على مسافة تبلغ 120 متراً مربعاً، وبألوان "الإكريليك"، رسم الفنان السوري "علي حنوف" أكبر لوحة جدارية في "البقاع" اللبناني بزمن لا يتجاوز الشهر؛ تمثّل تجسيداً لسلطان مغربي حكم إحدى البلدات اللبنانية، واشتهر بالجود والكرم.

مدونة وطن "eSyria" تواصلت بتاريخ 22 حزيران 2018، مع الفنان "علي حنوف" المقيم في "لبنان"، ليتحدث عن جداريته الضخمة وفكرتها، فقال: «تتمحور فكرة العمل حول توثيق وتجسيد لشخصية السلطان المغربي "يعقوب المنصور" الذي تحمل البلدة اللبنانية لقبه، حيث قرر شبان البلدة المتطوعون تقديم كل ما يلزم لصناعة تحفة فنية تخلد هذا الرجل. كان الجدار عالياً وكبيراً، ويحتاج إلى مجهود مضاعف، حيث بدأت العمل مع حلول شهر رمضان، وانتهينا في اليوم الأول لعيد الفطر.

لا يمكن حصر الفن بمكان معين، فالإبداع يحتاج إلى ذهن منفتح وخيال خصب واطلاع واسع، وهذا ما وجد لدى الفنان "علي" الذي استفاد من تاريخ البلدة، وقام بتصويره على طول الجدار ليكون ذكرى منه لأهالي البلدة، يذكرهم بتاريخها العريق ويشجع الناس على زيارتها للتعرف إلى هذه اللوحة، والبحث عن تاريخ صاحب الصورة والأعمال التي قام بها في العصر الذي عاش فيه. لقد أحسن الفنان التصوير على الرغم من المساحة الواسعة والكبيرة للعمل، واستخدم "الإكريليك" لكي يحافظ على الصورة لزمن طويل. وبهذا العمل يثبت الفنان السوري قدرته العالية على خوض غمار المختلف، و"علي" الفنان المعروف بمبادراته الخلاقة في "جبلة"، كان مبدعاً في المغترب

كانت الشمس لاذعة في التل الذي يحتضن قبر السلطان والجامع الموجود أعلى التل، والجو قاس للعمل في الخارج على جدار واسع على الرغم من كل التسهيلات المقدمة، ولم أجد من يساعدني فنياً في العمل، فعلى مساحة تبلغ 120 متراً مربعاً جسدت صورة السلطان وهو يعتلي صهوة جواده وأمامه الجامع الكبير، ومساحات خضراء واسعة، وعلى الجدار المقابل رسمت ورقة البردي مع الدواة والريشة بالإكريليك. كان شهراً مملوءاً بالفرح والتعاون والفن، وفرصة جميلة لأهالي "البقاع" كي يزوروا المنطقة، ويشاهدوا اللوحة الجدارية عن كثب، التي أعدّها من أهم إنجازاتي الفنية».

جانب من العمل الكبير

وعن رد الفعل الذي لاقاه بعد انتهاء المشروع، قال: «وجدت من الأهالي كل الاحترام والتقدير، ورغبة حقيقية في التواصل وزرع الفرح بعيداً عن السياسة وما نسمعه في الإعلام. وتحولت الجدارية إلى محج حقيقي للناس، ولاقت اهتماماً واسعاً من الإعلام، حيث قام أهالي "تل السلطان" باحتفال كبير زينته الدبكات والموسيقا والفرح. كان هناك قواسم مشتركة مع شبان البلدة، وقد انضممت إلى فريقهم التطوعي، وتبرعت بنصف قيمة العمل الفني، فأنا ابن مدينة "جبلة" التي قمت فيها مع مجموعة كبيرة من الشبان المتطوعين بأعمال كثيرة، منها تزيين الشوارع وتنظيفها، ومبادرات للأطفال مع "فريق جبلة التطوعي"، ثم انتسبت إلى جمعية "جبلة" لحماية البيئة، التي تعنى بالفن والمجتمع والطفولة، ولهذا فالتطوع من سمات شخصيتي، وأريد أن أبعث رسالة من خلالها أن خدمة الناس لا تقتصر على مكان، وأن المغتربين السوريين قادرون على وضع بصمتهم أينما كانوا».

الشابة "فرح بدور" المتابعة لأعمال الفنان "حنوف"، قالت: «لا يمكن حصر الفن بمكان معين، فالإبداع يحتاج إلى ذهن منفتح وخيال خصب واطلاع واسع، وهذا ما وجد لدى الفنان "علي" الذي استفاد من تاريخ البلدة، وقام بتصويره على طول الجدار ليكون ذكرى منه لأهالي البلدة، يذكرهم بتاريخها العريق ويشجع الناس على زيارتها للتعرف إلى هذه اللوحة، والبحث عن تاريخ صاحب الصورة والأعمال التي قام بها في العصر الذي عاش فيه. لقد أحسن الفنان التصوير على الرغم من المساحة الواسعة والكبيرة للعمل، واستخدم "الإكريليك" لكي يحافظ على الصورة لزمن طويل. وبهذا العمل يثبت الفنان السوري قدرته العالية على خوض غمار المختلف، و"علي" الفنان المعروف بمبادراته الخلاقة في "جبلة"، كان مبدعاً في المغترب».

الفنان علي حنوف

يذكر أن الفنان "علي حنوف" من مواليد "جبلة" عام 1991، درس معهد إعداد فنون، وسنة ثالثة ترجمة في التعليم المفتوح، وأول معارضه كانت عام 2011 على كورنيش "جبلة" في الهواء الطلق، وفاز بعدة جوائز، واشترك بعدد كبير من المعارض المشتركة والفردية، وساهم في عدة مهرجانات ثقافية فنية، منها مهرجان "عيد جبلة".