عُرف الفنان التشكيلي "آدم كردي" باسم "أخطبوط الفنّ" في مدينته "حلب"، حيث تعددت مواهبه الفنيّة والأدبية، واستطاع العودة إلى فنّه الذي يعشقه بعد إصابة في يده منعته من الرسم.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 14 كانون الأول 2017، الفنان "آدم كردي"، فتحدث عن حياته قائلاً: «تربيت في عائلة فنية لديها اهتمامات موسيقية وأصوات جميلة، ووالدي يعزف على العود. كنت مختلفاً في العائلة حيث درسوا الهندسة والاقتصاد والحقوق، لكنني اخترت دراسة كلية الفنون الجميلة والتطبيقية وتخرجت فيها عام 2010، اختصاص رسم وتصوير. ظهرت موهبة الرسم في المرحلة الثانوية، والبداية كانت بالرسم على كتب المدرسة، وتملكني خوف في تلك المرحلة لأنني كنت قد وضعت فكرة دراسة الفنون الجميلة، ولم يكن آنذاك في جامعة "حلب" كلية للفنون الجميلة، ولحسن حظي افتتحوا كلية ودخلت مجال التمثيل والمسرح في مسرح منظمة "شبيبة الثورة"، وكتبت القصص القصيرة التي لقيت استحسان مدرّس اللغة العربية الذي ساعدني في تطوير لغتي، كما أغني باللغتين العربية والإنكليزية، وفي المسرح الجامعي قمت وأصدقائي بتأسيس فرقة "برواز" نكتب ونرسم ونغني ونرقص؛ فقد تعددت مواهبنا».

أُصبت بكتفي الأيمن عام 2012 أثناء أدائي لواجبي كجندي في الجيش العربي السوري؛ وهو ما اضطرني للجلوس في "حلب" لمدة ثلاثة أشهر بعد الإصابة؛ تحطمت من الناحية النفسية وكان الأمل مفقوداً بعودة حركة يدي التي أرسم وأكتب وأعمل بها، تابعت العلاج، وبعد أن تعافيت، أحضرت الدفاتر والأقلام، وإصابتي دفعتني إلى التنوّع بأساليب الرسم، وقررت أن أعود إلى الحياة والفن مرة ثانية، وفي تلك المدة كنت بمفردي وبعيداً عن عائلتي وأصدقائي بعد أن أصبحت إقامتي في "اللاذقية" منذ عام 2013

إصابته حفزته للعودة إلى الفنّ والرسم، يقول: «أُصبت بكتفي الأيمن عام 2012 أثناء أدائي لواجبي كجندي في الجيش العربي السوري؛ وهو ما اضطرني للجلوس في "حلب" لمدة ثلاثة أشهر بعد الإصابة؛ تحطمت من الناحية النفسية وكان الأمل مفقوداً بعودة حركة يدي التي أرسم وأكتب وأعمل بها، تابعت العلاج، وبعد أن تعافيت، أحضرت الدفاتر والأقلام، وإصابتي دفعتني إلى التنوّع بأساليب الرسم، وقررت أن أعود إلى الحياة والفن مرة ثانية، وفي تلك المدة كنت بمفردي وبعيداً عن عائلتي وأصدقائي بعد أن أصبحت إقامتي في "اللاذقية" منذ عام 2013».

آدم كردي في أحد المعارض

ويضيف: «خلقتُ تحديّاً بيني وبين نفسي للتغلب على الواقع الصعب ومكافأة نفسي بالعمل والاستمرار، وبقيت سنة ونصف السنة في عزلة تامة أحضر لمعرضي الفردي وأرسم لوحات للمشاركة بمعارض "الفنون الجميلة" و"اللوحة الصغيرة" و"مبدعون في الأزمة" في "حلب"، ومعرض "إشراقة سورية" في "اللاذقية"، ومعرض فرديّ في "طرطوس"، لقد وجدت نفسي في المدرسة التعبيرية التي تعتمد الحالة والتعبير عن الحركة واللون والزمن. وفي لوحاتي اعتمدت اللون الأزرق، هناك علاقة بيني وبين اللون الأزرق، أحب الألوان الصريحة والجرأة في استخدامها، وأخلق حواراً مع كل لوحة أرسمها وفي كل مرحلة حتى نهايتها».

فنان التصوير الضوئي "نوح عمار حمامي" يتحدث عنه قائلاً: «عرفت الفنان التشكيلي "آدم كردي" متعدد المواهب مطرباً وتشكيلياً ومهتماً بالشعر والأدب والمسرح والإعلام، رافقته في مشروع تخرّجه في كلية الفنون الجميلة والتطبيقية في "حلب" الدفعة الأولى، وفي العديد من الأمسيات الشعرية والأدبية التي قدّم فيها القصة القصيرة والخاطرة والقصيدة الشعرية، والملاحظ في كتاباته أنها تقدّم لوحات محكية، وفي لوحاته حالات شعرية لا تخفى على عين المتبحّر في عالم الفن التشكيلي. لوحاته مستوحاة من مخيّلته، مطرزة بعين الإعلامي الذي كان يريد أن يوصل معاني وواقعاً غير محكي، وأثناء تخرّجه وحتى فيما بعد، لم يطغَ الفن على تطلعاته الإعلامية، فكان مقدماً للعديد من الأمسيات الفنية والثقافية، وحاضراً بأفكاره ومشاركاته الصحفية ضمن موقع "عالم نوح"، ومثلما طبقة صوته تغطي مساحة "الأوكتاف" كاملة، فكذلك هي مساحاته اللونية تغطي كامل اللوحة بالانفعالات والأحاسيس من دون أن تصل حد الصراخ أو الألوان الصارخة».

إحدى لوحاته

الجدير بالذكر، أن الفنان "آدم كردي" من مواليد مدينة "حلب" عام 1985، وعمل كمقدم إذاعي في قناة "شامنا" و"شام إف إم"، ومقدم في المؤتمرات الطبية.

الفنان نوح عمار حمامي