ورقة عمل قدمها الباحث الجيولوجي الدكتور "فواز الأزكي" خلال مشاركته في المؤتمر الدولي الرابع للمتنزهات الجيولوجية في جزيرة "لانكاوي" الماليزية في نيسان عام "2010" تحت رعاية منظمة اليونسكو دعا من خلالها لإعلان "اللاذقية" متنزهاً جيولوجياً وطنياً.

وحول هذا الموضوع موقع eLatakia اغتنم فرصة وجود الدكتور "فواز الأزكي" بمدينة الأسد الرياضية ضمن فعاليات مهرجان المحبة ليحدثنا حول هذا الموضوع، والبداية كانت حول الأسباب التي دفعت الدكتور "الأزكي" إلى دعوته لإعلان "اللاذقية" منتزها جيولوجيا وطنيا، حيث قال: «تتمتع "اللاذقية" بكافة الشروط التي وضعتها منظمة "اليونيسكو" لإعلان المنتزهات الجيولوجية ففي منطقة البسيط هناك حالة لالتصاق الغابة بالبحر المتوسط، وفي منطقة "أم الطيور" هناك نتوءات صخرية ووجود البحيرات العذبة في منطقة "بلوران" على النهر الكبير الشمالي، كما أنه يوجد صخور الأفيوليت في منطقة "البسيط" وهي عبارة عن صخور خضراء نادرة على سطح الأرض.

ستكون "اللاذقية" بعد إعلانها منتزها جيولوجيا وطنيا محط أنظار السائحين في أوروبا وكافة قارات العالم وسيكون هناك مكان لتشجيع الاستثمار السياحي وبالتالي سيتم توفير فرص عمل لأبناء المنطقة عدا المنشآت التي ستقام لتحسين البنى التحتية وسيكون لها أهمية بتنمية الموارد البشرية والسياحية والثقافية وغير ذلك من الأمور التي ستدفع بعجلة التطور نحو الأمام

كما نلاحظ ظاهرة مورفولوجية متميزة في "رأس البسيط" وهو لقاء غابة مع صخر مع بحر وهذه ظاهرة نادرة بالإضافة إلى وجود الكثافة السكانية في محافظة "اللاذقية" وجميع تلك الشروط التي ذكرتها والمتواجدة في "اللاذقية" تهيئ هذه المحافظة الساحلية لتكون منتزها جيولوجيا وطنيا بحسب الشروط التي وضعتها منظمة "اليونيسكو"، وبناء على ذلك وبعد دراستي الجيولوجية الطويلة بهذا المجال خاطبت اللجنة الوطنية السورية لليونيسكو لإعلان "اللاذقية" منتزها جيولوجيا وأنا أنتظر الجواب في الوقت الحاضر».

صورة جيولوجية توضح التنوع الجيولوجي في اللاذقية

وعن الفائدة المرجوة التي ستحققها "اللاذقية" بعد إعلانها منتزها جيولوجيا وطنيا، أضاف د."الأزكي": «ستكون "اللاذقية" بعد إعلانها منتزها جيولوجيا وطنيا محط أنظار السائحين في أوروبا وكافة قارات العالم وسيكون هناك مكان لتشجيع الاستثمار السياحي وبالتالي سيتم توفير فرص عمل لأبناء المنطقة عدا المنشآت التي ستقام لتحسين البنى التحتية وسيكون لها أهمية بتنمية الموارد البشرية والسياحية والثقافية وغير ذلك من الأمور التي ستدفع بعجلة التطور نحو الأمام».

وتمكن الدكتور "الأزكي" بعد دراسة وبحث جيولوجي على مدى سنين طويلة من الوصول إلى أن سورية تتميز بالتنوع الجيولوجي بحسب ما أخبرنا بالقول: «بدأت البحث الجيولوجي عام "1985" وحتى الآن وجميع أبحاثي الجيولوجية والجولات الحقلية هي فردية وبمجهودي الشخصي حيث كانت الغاية هو استكشاف التشكيلات الجيولوجية وجمع عينات نموذجية من مستحاثات وصخور، أبدأ منذ الصباح الباكر رحلتي في البحث الجيولوجي للحصول على المستحاثات والفلزات وأستيقظ منذ الفجر وألبس البدلة الجيولوجية الحقلية وأحمل حقيبتي الظهرية التي تضم مطرقة وعدسة مكبرة وبوصلة وحمض كلور الماء بالإضافة إلى ماء للشرب وبعض الطعام وأحدد هدفي الجيولوجي من خلال الخارطة الجيولوجية وبناء على أعمار جيولوجية معينة على الخارطة وقد أبقى حتى العاشرة مساء وربما أنتقل لمنطقة أخرى، وإذا كان وزن الصخور التي أكتشفها أقل من "120" غراما أحملها على ظهري وإذا كانت أكثر وزنا أستأجر وسيلة نقل لنقلها لمتحفي الجيولوجي حتماً والذي يعتبر أول متحف جيولوجي في سورية والموجود في قرية "قسمين" باللاذقية وهو مفتوح مجاناً لجميع الزوار والباحثين للاستفادة من مكونات المتحف ويضم العديد من المستحاثات والفلزات والعينات الجيولوجية التي جمعتها على مدى سنين طويلة، وأتجه بالصخور الجيولوجية لمخبر المتحف فأقوم بفحصها وتصنيفها علميا وأضع هويتها عليها وأضعها بالمتحف».

وأشار الدكتور "فواز الأزكي" بأن سورية تتميز بالتنوع الجيولوجي والتنوع التضاريسي من جبل وبحر وسهول وهضاب وصحراء بحسب قوله: «تتسم سورية بموقع جغرافي متميز بين ثلاث قارات "أوروبا وآسيا وأفريقيا" وبمناخ متوسطي معتدل على مدار السنة، ومن ناحية التضاريس فإنها تتميز بوحدات تضاريسية منها البحر مع سواحله وسهوله والهضاب والجبال بغاباتها الحراجية النادرة والبادية برمالها وكثبانها والأنهار الكبرى والمتوسطة والصغرى مع سهولها ومصاطبها وبحيراتها العذبة، وتتميز بالتنوع الجيولوجي أيضا بتنوع الصخور الرسوبية والاندفاعية والبركانية والمتحولة ونجد في سورية جميع أنواع المستحاثات القارية والبحرية، الحيوانية والنباتية وغير ذلك من الشواهد الجيولوجية التي تؤكد أن سورية متنوعة جيولوجيا ولعل المناطق والأبنية الأثرية المشيدة من الصخور السورية تعد شاهدا تاريخيا على الثقافة الجيولوجية الفطرية للإنسان السوري القديم».