"المرأة تعمر البيت" عبارة اعتدنا سماعها من أجداد وجدات الضيعة.. ورغم أن ذلك نبع من التراكمات الخاصة بهم، والمشاهدات الكثيرة لهم فالمرأة الريفية نذرت لبيتها وأرضها الصباح والمساء بحب عبر حياتها..

وهذا ما أثبته العلم خلال المراحل المتلاحقة.. وما زالت هذه المرأة تحفر الصخر لتعمر كوخها الصغير أو قصرها الكبير..

درست في الكتاب دور المرأة في الاقتصاد المنزلي بشكل عام ومدى مساهمتها في كل مجال من مجالات الاقتصاد المنزلي وحددنا أهم العوامل المؤثرة في دورها هذا ومدى مساهمتها في كل مجال من مجالات الاقتصاد المنزلي وبالتالي دورها في الاقتصاد المنزلي بشكل عام وتحديد أهم العوامل المؤثرة في دورها هذا، ولتطبيق هذه الدراسة اتبعنا المنهج التطبيقي في عمل المسح الميداني بالاعتماد على أسلوب العينة الإحصائية

موقع "eSyria" بحث مكانة "المرأة الريفية" ودورها في بيتها ومجتمعها، وبدأ مع الاقتصادي "أحمد سعيد" الذي يقطن قرية "عين العروس" يقول: «المرأة هي المكملة والشريكة للرجل في بناء الأسرة والمرأة الريفية تحديداً التي تعمل في المنزل والأرض توظف الإيرادات وتنفقها حسب الضرورة وعملها هذا سيولد بناء لأسرتها، فكيف إن كان عملها هذا مرافق لأعمال أخرى.. كتربية الدواجن والأبقار، كما يحصل في أغلب قريتنا حيث إن كل الأسر لديها اكتفاء ذاتي على مدار العام من البيض ومشتقات الحليب، كما أن ما يفيض عن الحاجة يباع أو يهدى للأقرباء أو الأصدقاء القاطنين في المدينة. وهذا إنتاج يضاف لاقتصاد المنزل..».

ريفية تجني بيض دجاجاتها

أما الشاب "مازن صالح" من القرية نفسها فيقول: «تعلمت من أمي الكثير لتأسيس منزل قوي وكيف أنتج من ضعفه قوة.. وأصرت على متابعة دراستي الجامعية وأخواتي الثلاث بعد وفاة والدي، ولكن رغم شهاداتنا العليا إلا أننا جميعا نقف معاً فأختي "مياسة" التي تدرّس الانكليزية في مدرسة القرية.. وتعتمد أيام العطل على قطاف الحمضيات وفرزها، كما تصنع الجبن ببراعة، فهي توظف وقتها كما كانت تفعل أمي سابقاً..

وها هي زوجتي "زينب" تمارس عملاً مشابهاً كما أخواتي الباقيات "ميسون، مروى" فيصنعن الخبز اللذيذ والفطائر في التنور.. وهذا دليل قاطع على أن منزلنا الرحب والنظيف والمضياف مؤسس من عرق أمي وأخواتي وزوجتي.. والدور الأهم لهن، ومن عملهن أسسنا لمتجر في أحد أحياء "اللاذقية" لبيع مشتقات الحليب والبيض البلدي التي ننتجها من مزرعة الأبقار والدواجن المتواجدة في أرضنا والمجهزة بالمستلزمات الآلية لمتابعة جني الحليب، كل هذا بإشراف والدتي وزوجتي وأخواتي، لكوني أهتم بنقل مشتقات الحليب إلى المتجر بالحافلة الصغيرة التي اشتريناها من إيرادات المزرعة.. وهذه دلائل واضحة على أن للمرأة الريفية الدور الأكبر في الاقتصاد المنزلي مرافقاً لأمومتها وتربية أولادها».

المهندسة سجا زعبي تستلم جائزتها

لعل ما جسدته المهندسة الباحثة "سجا طه الزعبي" في كتابها خير مثال عن دور المرأة الريفية في محافظة "درعا" والتي قدمته عبر شريحة واسعة في منطقتي "الصنمين، وإزرع"، عن هذا الكتاب تقول المهندسة الباحثة "سجا الزعبي" خلال لقائنا معها: «درست في الكتاب دور المرأة في الاقتصاد المنزلي بشكل عام ومدى مساهمتها في كل مجال من مجالات الاقتصاد المنزلي وحددنا أهم العوامل المؤثرة في دورها هذا ومدى مساهمتها في كل مجال من مجالات الاقتصاد المنزلي وبالتالي دورها في الاقتصاد المنزلي بشكل عام وتحديد أهم العوامل المؤثرة في دورها هذا، ولتطبيق هذه الدراسة اتبعنا المنهج التطبيقي في عمل المسح الميداني بالاعتماد على أسلوب العينة الإحصائية».

وتضيف "الزعبي": «النتائج التي توصلت إليها هذه الدراسة إيجابية بعمومها أظهرت الوجه المضيء لواقع المرأة ودورها المهم الذي لا يمكن الاستهانة به في المجالات كافة إلا أنه من جهة أخرى لا يمكن إهمال النتائج السلبية التي تؤكد تهميش دور المرأة وخاصة أنها لا تحصل على أي مقابل مادي أو معنوي لقاء عملها في المجال الزراعي وللدقة أكثر الإنتاج النباتي الذي يعتمد بشكل كبير عليها..

ريفية تخبز الفطائر بالتنور

كذلك بينت الدراسة عدم كفاية الوعي لأهمية الصناعات الريفية كمصدر إضافي للدخل حيث اقتصرت الصناعات الغذائية لدى نساء العينة على صناعة مشتقات الحليب كصناعة تجارية، وكذلك الحال في الصناعات اليدوية حيث كانت بسيطة للاكتفاء الذاتي بالرغم من أن الطلب يزداد على هذه الصناعات لندرتها، وربما يعود هذا النقص إلى عدم المعرفة بمتطلبات السوق، أو إلى ضعف إمكانيات التسويق.

اعتبرت الدراسة أن عدم تقدير المرأة لقيمة عملها في الصناعات المنزلية وضعف التسويق من المعوقات الأساسية لزيادة دخل المرأة وبالتالي الأسرة، كذلك عكست الدراسة مدى التقصير في نشر الوعي البيئي حيث اقتصر اهتمام نساء العينة على الأمور البيئية المرتبطة بالصحة مباشرة دون غيرها، ولرفع فعالية وسوية دور المرأة بينت الدراسة أهم العوامل المؤثرة في دورها في الاقتصاد المنزلي وهي المستوى التعليمي للمرأة حيث كانت العلاقة طردية، فكلما زاد المستوى التعليمي للمرأة زاد دورها ومساهمتها في الاقتصاد المنزلي، وكذلك الحال بالنسبة لدخلها.. وبينت الدراسة وجود أفكار خاطئة تجاه عمل المرأة، فقد كان هناك 58% من الأزواج يرفضون عمل زوجاتهم وكذلك بينت وجود معوقات تتعلق بالعادات والتقاليد والأفكار الموروثة».

جدير بالذكر أن الباحثة أوصت في نهاية دراستها بالعديد من المقترحات أهمها: تعزيز دور المرأة في المجتمع بشكل عام، والمجتمع الريفي بشكل خاص، بحيث تحصل على حقوقها كالإرث دون منازعات أو مشاكل.. ورفع مستوى المرأة في الريف من النواحي التي تهم الأسرة والمجتمع بما فيها النواحي الصحية والبيئية، لكي يتقارب مستواها مع مستوى المرأة في المدينة من خلال تنفيذ المشاريع التنموية للدورات المتعلقة بالتوعية الصحية والبيئية بحيث تبقى النساء على اطلاع على كل ما هو جديد في المجالين.. كما تحسين مستوى المرأة الريفية من الناحية التعليمية من خلال زيادة التركيز على محو الأمية المنتشرة بشكل أكبر بين صفوف النساء وضرورة إقامة دورات مجدية تفي بالغرض.. وتخفيض نسبة التسرب من المدارس وخاصة للإناث الريفيات والالتزام بقانون إلزامية التعليم.. ورفع مستوى المرأة الريفية في المجال الاجتماعي بالتعاون مع الأجهزة الحكومية وغير الحكومية للحد من الأفكار القديمة السائدة التي تعيق تنمية المرأة والأسرة وبالتالي المجتمع.. إضافة إلى رفع مستواها في المجال الاقتصادي من خلال تقدير عملها المنزلي بقيمة يمكن ترجمتها كمياً وتقيس مدى مساهمتهن في الاقتصاد وإثارة الرأي العام حول أهمية هذا الدور بما يمكن الاعتراف بمساهمات المرأة في الاقتصاد.