غزة تَئن وتُقتل، وإسرائيل تتفنن في صناعة الموت وتطلق آلتها المتوحشة نحو أطفال وشيوخ ونساء "غزة"، مخلّفة وراءها الموت والدم وقهر شعب ما زال يبث رسالة صموده فخراً إلى كل العالم وهنا في مدينة "جبلة" نسي شعبنا توالي أعياد الميلاد ورأس السنة، كما تناسوا أفراحهم وأحزانهم، وتوجهت أنظارهم إلى مآسي "غزة" وشعبها، يدعون الله فرجاً قريباً لهذا الشعب الأبي.

موقع eLatakia توجه بتاريخ 29/12/2008 إلى الشارع "الجبلاوي" ومنه كانت هذه الرسائل المفعمة بالحب والتضامن مع أهلنا في "غزة" الجريحة.

لا رأي لمن لا رأي له، ما دام بعض القادة العرب يقولون ما لا يفعلون، (إن أكبر مقتاً عند الله أن تقولوا مالا تفعلون)

صاحب تكسي الأجرة "ياسر الأرسوزي" عبّر لموقعنا عن حزنه العميق وقال: «"غزة" تدفن قتلاها، ونحن نجلس أمام الشاشات لنشاهد ونأسف على الوضع المأساوي الذي حلّ بأرض "غزة" وشعبها، شاهدنا المسيرات التي جابت شوارع الدول العربية، نشاهد ونغسل دمنا بدمعنا، وهل قُدّر للفلسطيني أن يعيش عمره بين جولات قتلٍ جماعي حتى تحقق إسرائيل هدفها؟، ماذا ننتظر بعد والسكين وصلت الرقبة؟».

الطبيب هيثم اسكندر

وتابع قائلاً: «على كل حال إن صمت حكام "مصر" على تصريحات "ليفني" يدعو للشفقة على هؤلاء التابعين والمتخاذلين على أمتهم، الذين يحاصرون القطاع ويرفضون فتح معبر "رفح" الحدودي ويشاركون في حصار الشعب الفلسطيني وتضييق الخناق عليه، يشاركون في الحصار مناصفةً مع الصهاينة والأمريكيين وسلطة "محمود عباس" الذي لا يمكن أن يمثل الشعب الفلسطيني وأن يكون رئيساً لهذا الشعب المقاوم، لأنه بتصريحاته وسياساته ومفاوضاته العبثية مع الاحتلال لا يمثل وجهة نظر وموقف الشعب الفلسطيني المقاوم».

أما الطبيب "هيثم اسكندر" يمارس مهنته الإنسانية في عيادته ويتصفح الصحف اليومية بين حين وآخر قال: «كل هذا يجري لأن بعض الأنظمة الرسمية العربية وكذلك النظام الغربي المنحاز للصهاينة موافق على العدوان، وزعماؤه يريدون حلاً يكون إما برفع الحصار أو بسحق المحاصرين من أجل الخلاص من هذا الموضوع الذي بدأ يزعجهم، لكن هذا العدوان الذي لا بد أن ترد عليه المقاومة الفلسطينية بكل قوة وفي عمليات استشهادية مميزة وقصف صاروخي سيطال أمكنة جديدة وأهدافاً نوعية، هذا العدوان لا يمكن أن يمر بدون عواقب وخيمة».

الشابتان "أليسار خضور" و"هالة محمد"

وأضاف: «المطلوب من القمة العربية التي ستُعقد البحث عن استراتيجيات بديلة للسلام الموعود، وإذا كان السلام أمراً لا بد منه عربياً، فليكن بشروط لا تخضع لتداعيات المحارق ونتائجها، فالسلام الإسرائيلي الموعود الذي لم ولن يكن ليبشر يوماً سوى بمجازر واعتداءات موصوفة».

الشاب "يوسف مخلوف" الذي يقضي عطلته بعيداً عن أجواء العيد يراقب أحداث الساعة يومياً عبر لنا عن مآسيه وأحزانه العميقة وأضاف: «توشك "غزة" أن تحترق من أقصى شمالها إلى أقصى جنوبها، مئات الشهداء والجرحى، فلا كلمات يمكن أن تعبر عن حجم ما يجري هناك، مهما بلغت درجة فصاحتها وبلاغتها، المشهد بدا قاسياً وبشعاً بكل ما تحمل الكلمة من معنى، وهو لم يحصل حتى في أفلام الرعب، فحتى كتابة هذه الكلمات كانت المحصلة أكثر من (300) شهيد و(700) من الجرحى، جثث ملقاة على الأرض، تتخللها أذرع الأطفال والنساء والشباب، أمهات ثكلى يبحثن عن جثث وبقايا فلذات أكبادهن بين الركام ووسط الدخان الأسود المتصاعد ومبانٍ تحولت في غمضة عين إلى ركام، ثمة شيء كان هناك وهُدم على من فيه ليصبح أثراً سيشهد عليه التاريخ».

أما المهندس "فراس محمد" فأشار إلى: «الوضع المؤلم في "غزة"، فهمجية العدوان لم تستثنِ لا البشر ولا الحجر، أطفال ونساء وشيوخ أبرياء استُشهِدوا فتركونا مذهولين أمام شاشات التلفزة نشعر بالأسى عليهم، نشدّ على أيدي كل مقاوم فلسطيني بطل ونحن معهم قلباً وقالباً».

السيدة "ميساء عبد الكريم" أمٌ لأربعة أولاد قالت: «منذ أن بدأ العدو الإسرائيلي القصف على أرض غزة الأبية ونحن نجلس متسمرين أمام التلفاز نراقب ما يحدث فتنفطر قلوبنا على شعب "غزة"، ما ذنبه من كل هذا ألأنه يحتضن مقاومة حرة أبية ،أم لأنه لم يرض الذل والهوان، ما بيدنا حيلة سوى التضامن مع الشعب المنكوب والأم هي من تشعر فقط بفقدان أولادها، وشعبٌ يمتلك كل هذه القدرة على الصبر والمقاومة سينتصر بالتأكيد».

وتابعت: «ما يجري يؤكد للجميع وطنية الموقف السوري وضعف موقف كل من وضع يده بيد إسرائيل غاضّاً البصر عن شعبٍ يعيش مع الموت كل يوم».

السيد "عبد المنعم خضور" لم يقل إلا بضع كلمات تتضمن: «لا رأي لمن لا رأي له، ما دام بعض القادة العرب يقولون ما لا يفعلون، (إن أكبر مقتاً عند الله أن تقولوا مالا تفعلون)».

الشابتان "أليسار خضور" و"هالة محمد" طالبتان في المرحلة الثانوية تحدثن لموقعنا وقلن: «لطالما كنا نردد في المدرسة (تنبهوا واستفيقوا أيها العرب فقد طمى الخطب حتى غاصت الركب) وها نحن الآن نرسل هذا البيت من الشعر للشعب العربي، وما أُخذ بالقوة لا يُستَرد إلا بالقوة، صبراً إخوتنا في غزة إن الله معنا».