دأب على تغطية مهرجانات "اللاذقية" المسرحية إيماناً منه بأهمية هذا الفضاء الإنساني والروحي بالنسبة لعشاق هذا العالم الأرحب.. وإيماناً منه بأهمية دور الإعلام في إعطاء جميع الفنون حقها من الضوء.. فقد حرص من خلال إذاعة صوت الشباب على تغطية مهرجان نقابة الفنانين المسرحي الثاني باللاذقية عبر رسالة يومية تبث على الهواء.. ومن هنا جاء لقاء موقع eLatakia بالإعلامي "عبد المؤمن الحسن".. المتمكن من ثقافته ولغته العربية التي يحرص عليها.. والمتمكن من أدواته ومفردات عمله الإعلامي.

  • لطالما أكدت في أحاديثك الصحفية على أن المغامرة الإعلامية مسؤولية، كيف تقرأ هذه المسؤولية؟
  • ** تحدثت من خلال موقعي كشخص مؤتمن على مجموعة من ساعات البث الإذاعية والتلفزيونية، وأيضاً على مجموعة من الأنشطة الاجتماعية التي يجب أن أقوم بها، وأصبح من خلال وجودي على الشاشة الوطنية مثالاً لمجموعة من الشباب الذين يتابعونني ويتابعون ما أقدمه وما أقوله، في هذه الحالة تحديداً أنا مسؤول عن كل كلمة أقولها، ومسؤول عن كل تصرف أقوم به، ومسؤول عن أخلاقياتي وثقافتي وظهوري، فعندما أستهين بهذه المهمة.. أستهين بهذا الواجب، فأنا بكل بساطة أعطي انطباعاً لكل من يتابعني أن هذا الميدان هو ميدان سهل وبسيط، ويحق لمن كان ولأي كان أن يدخل فيه، بغض النظر عن مقوماته وثقافته، إذاً مسؤوليتي تتجسد من خلال الرسائل التي أوجهها.. وأنا مسؤول عن أن أكرس للمحبة.. أكرس التعاطي الإيجابي لقضايا الوطن وخاصة قضايا الوطن الكبيرة.. ولا يجب أن نستهين بتاتاً بأي كلمة أو جملة نقولها.

    أثناء اللقاء

  • يقال إن نجاح وسائل الإعلام يكمن في تجهيز خلطة سرية، ماذا تحدثنا عن هذه الخلطة لزيادة تألق الإعلامي؟.
  • ** أنا لا أراها خلطة سرية، هي أسباب، وثوابت لها علاقة بكل المهن، من يعمل في أي مهنة -مع الاحترام لكل المهن- بحاجة إلى نفس المقومات التي يحتاجها لينجح في مجال الإعلام مع الفوارق النسبية، فالإعلام يحتاج إلى تفاصيل غير مجال إدارة الأعمال، غير مجال الشركات، إذا المطلوب منك فقط أن تكون محباً لهذه المهنة، وأن تعمل دائماً على تطوير نفسك من خلال وسائل معينة موجودة، والمهم أن تمتلك الإرادة لتطور نفسك وتقدم نفسك بشكل جيد وأن تتابع المحيط أيضاً، فأنت لن تستطيع أن تنافس وأنت منغلق على نفسك، يجب متابعة المحيط، ومتابعة كل التجارب التي تقدم على كافة المحطات عربية وأجنبية حتى تستطيع أن تطور أدواتك وأن تكون داخل المنافسة.

    الإعلامي.. يكون أو لا يكون

  • كيف لك أن توصّف الصورة التي يقدمها الإعلام السوري والإعلام العربي والغربي؟
  • ** كل رؤية إعلامية تظهر على شاشة أو تظهر في إذاعة لها ارتباط وثيق بالتوجه والسياسة والمضمون وبالفكر الموجود.. . لذلك تجدين التوجه الغربي دائماً على أنه الجنة الموعودة وعلى أنه قمة التطور وقمة الرقي.. فنفاجأ عندما نسافر إلى الخارج بأن هناك بالتأكيد شيئاً من الصحة في هذا.. لكن هذه المجتمعات ليست مجتمعات نظيفة وخالية من كل المشاكل والعقد والأمراض.. إلا إنهم أقدر على تلميع صورتهم وتوصيلها بشكل مختلف.. هم يوصلون هذه الصورة حتى يغرونا بشكل دائم.. بالنهج الذي ساروا عليه في كل شيء.. كان سياسياً أو اقتصادياً.. أو كان اجتماعياً هو النهج الحقيقي والصحيح أو هو النهج الواجب اتباعه.. وهذا الكلام ليس دقيقاً.. ونحن أيضاً نقدم صورتنا بشكل مغاير ومختلف لكننا غالباً ما نقدم صورة أقل مما يجب أن تُقدم.. وكذلك الحال في البلدان العربية ويمكن القياس على ذلك.. لكن ضمن الإطار العام الصورة التي نقدمها لها خصوصية الرؤية.. وخصوصية المشروع.. وخصوصية الحالة.. قد تكون حالة النضال وحالة المقاومة، وقد تكون حالة العمل على أن نقاوم فرض صور أخرى علينا.. ونحن نعرف محاولتهم الدائمة لتشويه صورتنا.. لذلك فالمطلوب منا شأنان.. الشأن الأول توصيل صورتنا.. والشأن الثاني أن نصلّح الصورة المغايرة.. فصار العبء عبئين.

    من تكريمه في مهرجان نقابة الفنانين المسرحي

  • ما بين المكتوب والمسموع والمرئي.. من استطاع أن يقدم صورته بشكل أكبر إلى المتلقي؟
  • ** يجب ألا نقارن بين الثلاثة.. ومع هذا حكماً المرئي هو الأكثر مشاهدة لأن للمرئي مجموعة من المميزات والحوامل التي تجعله أقرب وأسرع.. وتجعله أكثر تناولاً، والناس تحب هذه الصورة البهية لكن صدقيني لكل جمهوره الذي يبحث عنه والذي لم يتغير.. ولا يجوز أن يقول أحد إن جمهور الإذاعة قلّ على حساب جمهور التلفزيون.. من يحب الإذاعة يبقى يحب الإذاعة ومن يحب التلفزيون يبقى يحب التلفزيون.. وحتى لو ظهرت مئة قناة فضائية جديدة سيبقى يتابع الإذاعة وسيبقى يعود ليستمع إلى الصوت الذي يحب وإلى الفكرة التي يحب.. لا شيء يأخذ من حق شيء لكل شيء متابعته ولكل مجال جمهوره..

  • كيف تقرأ قدرة الإعلام السوري على امتلاك ناصية صناعة نجم إعلامي في حين يتسابق الآخرون في دول عربية وغربية على تقديم براعتهم في هذا المجال؟
  • ** وبرأيي هذا الإعلام صنع الكثير من النجوم لكن هم بالأساس نجوم.. فمن يستطيع أن ينكر الإعلامي "مروان صواف".. والذي صنعه الإعلام السوري.. والذي أعتبره أستاذي.. هذا الإعلام قادر على صنع نجوم، لكن على ما يبدو نحن بحاجة إلى أن نغير الرؤى.. أن نغير طريقة تعاملنا مع الأشخاص، أن نتعامل بمحبة أكثر مع شخص يلمع وشخص يبزغ نجمه أن نحتضنه ونقدم له السبل والدعم والرعاية حتى يصل أسرع ويصل أكثر.. لأن نجومية هذا الشخص بالمحصلة تصنع نجومية لهذه المؤسسة.. وستصبح هذه المؤسسة متابعة بناءً على دعمها لهذا النجم..

  • ماذا عن مكانة الإعلام السوري عند المتلقي أو الجمهور السوري؟
  • ** الإعلام السوري هو إعلام متابع والجمهور السوري متعطش لكل ما هو مسؤول مع المقارنة بين الإعلام السوري وكل ما يقدم في دول أخرى وفي شركات إعلامية أو مؤسسات إعلامية أخرى.. الإعلام السوري يقدم كماً هائلاً وكبيراً من المعلومات والثقافة ومن الفكر المسؤول.. كل مؤسسة لها خصوصيتها.. وكل عمل وله نقاط ضعفه، ولك أن تستعرضي أنت كإعلامية الكثير من النماذج الموجودة.. إن كان إعلاماً خاصاً.. وإن كان إعلاماً رسمياً.. ودائماً نظلم الإعلام السوري عندما نقارنه بالمؤسسات الخاصة..

  • من يتابع برنامجك الإذاعي "مفردات الياسمين" الذي يبث على صوت الشباب كل يوم جمعة يشعر بخصوصية هذا البرنامج عندك.. ماذا عنه؟
  • ** في "مفردات الياسمين".. أنا أبحث عن الإنسان وبناءً على ذلك فأنا عندما أستضيف قامات كبيرة على مستوى الوطن.. أدخل إلى عمقه الإنساني وأبحث عن ذائقته الموسيقية.. أبحث عن قراءاته الأدبية.. أبحث عن تجربته وطفولته وصداقاته لأؤكد للشباب الذي يستمع أنك عندما تتحدث عن شخص وصل إلى أعلى المناصب ووصل إلى أعلى السلم والهرم على الصعيد العملي وعلى الصعيد الاجتماعي والثقافي والفكري والسياسي، أنت تتحدث بداية عن إنسان كوّن هذه المفردات واستطاع من خلالها أن يصعد حتى يصل إلى قمة هذا الهرم فقط.. لذلك أقول كن إنساناً في البداية، واجمع هذه المفردات لتصل كما وصل هو.. الأمر ليس صعباً ولا مستحيلاً.. لأن هذا البرنامج يحتفي بالإنسان أنا أحبه كثيراً.

  • هناك كلمة أردت توجيهها إلى بعض الإعلاميين.. ماذا عنها؟
  • ** سأوجهها للإعلامي الذي يعتبر مجرد الظهور هو نقطة النهاية.. في حين هي نقطة البداية.. وهذا ما أؤمن به وبدأت أعمل على هذا حتى أقدم شيئاً لمن ائتمنني على أن أكون في هذا المكان.. وهذا المكان أمانة حقيقية إما أن أكون على قدر هذه الأمانة أو لا أكون.