تتابع "مرام عشي" تدريبات المدرسة السلوية التي أسستها بحرص الأم، فبعد أن اختبرت البحث في المدارس والأندية عن إمكانيات واعدة؛ تنتقل الآن إلى الخيار الأصعب والأكثر مسؤولية، فتصقل طاقات المنتسبين بدنياً وتربوياً، وتحقق معهم إنجازاً تلو الآخر.

مدونة وطن "eSyria" زارت مدرسة "عبد الرحمن الغافقي" بتاريخ 10 شباط 2017، حيث تتابع "عشي" تدريبات نادي "التضامن" الرياضي، فتحدثت عن سبب تأسيسها لهذه المدرسة، وقالت: «أنا معلمة رياضة متقاعدة، علّمت طوال مسيرتي المهنية في مرحلة التعليم الأساسي، ومنتخب طلائع البعث، ولذلك فكرت بعد التقاعد أن أقيم مدرسة لصقل الرياضيين، والرقي بمستواهم، حيث كنا في كل عام نختار اللاعبين واللاعبات من المدارس لخوض المباريات من دون إعداد مسبق. وكما هو معروف في مدينة "اللاذقية" ناديان يدربان كرة السلة، هما: "تشرين"، و"حطين"، وأنا أردت أن ننطلق بروح جديدة، بعيداً عن أجواء الناديين المتنافسين، لذلك قمت بالتعاون مع إدارة نادي "التضامن" بتأسيس هذه المدرسة، وقد حققنا إنجازات مهمة، فحصدنا بطولة المحافظة في أكثر من فئة، وأكثر من مرة للفئة الواحدة، كما استطعنا تحقيق المركز الرابع على مستوى "سورية" في كأس الاتحاد للناشئات».

اللعبة ناعمة وخشنة بذات الوقت، والمدرب يحتاج إلى تعليم اللاعبين أو اللاعبات الاحتكاك، ومواجهة الخصم بدنياً، لذلك المدرب أنجح من المدربة، فقط لتفوقه بالقدرات البدنية، لكن هناك أمثلة عن مدربات ناجحات في "سورية"، منهم اللاعبة السابقة "خلود عابدين"، فهي تحقق إنجازات جيدة مع فريقها

اهتمام "عشي" ليس محصوراً بجنس أو فئة دون غيرها، لكن الإناث في مدرستها حققن كثيراً من الإنجازات، حيث شاركت ست لاعبات من مدرستها في منتخب "محافظة اللاذقية"، وحصدن المركز الأول على مستوى "سورية"، وعن خصوصية تدريب الإناث تقول: «من خلال تجاربنا في "اللاذقية"، وجدنا أن علينا صناعة قاعدة أنثوية كبيرة، وهذا تحدّ حقيقي؛ فللثقافة دور، وللعامل المادي دور أيضاً، وهما ليسا في مصلحتنا، لكننا نحاول مراعاة تلك الشروط لكي نرقى بمستوى الرياضة الأنثوية، وفي الوقت نفسه نعامل كل اللاعبين واللاعبات معاملة واحدة، وخلال التمرين إذا كان الأداء مميزاً يتم التشجيع والثناء أكثر من مرة».

تدريب اللاعبات في المدرسة

وجود المرأة كمدرّبة في مجال الرياضة نادر، لكن في نادي "التضامن" أوكلت "عشي" المهمة إلى مدربين ومدربتين؛ أي إن نصف عدد المدربين من الإناث، وهي تدرك تماماً دور المدرب وأهمية إمكانياته، وتقول: «اللعبة ناعمة وخشنة بذات الوقت، والمدرب يحتاج إلى تعليم اللاعبين أو اللاعبات الاحتكاك، ومواجهة الخصم بدنياً، لذلك المدرب أنجح من المدربة، فقط لتفوقه بالقدرات البدنية، لكن هناك أمثلة عن مدربات ناجحات في "سورية"، منهم اللاعبة السابقة "خلود عابدين"، فهي تحقق إنجازات جيدة مع فريقها».

إنجازات المدرسة أسعدت إدارة نادي "التضامن" الذي تنتمي إليه؛ وهذا ما عبر عنه رئيس النادي "وهيب عنيزة"، الذي قال: «عمر كرة السلة في نادي "التضامن" قصير جداً؛ ولا يتعدى عامين ونصف العام، واللعبة بوجه عام متراجعة في محافظة "اللاذقية" مقارنة بالمحافظات الكبرى، وبناء على اقتراح المدربة "مرام"، قررنا بناء قاعدة سلوية للذكور والإناث باسم النادي لأول مرة، وما وجدناه بعد الإنجازات التي حققناها منذ انطلاقنا، أنها أيقظت باقي أندية المحافظة، التي تدرب السلة منذ زمن طويل، وأنا راضٍ تماماً عن الإنجازات التي تحققت منذ انطلاق هذه المدرسة، والمربية "مرام" معروفة في محافظة "اللاذقية"؛ وهذا ظاهر في إشرافها على كرة السلة في النادي، فهي تتعامل مع المنتسبين من منطلق تربوي، فلا تقدم الجانب التقني على الأخلاق؛ وهذا بالضبط ما نريده ونسعى إليه».

تعليمات متواصلة للاعبين

يذكر أنّ "مرام عشي" من مواليد "اللاذقية" عام 1956، لاعبة سابقة في ناديي "بانياس"، و"حطين".

المدرب رامي فضلية ابن "عشي" يساعدها في التدريب