نثرت الشاعرة "مجد حبيب" قصائدها معتمدة على الواقع والخيال في نسج صورها العميقة وترتيب ألفاظها المتجددة، فهي تكتب للإنسان وإنسانيته.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 30 تشرين الأول 2017، الشاعرة "مجد حبيب"، فتحدثت عن بداياتها قائلة: «حبّي للقراءة منذ الطفولة كوّن مخزوناً ثقافياً، فقد تميزت عن أقراني آنذاك باهتمامي بالقصص والروايات وضرورة إحضارها، وبدأت إنشاء مكتبتي الخاصة في الثامنة من عمري. وحين كنت طالبة في الصف الخامس برزت محاولاتي الشعرية، واعتمدت على قدراتي في كتابة الأنشطة الأدبية ومواضيع التعبير. وفي المرحلة الثانوية أصبحت أكتب النثر بطريقة لافتة، وكان لمدرّسة اللغة العربية الدور في تحفيزي وتطوير لغتي وتنمية أسلوبي، كما لا يفارقني مشهد أمي حين كانت تذهب إلى المكتبة وتأتي بكتب منوّعة وتشجعني على قراءتها. بعد ذلك حاولت دراسة اللغة العربية، لكن دراستي للفلسفة ساعدتني أيضاً في كتابة الشعر، فالفلسفة نظرة عميقة إلى الأشياء وتحليلية، وهذا ما خدم تجربتي الشعرية.

إذا أغمضت عينيك، وتجولت في خميلة غنّاء، تتزاحم فيها تويجات الزهر مع أجنحة النحل المكتنز في أعماقه ما فيه دواء وشفاء، فاعلم أنك قد اقتربت من بوابة تفرد وإبداع تروي قصة، بطلتها أنثى تغني للوطن والحب والوفاء، هي الشاعرة "مجد حبيب". وإذا رأيت أعماقك تتراقص مع الكلمات حيناً، وتهمي عيناك بالدمع أحياناً أخرى، فاعلم أنك دنوت أكثر فأكثر من خوابي الخمر المعتق في دنان كاتبة متوثبة نحو الأفق اللا محدود، أما إن تيقنت بأنك تسمع أروع سيمفونيات البوح الوجداني في أبهى صور التعبير، فاعلم أنك تقرأ ما جاد به يراعها

أكتب النثر والرواية، ولا أستطيع أن ألغي الجمالية التي يضفيها الخيال على القصائد، واقتبست من المجتمع والواقع والحياة في مجموعتي النثرية الأولى، والحزن هو دافعي الأول للكتابة، وأجده فتيل إبداعي. لم أتأثر بأسلوب شاعر معين، فقد قرأت لـ"المعرّي" و"نزار قباني" و"بدويّ الجبل"، الذي تأثرت به جداً، لكن أسلوبي خاص بي».

الشاعرة مجد حبيب

وعن الشعر تقول: «الشعر بالنسبة لي هو سمو الخيال، وحُسن التصورات، وهو الإبحار الدائم في أعمق أعماق النفس البشرية، وكنت ولا أزال مغرمةً بتهافت الحروف على سفوح لساني، وأنا أمدُّ نظري إلى ما أبدعه الخالق من جمال فيما خلقه لأستلهم من آلهة الشعر الوحي لقصائدي، فتنسكبُ الأبيات على أوراقي، إمّا لترسمَ غمائم الحزن الدائم بي تارةً، أو تكلل ما يعتريني من فرحٍ مباغتٍ مؤقتٍ تارة أخرى. وأصدق الشعر هو ما ينبعثُ من صدوع الروح والوجدان، وليس هناك أقبحُ لنفسي من التكلّف والتأنق بالصور، وبهرجة الحروف التي لا تلامس شغاف القلب. أكتب القصيدة بعد أن أرى نفسي مترقرقة بين سطورها، وأشمّ عبق الصدق تفوح من صورها، فقصيدتي مدللة عندي، لا أقيدها بقافية أو أجبرها على الانحناء أمام سلاطين الوزن، فتخرج بتيجان حروفها السلسة والسهلة التي لا يكتنفها غموض أو حلكة تُجبر القارئ على الاستعانة بمعجم. قصيدتي يرددها الصغير، وتحاكي مشاعر الكبير».

وفي قصيدتها "ظلُّ فرح" تقول:

د. حسن أحمد حسن

"يتأبطني ظلُّ فرح

مجموعتان نثريتان

يهزُّ الروح عند لقياك

أفرك جفني لأرى

على الدرب آثار خطاك

تتكاثر الأحلام في خلايايّ

لتعانق حناياك

قل لي كيف أتنفس العشق

والعشق هو عيناك؟

وكيف أرش فوق سماء القلب

أفراحاً والقلب لا يضحك لسواك؟"

ويقول الدكتور "حسن أحمد حسن" عن شعرها: «إذا أغمضت عينيك، وتجولت في خميلة غنّاء، تتزاحم فيها تويجات الزهر مع أجنحة النحل المكتنز في أعماقه ما فيه دواء وشفاء، فاعلم أنك قد اقتربت من بوابة تفرد وإبداع تروي قصة، بطلتها أنثى تغني للوطن والحب والوفاء، هي الشاعرة "مجد حبيب". وإذا رأيت أعماقك تتراقص مع الكلمات حيناً، وتهمي عيناك بالدمع أحياناً أخرى، فاعلم أنك دنوت أكثر فأكثر من خوابي الخمر المعتق في دنان كاتبة متوثبة نحو الأفق اللا محدود، أما إن تيقنت بأنك تسمع أروع سيمفونيات البوح الوجداني في أبهى صور التعبير، فاعلم أنك تقرأ ما جاد به يراعها».

ويتابع القول: «الحرف لديها يغني، لا بل يتقولب ذاتياً في تراكيب تبدو للوهلة الأولى أنها تتألف من كلمات عادية، لكن رصف تلك الكلمات والتفنن في بنيتها الهندسية يعطيها قالباً آخر عنوانه القدرة الفائقة على شد القارئ ومصادرة قراره، فمن يبدأ بقراءة أي نص تكتبه يصبح أسير الرغبة الجامحة لمعرفة ماذا بعد؟ بل يتماشى بعفوية مع انسياب النص، ليجد نفسه أنه على ضفة أخرى عنوانها التجديد في الصورة، الذي منحها ألقاً ذاتياً يحمل في طياته بعض روحها، وهي تغني للإنسان وإنسانيته، لجراحات راعفة، وآلام وتأوهات تسمو فوق النزف، وترسم بأشعة شمسٍ لا تغيب إطار لوحة مزركشة عنوانها الوطن ببشره وحجره وشجره، وينابيعه وجداوله وسواقيه، لا بل بكل تفاصيله غير القابلة للنمذجة أو التكرار».

الجدير بالذكر، أن الشاعرة "مجد حبيب" من مواليد "القرداحة" عام 1979، لديها "ذاكرة الأيام"، و"حكايات دهر صامت" مجموعتان نثريتان مطبوعتان، ورواية "على ضفاف الحرب" قيد الطباعة.