أدت أعمال التنقيب والبحث التي تقوم بها البعثة الأثرية الوطنية للتنقيب والتوثيق الأثري في موقع ابن هانئ الأثري ما بين القصرين الشمالي والجنوبي، عن كشف بقايا معمارية مهمة لمساكن من بينها بقايا معبد يعود لعصر الحديد الذي يؤرخ إلى القرن التاسع قبل الميلاد وهو مؤلف من غرفتين في صدر إحداهما يوجد المذبح المقدس.

تحدث الأستاذ "جمال حيدر" مدير دائرة الآثار في "اللاذقية" لموقع elatakia عن هذا الاكتشاف في لقاء خاص يوم الخميس الموافق لـ23/12/2012: «بعد أن انتهت البعثة الوطنية للتنقيب والتوثيق في المديرية والتي تتكون من الدكتور "ميشيل المقدسي" وفريق من الباحثين والفنيين من المديرية العامة للآثار والمتاحف بدمشق ودائرة آثار "اللاذقية"، تم اكتشاف بقايا أثرية مهمة تعود للفترة الهلنستية تجسدت في بقايا معمارية وجدت داخلها كميات كبيرة من الأواني الفخارية المستوردة من دول حوض البحر المتوسط وبقايا من الفخار المحلي أهمها الأمفورات وهي أوان فخارية عبارة عن جرار كبيرة الحجم كانت تحمل طبعات أختام لتوثيق الأعمال التجارية، وهذه الأمفورات كانت معدة لتصدير الزيوت والخمور التي اشتهرت بها "اللاذقية" منذ أكثر من أربعة آلاف عام».

إن هذه الاكتشافات تؤكد أن موقع ابن هانئ الذي أسس في القرن الثالث عشر قبل الميلاد كان بمثابة مدينة أوغاريتية جديدة شيدت بأسلوب العمارة الأوغاريتية، ونتوقع أن أعمال التنقيب في المواسم القادمة سوف تلقي الضوء على حضارة هذا الموقع وأوغاريت المجاورة له بشكل خاص وعلى الحضارات السورية القديمة بشكل عام، ذلك خلال الألف الأول والثاني قبل الميلاد

وأضاف "حيدر": «إن هذه الاكتشافات تؤكد أن موقع ابن هانئ الذي أسس في القرن الثالث عشر قبل الميلاد كان بمثابة مدينة أوغاريتية جديدة شيدت بأسلوب العمارة الأوغاريتية، ونتوقع أن أعمال التنقيب في المواسم القادمة سوف تلقي الضوء على حضارة هذا الموقع وأوغاريت المجاورة له بشكل خاص وعلى الحضارات السورية القديمة بشكل عام، ذلك خلال الألف الأول والثاني قبل الميلاد».

الاستاذ جمال حيدر مدير اثار اللاذقية

تجدر الإشارة إلى أن موقع رأس ابن هانئ يقع على بعد 10 كم من شمال "اللاذقية"، و4 كم غرب موقع مملكة اوغاريت مجاوراً لشاطئ البحر الأبيض المتوسط، اكتشف مصادفة عام 1975م، وبدأ التنقيب فيه بواسطة بعثة أثرية سورية- فرنسية مشتركة.

حمل الموقع اسم ابن هانئ نسبة للقرية المجاورة للموقع والتي تسمى بذات الاسم الذي يوجد فيها مقام القائد الإسلامي "المسعود ابن هانئ"، وقد حمل الموقع بالأصل اسم "رأس الفنار" وتسميات أخرى منها "اوغاريت يم" وتعني اوغاريت البحر، ثم حمل اسم "آفو" والتي تعني الأنف في اللغات القديمة نظرا لشكل الرأس الذي يشبه الأنف.

جانب من الموقع