تعمل الدكتورة "لمى دريباتي" على كسر الصورة النمطية المأخوذة عن العاملين في المجال الطبي؛ وهي التفرغ الكامل للمهنة؛ وذلك من خلال نشاطها في المجال الفني والتنموي، إضافة إلى مهنتها الإنسانية.

في لقاء مع مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 24 شباط 2018، تحدثت "لمى دريباتي" الطبيبة ورئيسة مجلس إدارة جمعية "صناع السلام" التنموية عن مسيرتها التي بدأت بالمجال الفني وعملها التطوعي واختيارها دراسة الطب، قائلة: «بدأت ممارسة الفنون التشكيلية منذ عام 2007؛ لأن شغفي من الطفولة هو أن أكون رسامة وأقيم المعارض وأشارك بها، فجمال الفن أن تظهره للآخرين وألا تكون أنانياً باحتفاظك به لنفسك، وقررت عند حصولي على الشهادة الثانوية دراسة الطب البشري؛ لأنه الفرع العلمي الوحيد الذي سيساعدني في إظهار الفن الذي بداخلي؛ لذا اخترت التخصص في التشريح المرضي لأنني أحبّ كل ما هو بصري، ولدي القدرة على تمييزه أيضاً، ويمكن القول أن اختياري لدراسة الطب ما هو إلا دافع من عملي التطوعي الإنساني الذي بدأ تزامناً مع بداياتي بممارسة الرسم، أي في عام 2007، فالطب عمل إنساني بحت، وكذلك العمل التطوعي، وكانت لي مشاركات تطوعية مع جهات مختلفة، كالهلال الأحمر، وجمعية التوحد، وجمعيات أخرى».

يعدّ فريق "سيروم" أحد الفرق النوعية في الجمعية، ويتألف حالياً من 100 فرد من طلاب وخريجي كلية الطب والصيدلة، والهدف منه كسر الصورة النمطية للأطباء في المجتمع، والعمل على تأسيس مجتمع طبي يعمل على تفعيل طاقاته وخبراته في المجال المجتمعي، إضافة إلى المجال الطبي، فالطبيب لديه القدرة على الدرس والتحليل وربط الأمور بعضها مع بعض، ولديه القدرة على الإبداع ضمن العمل المجتمعي

وتتابع الحديث عن بداية فكرة فريق "صناع السلام" والأعمال التي نفذها الفريق قبل أن يتحول إلى جمعية تضم عدداً كبيراً من الشباب والشابات: «مع بداية الأزمة في "سورية" كانت فكرة فريق "صناع السلام" في عام 2014، الذي يتميز عن بقية الفرق التطوعية بأنه مجموعة أشخاص من "اللاذقية، وحلب، ومصياف"؛ وهي ثلاث مناطق تختلف جداً كل منطقة عن الأخرى بسياقها وحضارتها وثقافاتها، وكانت رسالة الفريق: (إننا كفنانين سنعمل على نشر المحبة بين المحافظات والمناطق السورية)، واتخذت الجولة اسم: "شموع لأجل السلام"؛ إيماناً من الفريق بأن الشمعة هي مصدر الطاقة الإيجابية وتمنح السلام للأفراد، وواجبنا كفريق أن ندخلها إلى منزل كل سوري. وشملت الجولة التي بدأت من "اللاذقية" كل من "طرطوس، مصياف، السويداء، المالكية، حماة، دمشق، مرمريتا، وادي النصارى"، وكانت النقلة النوعية في حياة الفريق عند ذهابه إلى "حلب" عام 2015 عندما تم اعتبارها أخطر مدينة في العالم».

من أحد نشاطات فريق صناع السلام

وتتابع "لمى" الحديث عن مرحلة تحول الفريق إلى جمعية، ودورها فيها: «كان لأعمال الفريق صدى إيجابي لافت، وأفضل طريقة تضمن وجودنا وتمثل عملنا كانت الطريقة المؤسساتية؛ لذا قررنا ترخيص "صناع السلام" كجمعية تعمل على أراضي "سورية"، ومركزها الحالي "اللاذقية"، على أمل افتتاح مراكز في بقية المحافظات، وتعمل الجمعية على نشر السلام عن طريق الفن من خلال تكوين فرقاً فنية نوعية: "مسرح، غناء، موسيقا، رسم..."، وتعمل على تعميق ثقافة التراث السوري الوطني البالغ الأهمية لنا وللأجيال القادمة خاصة في ظل الأزمة الحالية التي أدت إلى تدمير جزء كبير منه، وتعمل على تفعيل وتمكين قدرات الشباب ليصبحوا قادرين على ممارسة مواطنتهم من المكان الموجودين فيه؛ وهو ما يؤدي إلى خدمة مجتمعهم. وتضم الجمعية بعد عام ونصف العام من التأسيس نحو 17 فريقاً نوعياً ومتنوعاً. أما عن دوري، فهو رئاسة مجلس الإدارة، ويقع على عاتقي الحفاظ على استمرارية عمل الجمعية بأسلوب منظم وممنهج ليؤثر في المجتمع، إضافة إلى الإشراف على النشاطات وتأمين الدعم اللوجستي لها».

وتختم "لمى" كلامها بالحديث عن فريق "سيروم" الطبي؛ أحد فرق الجمعية: «يعدّ فريق "سيروم" أحد الفرق النوعية في الجمعية، ويتألف حالياً من 100 فرد من طلاب وخريجي كلية الطب والصيدلة، والهدف منه كسر الصورة النمطية للأطباء في المجتمع، والعمل على تأسيس مجتمع طبي يعمل على تفعيل طاقاته وخبراته في المجال المجتمعي، إضافة إلى المجال الطبي، فالطبيب لديه القدرة على الدرس والتحليل وربط الأمور بعضها مع بعض، ولديه القدرة على الإبداع ضمن العمل المجتمعي».

متطوعو جمعية صناع السلام

تقول "جنى علوش" متطوعة في الجمعية، وأحد أفراد الكادر الإداري المسؤول عن التقييم والبرامج عن دور "لمى" في الجمعية والتعاون الذي تقدمه لمتطوعي الجمعية: «أن تجد شخصاً قادراً على العطاء والمساعدة الدائمة على الرغم من دراسة الطب التي تستهلك الشخص نفسياً وجسدياً، فهذا شيء يدعو إلى الاحترام، وتستحق "لمى" الاحترام على الجهد الذي تبذله في مساعدة كل من يحتاج إلى مساعدة، كمثال للشابة القيادية التي تمتلك الكثير من الخبرات، ولا تبخل بها على أحد، ولا تتبع أسلوب المساعدة المطلقة، بل تعمد إلى إرشادك إلى بداية الطريق، وتعتمد على ذاتك في المعرفة، ولا تبخل على الجميع في المساعدة في حال واجهتنا الصعوبة خلال العمل».

يذكر أن "لمى دريباتي" من مواليد "اللاذقية" عام 1990، خريجة طب بشري، اختصاص تشريح مرضي، وطالبة ماجستير.

جنى علوش