يعتمد العقل لغة الحوار والتفاهم وعلى طاولته تندرج الأفكار والأدلة وعلى مرّ الأزمان لم يكن من طاولة أغنى بوجهات النظر من شرقنا وقضاياه، التي شغلت قلوب وعقول المدافعين عنه وعن رؤياه فكانوا فنانين وكتاب ومسرحيين وغيرهم الكثير ومن أحد أولئك السابقين الذكر الكاتب "حسن م يوسف" الذي التقاه eHoms بتاريخ 9/ 4/ 2009 وحول فيلم "رؤية لصلاح الدين" الذي يعرض نوعاً من الحوار بين مثقف "عربي" ومثقف "أوربي" عن قضية الصراع الممتدة حتى عصرنا، كان الحديث التالي:

  • ماهو الهدف الأساسي من فيلم يستخدم نوعاً جديداً من العرض؟
  • ** الفيلم تجربة ومحاولة لكسر الصمت بطريقة عقلانية وجديدة خاصّة وأن بلادنا "العربية" أصبحت سوقاً لأفكار الآخرين وكادر لريشتهم يرسموننا كما يريد أ‘دائنا للصورة أن تظهر، لذلك هي عملية تشويه منهجية يتعرض لها "العربي" المقصّر نوعاً ما في الدفاع عن قضيته التي تعدّ من أ‘دل القضايا في العصر الحديث.

  • الحوار بين "الغرب" و"الشرق" ممثلاً بشخصيتيّ المثقَفين لمن هو موجه؟
  • ** الفيلم كتب باللغة الإنكليزية أي المخاطب هو الإنسان الغربي، فهو سجال بين شخصيتين الأولى مثلتها بنفسي والثانية لمؤرخ "غربي" افتراضي لا وجود له في الحقيقة، لذلك عند كتابة السيناريو أردت الوصول به لمادة رمادية لا نقترب بها في أغلب أعمالنا الفنية وتعتمد على الحوار.

  • مع سيطرة "اللوغو الصهيوني" قد لاتصل هذه المحاولة للغرب؟
  • ** السيناريو يعكس ما يقوله "الصهاينة" عن "العرب" بطريقة علمية وليست خطابية وهو قد يكون كنقطة ماءٍ تنزل من سقف المغارة والتي لن يكون بمقدورها صنع عمود شاخص لكنّها مع تتالي الزمن ستحقق ذلك، وإن لم يصل هذا الفيلم للقنوات الإعلامية "الغربية"، فإنه على الأقل وصل للمغتربين العرب.

  • هل يستطيع المثقف وحده أن يحارب بالحوار فقط؟
  • ** المثقف لا يملك الدبابات وليس لديه الجيوش والعتاد وإنما لديه قلب يحب وكلمات تنطق لذلك هو يعيش حياة شقية ومحكوم عليه بأن يحترق على شعبه ولكنّه أيضاً كشعبه محكوم عليه بالأمل فهو الخيار الأساسي.

    الجدير ذكره أن "حسن م يوسف" من مواليد قرية "الدالية"، ريف "اللاذقية"، سورية 1 شباط ‏ 1948 يعمل في الصحافة الثقافية منذ أوائل السبيعينات، وهو محرر رئيسي في جريدة "تشرين الدمشقية"، منذ عام 1987 عضو مجلس اتحاد الصحفيين السوريين منذ عام 1981، من كتبه "العريف غضبان"، "قيامة عبد السميع"، "الآنسة صبحا"، "عبثاً تؤجل قلبك" ومسرحيات عديدة وأفلام منها: "كش مات" و "زمن الصمت".

    أمّا فيلم "رؤية لصلاح الدين" فقد تمّ عرضه في صالة "سامي الدروبي" في المركز الثقافي ب "حمص" يتضمن سلسلة من الأحداث المتتالية من التاريخ العربي وأحداث أخرى من العالم وذلك بعناوين قصيرة لكل جزء كنقاط أساسية شملت "الحوار، الغضب، السلام، المثقفون العرب، نظرية المؤامرة، معاداة السامية، انفجار المعلومات، النبي، أسطورة إيزيس المصرية، البحث عن صلاح الدين".