بخطى واثقة شقّ "عصام قدسي" طريقه في الرياضة، حيث عشق لعبة المصارعة الرومانية من والده الراحل "حسن قدسي" البطل الإقليمي، وجذبته الكاراتيه، فكان هائماً بين اللعبتين وأبدع فيهما، وتوّج بالألقاب محلياً ودولياً.

مدونة وطن "eSyria" التقت المدرب العالمي "عصام قدسي" مكتشف الأبطال وصانع ألقابهم بتاريخ 12 حزيران 2018، ليتحدث عن بدايته قائلاً: «بدأت مشواري الرياضي عام 1974 وعمري 7 سنوات على يد والدي الراحل "حسن قدسي" بلعبة المصارعة الرومانية، وحققت فيها عدة بطولات على مستوى الجمهورية، ونلت اللقب أعوام 1979-1980-1981-1982-1983، وكنت ضمن صفوف المنتخب الوطني المشارك بدورة ألعاب "البحر المتوسط" لعام 1987، وفي الوقت نفسه كنت أمارس رياضة الكاراتيه التي تعلّمتها وأبدعت فيها بفضل المدرب العالمي "محمد نجار"، الذي كان خير عون وداعم لي، ولا أنسى فضله عليّ حتى اليوم وتحت قيادته نلت بطولة الجمهورية لفئتي الشباب والرجال من عام 1980 ولغاية عام 1993، واضطررت لترك الكاراتيه كلاعب منافس بعد قرار منع الرياضي المنافسة بلعبتين مختلفتين، واتجهت إلى المصارعة ونجحت بنيل لقب بطولة "دمشق" الدولية عام 1985، وبطولة "بلغاريا" الدولية عام 1986، وبطولة "اليونان" الدولية في ذات العام».

توقفت عن المشاركة ببطولات المصارعة عام 1994، ورجعت إلى رياضة الكاراتية ومارستها كلاعب إلى أن اعتزلتها وتحولت إلى التدريب، لكنني عدت عام 2003؛ حيث شاركت ببطولة للعروض وحصلت حينئذٍ على شهادة تقدير لأجمل عرض مقدم بالبطولة

وتابع: «توقفت عن المشاركة ببطولات المصارعة عام 1994، ورجعت إلى رياضة الكاراتية ومارستها كلاعب إلى أن اعتزلتها وتحولت إلى التدريب، لكنني عدت عام 2003؛ حيث شاركت ببطولة للعروض وحصلت حينئذٍ على شهادة تقدير لأجمل عرض مقدم بالبطولة».

التتويج بإحدى بطولات الجمهورية

وعن إنجازاته كمدرب، قال: «نجحت بتقديم أكثر من لاعب للمنتخبات الوطنية، فتألقوا محلياً وسيطروا على ألقاب بطولات الجمهورية، وخارجياً نالوا عدة ألقاب عالمية، ومنهم "سهيل سلمان" بطل "آسيا" عام 1995، وكان عمره حينئذٍ 18 سنة، كما أحرز فضية بطولة العالم العسكرية في "إيطاليا" وحقق خلال مشواره ما يقارب 43 ميدالية، وأبرز مشاركاته في بطولة القارات بين "آسيا وأوروبا" في "إيطاليا" وهو السوري الوحيد الذي شارك بها، ومن اللاعبين "حسين زابون" الذي حقق عدة ميداليات عالمية، إضافة إلى تتويجه كبطل للعرب وبطل للشرطة العربية، وعام 2010 نجح لاعبنا "رأفت الشيخ علي" بالفوز ببطولة العالم في "روسيا" عام 2011، وبرونزية العالم في "تركيا" عام 2010، ونال ميداليتين ذهبيتين ببطولة غرب "آسيا" عامي 2010-2011، وذهبية بطولة العرب في "المغرب" وفضية "آسيا" في "أذربيجان"، ومن اللاعبين واللاعبات المتوجين بألقاب بطولة الجمهورية أذكر كلاً من: "حسين منصور، وعلي حبيب، ونور شمحل، وأحمد علوش، وبتول إسماعيل، وعماد أندرون، وسومر دواي، وجعفر ملاح، ومحمد أبو خليل"، وتحت 12 سنة الأبطال: "مريم طريفي، وحسن حمادي، ومصطفى حمادي، وكاترين منصور"، وآخرين».

وعن صفات المدرب الناجح، قال: «لا بد للمدرب من امتلاك الخبرة الكبيرة والقوية ومواكبة اللعبة وتطورها بأدق تفاصيلها ليبقى قريباً من العالمية، ولا بد من تطوير الذات باستمرار، والمثابرة بالعمل ودعم البطل، وإصراره أن يكون بطلاً متميزاً، ولا يشترط بالمدرب الناجح أن يكون بطلاً باللعبة. أما صفات لاعب الكاراتية الناجح، فهي: الثقة بالنفس، قوة الشخصية، جرأة المواجهة، عدم التردد وإثبات الوجود، الحرص على اكتساب التكنيك والخبرة، وقبل كل شيء حبه للعبة والالتزام بالتدريبات والابتعاد عن كل ما يضر بالرياضة».

مع أبطاله

"حسين زابون" بطل العرب والشرطة العربية مدرب سيدات نادي "الشرطة" حالياً وأحد اللاعبين الذين تخرجوا على يدي المدرب "عصام قدسي"، قال: «تعلمت فنون الكاراتية على يد المدرب "عصام قدسي" بعمر 9 سنوات، احتضنني ودربني ووجهني، وتحت قيادته أحرزت بطولات محلية وقارية لمدة 15 سنة، وحتى اللحظة لا يزال يتابع أخبارنا، هو أب أكثر منه مدرب؛ يعامل كل لاعبيه بروح الأب، باختصار هو صانع الأبطال ومنجم رياضي لرفد المنتخبات الوطنية بنخبة اللاعبين، قدم للعبة الكثيرين من الأبطال والبطلات، وبصراحة لم أشعر بقيمته بحق إلا عندما تحولت إلى التدريب، حيث التعب والجهد للارتقاء بمستوى لاعب أو تأهيله».

"جعفر ملاح" بطل جمهورية سابق ومدرّب حالي، قال: «المدرب "عصام" أب روحي لكل لاعبيه؛ وأنا منهم، يهتم بالجانب التربوي أكثر من التدريبي، ويحرص على التحصيل العلمي لجميع لاعبيه، كان يوصل إلينا المعلومات بطريقة سلسة، معرفتي به عن طريق والدي "حسام ملاح" كان يتدرب عنده، رافقت والدي في إحدى المرات وتعلقت باللعبة، ونجحت بنيل لقب بطولة الجمهورية مرتين، ومدربنا يواكب كل جديد في عالم الكاراتيه؛ سواء باتباع الدورات الدولية، أو بالتواصل عبر شبكة الإنترنت ليكون مطلعاً على كل جديد باللعبة».

مع لاعبته مريم طريفي بطلة الجمهورية

الجدير ذكره، أن المدرب العالمي "عصام قدسي" من مواليد "اللاذقية" عام 1967، مدرب منتخب وطني سابق ومدرب منتخب "اللاذقية" حالياً، وعضو مجلس إدارة نادي عمال "اللاذقية"، مسؤول ألعاب القوة، حاصل على شهادات تدريبية عالمية ودولية، منها: "استنبول" عام 2010، "موسكو" عام 2011، "ماليزيا" عام 2011.