تعود نشأتها إلى عصور قديمة يشي بها اسمها الذي يعني بالآرامية كما العربية "القلاع"، وتشتهر بمنتجاتها الزراعية من الزيتون بوجه رئيس ثم الليمون والخضراوات.

تمتد قرية "القلايع" على مساحة واسعة تزيد على 25كم مربع، ساعد على ذلك السطح المستوي لموقعها الجغرافي وسط سهل "جبلة" الساحلي، وتبعد عن مدينة "جبلة" نحو 14كم، وفيها مركز بلدية ومستوصف ومدارس لمختلف المراحل التعليمية، وقد وجدت فيها مدرسة من أوائل المدارس في الساحل السوري منذ الستينيات خرجت عدداً من الأدباء والكتاب وأجيالاً كاملة من الطلاب.

ما تزال الأرض والزراعة هاجس أهل البلدة، ومع أن قسماً كبيراً منهم يحملون شهادات دراسية وعلمية؛ إلا أن العلاقة مع الأرض لم تنقطع يوماً، فمن زراعة الزيتون إلى الليمون مروراً بالخضراوات التي تعتمد على المياه الجوفية ومياه الآبار المحفورة في المنطقة، إضافة إلى استجرار المياه من نهر "كفر دبيل" الذي يمر بجوار القرية، وهو نهر دائم الجريان؛ حيث تم تركيب عدد من المضخات على امتداده

عن أبرز معالم ومميزات البلدة حدثنا "مثنى إبراهيم" ابن القرية والعامل في شركة غزل "جبلة"؛ في حديث لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 7 كانون الأول 2015، قائلاً: «ما تزال الأرض والزراعة هاجس أهل البلدة، ومع أن قسماً كبيراً منهم يحملون شهادات دراسية وعلمية؛ إلا أن العلاقة مع الأرض لم تنقطع يوماً، فمن زراعة الزيتون إلى الليمون مروراً بالخضراوات التي تعتمد على المياه الجوفية ومياه الآبار المحفورة في المنطقة، إضافة إلى استجرار المياه من نهر "كفر دبيل" الذي يمر بجوار القرية، وهو نهر دائم الجريان؛ حيث تم تركيب عدد من المضخات على امتداده».

زراعة الزيتون في القلايع

تمثّل زراعة الزيتون الأساس الذي تحيا عليه القرية في مختلف جوانب أعمالها الزراعية والحياتية، يضيف "مثنى"، وتعيش عائلات كثيرة على هذه الزراعات؛ حيث يتم تصدير الإنتاج إلى أسواق التصريف في مدينة "جبلة" أو سوق الخضار على طريق "جبلة" القديم، وتبلغ الكميات عشرات الأطنان تبعاً للمواسم، ومع وجود بعض مزارع الحمضيات التي بدأت الانتشار منذ وقت قريب.

يتبع إلى "القلايع" عدد من القرى والمزارع المحيطة منها: "قصابين"، و"الحكمية"، و"دير صفان"، و"الزيدية"، و"بطارا"، وغيرها، وطرقاتها قديمة وتصلها بقرى "زاما" و"كفر دبيل" و"غنيري" و"قصابين"؛ والأخيرة هي قرية الشاعر السوري الكبير "أدونيس"، ويبلغ عدد السكان حالياً قرابة 8 آلاف نسمة؛ ويشمل سكان المزارع المحيطة بالقرية والتابعة لها، أما سكان "القلايع" نفسها فيبلغ عددهم 6 آلاف نسمة، وإضافة إلى نشاطاتهم المختلفة يعملون مع قطاعات الدولة من دون ترك العمل الزراعي في الأغلب.

"الزحلوطة"

عانت البلدة من مشكلة المياه مدة من الوقت، وحلت المشكلة لاحقاً بفتح بئر في شمالي البلدة تغذيها وتغذي المناطق المحيطة بها، على أن النبع الرئيس فيها هو نبع "عنبيرا"، (ويبدو أن الاسم مشتق من كلمة عنبر التي تعني الرائحة الطيبة والمسك)؛ كما يقول مختار القرية "يوسف خامرجي"، وهذا النبع "مازال نابضاً بالحياة منذ قرون يسقيها، ويعد ركناً أساسياً فيها؛ حيث تم تسوير النبع وتنظيم تدفقه منذ الخمسينيات الماضية ليستفيد منه السكان في الشرب بوجه رئيس، كما تم تزفيت الطريق الموصلة إلى النبع أيضاً».

نشأت المدارس في القرية منذ زمن يتناهى إلى ستينيات القرن الماضي، وقد استقطبت المدرسة عدداً كبيراً من الطلاب من مختلف المناطق المحيطة، وقد بنى المدرسة وقتها أحد أعضاء البرلمان السوري عن المنطقة، اليوم توجد مدارس لمختلف المراحل التعليمية وصولاً إلى الثانوية التي تحتضنها اليوم بتعداد طلاب يقترب من 500 طالب، وتكاد تكون نسبة الأمية في القرية بحدود الصفر بالمئة.

المختار يوسف خامرجي

تحولت "القلايع" إلى بلدة من الدرجة الثانية من عام 1996؛ كما يقول رئيس البلدية "بسام أحمد" في حديث سابق معه، وقد أنشئ فيها مستوصف صحي عام 1990 يستقبل المراجعين ويقدم لقاحات للأطفال وفقاً لبرنامج مديرية الصحة، وأغلب السكان متعاونون فيما بينهم ويبذلون جهدهم لمصلحة القرية.

المشكلات الرئيسة التي تعاني منها القرية وفقاً لعدد من المواطنين هي مشكلات النقل العام؛ حيث هنالك نقص في عدد السيارات العاملة على الخط المؤدي إلى القرية، إضافة إلى وجود عدد من الحفر على الطريق المؤدي إليها تحتاج إلى "تزفيت" قبل حلول موسم المطر.