استطاع السباح "عزام ضاهر" ابن مدينة "جبلة" السباحة عشرين كيلو متراً متحديّاً جراحه الجسدية التي أُصيب بها أثناء الدفاع عن أرض الوطن؛ فبطل الأرض يثبت بإرادته أنه بطل البحر أيضاً.

مدونة وطن "eSyria" تواصلت بتاريخ 4 تشرين الأول 2017، مع "عزام ضاهر" سبّاح المسافات الطويلة، فتحدث عن بدايته وشغف السباحة قائلاً: «السباحة عشق الطفولة الذي كبر معي، والبحر هو المكان الذي أجد نفسي فيه منذ كان عمري خمس سنوات، وقرب منزلنا في "جبلة" من البحر جعله صديقي الروحي؛ أجد راحة النفس والجسد فيه، وحين كنت أختفي، كانوا يجدونني في البحر أمارس هوايتي بالسباحة التي لم أصقلها بنادٍ لتعليم السباحة أو دورات وغيرها، لكن لدي خبرة كبيرة بمبادئ السباحة والحركات، خاصة أن صلة قرابة تربطني بعائلة "معلا" المعروفة باحتراف السباحة على مستوى العالم. عشت حياة قاسية بالمعنى الإيجابي للكلمة، حيث النظام وقوة الإرادة والالتزام».

استطاع السبّاح "عزام ضاهر" عبور مسافة عشرين كيلو متراً بثماني ساعات، فقد كنت المدرّب المرشد له أثناء السباحة، والمسؤول عن إطعامه وتصحيح مساره، لديه صبرٌ وجَلدٌ، أثبت قوةَ إرادته وإصراره بمتابعة السباحة على الرغم من الإصابات الموجودة في جسده وتعرضه للبرد قبل الوصول، تعلّم السباحة بمفرده من دون الاعتماد على مدرّب، ويرغب بالسباحة لمسافات أطول

يتابع: «لم أكمل دراسة هندسة الميكانيك، واخترت أن أكون في الجيش العربي السوري، ومع بداية الحرب في "سورية" والوضع الذي تطلب منا أن نكون في الميدان لنرد الظلم، تعرضت لثلاث إصابات خطرة في البطن والقدم واليد اليسرى التي أهملتها، وكادت الإصابة تضطرني إلى بترها، لكنني تجاوزت تلك المرحلة، وقررت بعد العلاج مباشرة أن أقدم تحية للجيش العربي السوري وأقهر الحرب، وأعزّز صمود أصدقائي بهوايتي ويدي المصابة، وكانت المحاولة الأولى عام 2015، حيث سبحت اثنتي عشرة ساعة، ولم أستطع الوصول حينئذٍ».

عزام ضاهر أثناء سباحته

حالة التحدّيّ والإرادة القوية دفعته إلى إعادة التجربة، وتحية أخرى للجيش العربي السوري، يقول عن نجاح تجربته الثانية: «سبحت عشرين كيلو متراً، حيث بقيت ثماني ساعات بين نقطة الانطلاق من ميناء "جبلة" ونقطة الوصول على الكورنيش الجنوبي في "اللاذقية"، كان هناك بعض الصعوبات، كموعد ساعة الانطلاق الذي تغيّر، ومع ذلك صمّمت على المتابعة، إضافة إلى التيار الذي واجهني أثناء السباحة، هذا النجاح الذي حققته على الرغم من الإصابات في جسدي عبارة عن تحية إلى جيشنا العربي السوري الذي أنتمي إليه، وهو أيضاً جزء من تحضيراتي للسباحة من "طرطوس" إلى "اللاذقية"».

المدرّب "أحمد الحسين" عضو اتحاد السباحة، تحدث عنه قائلاً: «استطاع السبّاح "عزام ضاهر" عبور مسافة عشرين كيلو متراً بثماني ساعات، فقد كنت المدرّب المرشد له أثناء السباحة، والمسؤول عن إطعامه وتصحيح مساره، لديه صبرٌ وجَلدٌ، أثبت قوةَ إرادته وإصراره بمتابعة السباحة على الرغم من الإصابات الموجودة في جسده وتعرضه للبرد قبل الوصول، تعلّم السباحة بمفرده من دون الاعتماد على مدرّب، ويرغب بالسباحة لمسافات أطول».

المركب المرافق له

الجدير بالذكر، أن السبّاح "عزام ضاهر" من مواليد مدينة "جبلة"، عام 1982.

عزام ضاهر مع عائلته