهم على فعل ذلك».

شارك في الدورة التي أقيمت خلال الفترة من 1-6 آذار 2015 ستون طالباً وطالبة من كليات ومعاهد فرع الجامعة وخاصة قسم الآثار، وعدد من طلاب المرحلة الثانوية، ونظمت بالتعاون بين مديرية السياحة والبيئة والآثار وفرع الجامعة وفرع الشبيبة، وتضمنت محاضرات عن أهمية الآثار وواقعها الحالي ودور الشباب وطلاب الجامعة والمجتمع المحلي في حمايتها والحفاظ عليها، والإسعافات الأولية للقطع الأثرية التي تتعرض للتخريب، وأهمية الآثار الروحية وكيفية توظيف المعلوماتية للحفاظ عليها، إضافة إلى جولة سياحية للمشاركين فيها إلى المدينة القديمة.