وضع "سمير علي" بصمته الخاصة في الصحافة الرياضية السورية منذ ما يقارب 27 سنة، كان فيها الإعلامي المتميز، والباحث عن الحقيقة، كما برع بلغة الأرقام التي طبعت قسماً كبيراً من مواده المنشورة بعدد من الصحف الرياضية.

مدونة وطن "eSyria" التقت الإعلامي "سمير علي" بتاريخ 3 حزيران 2018، ليتحدث عن بدايته قائلاً: «منذ طفولتي وأنا أعشق الرياضة، وكنت أهرب من بعض الدروس في ثانوية "جول جمال" لأمارس كرة القدم مع زملائي، ومن كثرة عشقي لهذه اللعبة الشعبية تركت الهندسة الزراعية في الجامعة، وتحولت للدراسة في المعهد الرياضي في "حلب"، وعلى مدى سنوات كنت أشتري جميع الصحف والمجلات الرياضية المحلية والعربية والأجنبية؛ لأن حلمي أن أصبح صحفياً رياضياً، وبدايتي كانت في صحيفة "الوحدة" المحلية عام 1989، وبعد مدة قصيرة تم تزكيتي من الصحفي "عبد العزيز شيباني" لأكون مراسلاً لصحيفة "الموقف الرياضي"، بعدها أصبحت مراسلاً أيضاً لصحيفة "الثورة"؛ لكون الصحيفتين تابعتين لمؤسسة واحدة، ثم عملت مراسلاً لمجلة "الرياضة" السورية. ونظراً لسمعتي الصحفية الجيدة، فقد تم تكليفي بمهمة مسؤول الإعلام في ثلاث إدارات لنادي "تشرين"».

هو صحفي متابع، وبعيد جداً عن التعصب لأي نادٍ أو فريق ما، له مكانة بالإعلام الرياضي السوري، ويمتلك محفوظات عن الدوري السوري ميزته بلغة الأرقام التي تساهم بعملية تقييم لأي نشاط أو فعالية أو مشوار رياضي

ويتابع عن أهم المواضيع رياضية: «كتبت أكثر من ثلاثة آلاف مادة صحفية تنوعت ما بين اللقاء، والتحقيق، والزاوية، والخبر، في الصحف والمجلات التي ذكرتها، لكن هناك ثلاثة مواضيع وحوارات هزت الوسط الرياضي حينئذٍ؛ الأول كان مع البطلة الأولمبية "غادة شعاع" قبل مشاركتها في أولمبياد "سيدني"، وشغل الكلام الذي أجريته المكتب التنفيذي على مدى نصف شهر، والثاني بعنوان رياضة اللاذقية تصرخ أني أغرق، الذي سبب إزعاجاً للقائمين على الرياضة، وحاولوا إيقافي عن العمل بعدة طرائق لم تجدِ أي منها، واللقاء الثالث كان مع عضو اتحاد كرة القدم "أحمد مسعود"، الذي أدى إلى حلّ اتحاد كرة القدم».

سمير علي مع الإعلامي عبد الله خفتة بأحد البرامج التلفزيونية.

وتحدث "سمير علي" عن عشقه للغة الأرقام قائلاً: «عشقت لغة الأرقام لما تمتاز به من دقة ومصداقية وشفافية، وهي البوصلة لمعرفة التقدم أو التأخر بأي مجال ومنها الرياضة، وبالأرقام نعرف أين تكمن المشكلة، وعليه يتم وضع الحلول لها، ولولا لغة الأرقام لما عرفنا كيف تسير الدفة، وبأي اتجاه، فهي أحد أهم الأعمدة التي يجب أن يستند إليها كل مهتم بالرياضة».

وتابع: «شغفي دفعني كي أقوم بحفظ نتائج الدوري السوري منذ بداية عملي الصحفي، وتدوين أسماء الهدافين، حتى أصبحت مرجعاً لنتائج الدوري السوري لسنوات، ونفس الشيء قمت به مع دورات "تشرين" الكروية، وكنت أحتفظ بنسخ من الصحف لمدة تقارب ربع قرن، لكن دخول الحاسوب دفعني لتحويلها إلى معلومات على جهاز، حيث يمكنني العودة إليها متى شئت».

سمير علي مديراً لإعلام نادي تشرين

وعن الصعوبات التي واجهها خلال مشواره، قال: «أحياناً كانت بعض الشخصيات لا تتقبل النقد خلال تناولي لبعض المواضيع، والحقيقة تزعج من يخطئ، وعليه قام بعضهم برفع قضايا ضدي، إضافة إلى التهديد والوعيد، لكنني كنت متسلحاً بالحيادية في عملي، وهي المنقذ الوحيد للإعلامي كي يحتفظ بمحبة وتقدير الجميع، وخلال عملي توليت عضوية إدارة نادي "تشرين"، ولم أوافق على أمور لمخالفتها لمبادئي، وتم استبعادي بطريقة ما، ومن دون علمي، وهذا شرف لي أن لا أكون مشاركاً بتصرفات بعيدة عن المصداقية.

وأشير إلى أن هناك لحظات لا تنسى في مشواري، ومنها إعجاب وتقدير القُراء ووصفي بأنني صوت الرياضيين المظلومين، ومن أجمل ما سمعته هو رأي نجم الكرة السورية "عبد القادر كردغلي"، وفي أكثر من حديث عن إعجابه بأخلاقي الصحفية والمصداقية والجرأة التي أتحلى بها، وهي شهادة من شخصية رياضية عربية أعتز بها».

سمير علي ومتابعة لإحدى مباريات كرة القدم

الإعلامي الرياضي "عبد الله خفتة" العامل في قناة "أوغاريت" وإذاعة "أمواج"، قال: «تعود صداقتي ومعرفتي بالزميل "سمير" إلى ما يقارب 30 سنة مضت، عملنا خلالها معاً بالإعلام المقروء والمسموع والمرئي، وكان يمتاز بالجرأة والشخصية القوية والموهبة وغزارة المعلومات، وهو محاور متميز، ويتعلم من تجارب غيره، ويستفيد من خبرتهم».

أما الإعلامي "مصطفى عكو"، فقال: «هو صحفي متابع، وبعيد جداً عن التعصب لأي نادٍ أو فريق ما، له مكانة بالإعلام الرياضي السوري، ويمتلك محفوظات عن الدوري السوري ميزته بلغة الأرقام التي تساهم بعملية تقييم لأي نشاط أو فعالية أو مشوار رياضي».

وأضاف الإعلامي "عمر شريقي": «"سمير علي" لديه هاجس خدمة الرياضة بشهادة كبار صحفيي الرياضة، نجح خلال عمله في صحيفة "الموقف الرياضي"، وزاد تألقه بتخصصه وتطوير أدواته ومهاراته الإعلامية، وإتقانه قواعد اللغة الإعلامية البسيطة جعله ينجح ويبدع».

يذكر أن "سمير علي" من مواليد "اللاذقية" عام 1962، خريج معهد رياضي، يشغل حالياً منصب رئيس دائرة الجاهزية والدفاع الوطني بمديرية التربية في "اللاذقية".