تتربع قرية "المتن" على سفح جبل يطلّ على الساحل السوري من "اللاذقية" إلى "طرطوس"، يميزها غطاء أخضر من الغابات الحراجية وأشجار الزيتون، وتصل بين مناطق سياحية عدة في جبال "القرداحة".

مدوّنة وطن "eSyria" زارت بتاريخ 26 تموز 2018، قرية "المتن"، والتقت مدرّس اللغة العربية "أحمد حميدوش"، فتحدث عنها قائلاً: «تعدّ "المتن" قرية جبلية سياحية، ترتفع 650م عن سطح البحر، وتمتاز بجوّها المعتدل البارد صيفاً، وتبعد 35 كيلو متراً عن محافظة "اللاذقية"، و5 كيلو مترات باتجاه الجنوب الشرقي من مدينة "القرداحة"، وحدودها الجغرافية "القرداحة" وقرية "دير حنا" من الغرب، وقريتا "بشريه" و"نيننتي" من الجنوب، و"جوبة برغال" من الشمال، و"بكراما" و"وادي بكراما" من الشرق. تضمّ مجموعة من القرى: "المرّان"، و"اسطمنه"، و"مركية"، ومزارع "بعبدوس"، و"القنيطرة"، و"القليعات"، و"الربند"، و"السمقتي"».

"المتن": تتبع ناحية مركز ومنطقة "القرداحة"، "المَتْن": الظهر، ومتن الأرض: ما ارتفع منها واستوى، المتين: الصلب الشديد. واسمها في نصوص "رأس شمرا" متن، وهي تعني في السريانية لحف الجبل

وعن دلائل قدمها يقول: «هناك العديد من الأدلة التي تشير إلى وجود الإنسان فيها، إضافة إلى أشجار السنديان المعمّرة وبعض البيوت الحجرية والترابية، كما تعدّ من أقدم قرى جبل "النواصرة"؛ الذي سمي بهذا الاسم نسبة للأمير "ناصر"، ويضفي وجود بعض المزارات والمقامات طابع الحياة القديمة في هذه المنطقة، وعين "المتن" وعين "بركة خزام" تعدّان من مكونات القرية قديماً».

أحمد حميدوش

وعن التعليم والعلاقات الاجتماعية، يتحدث قائلاً: «توجد مدرستان في القرية، وتضمّ كل مدرسة نحو 700 طالب، والمستوى التعليمي فيهما جيد، ويدل على ذلك نجاح نحو خمسين طالباً في الثانوية العامة وانتسابهم إلى الجامعات والاختصاصات المختلفة، وأغلب الكادر التدريسي من القرية. أهل القرية يعيشون علاقات اجتماعية طيبة قوامها المحبة والاحترام والتعاون في حالات الحزن والفرح».

أما "رضوان ميا" رئيس بلدية "المتن"، فقال عنها: «"المتن" تعني الصلابة، ومتن الشيء أعلاه، وارتفاعها يجعلها تطل على جبل "الأقرع" والساحل السوري ابتداءً من "اللاذقية" إلى "جبلة" و"بانياس" و"طرطوس"، وتقسم إلى "المتن" الشمالي والجنوبي، ويبلغ عدد سكانها نحو 3500 نسمة، أغلبهم يعملون بالزراعة، حيث تشتهر بزراعة التبغ وبعض اللوزيات، ومعظم أراضيها مزروعة بالزيتون على طريقة المدرجات، وخاصة أن طبيعتها تميل إلى الصخرية مع وجود انحدارات فيها ووديان عدة، وعُرف منها وادي نهر "الشحادة" الذي يحدّها من الجهة الجنوبية، كما يعتمدون في حياتهم المعيشية على الوظائف في القطاعات العامة والخاصة، ويحضرون أغلب مستلزماتهم من أسواق "القرداحة"».

من طبيعة المكان

وعن الخدمات ومرافقها العامة، يقول: «تحتاج القرية إلى قليل من الدعم لتحسين الواقع الخدمي فيها، وطرقاتها بحاجة إلى التأهيل، كما تتمتع بمقومات سياحية لافتة كموقعها الجغرافي والغابات الحراجية من "الصنوبر والسنديان"، لكنها مستثمرة بطريقة شعبية بسيطة، ويصل طريقها إلى مناطق سياحية عدة في جبال "القرداحة" كمقامات "بني هاشم"، و"بكراما"، ومطعم "نسمة جبل"، ومناطق أخرى، ويوجد فيها مركز صحي يلبي متطلبات القرية والقرى المحيطة، ومدارس للمراحل التعليمية الثلاث، وجمعية فلاحية».

يُذكر أن معنى قرية "المتن" كما ورد في كتاب (معجم معاني أسماء المدن والقرى) في محافظة "اللاذقية" للباحث "محمد جميل الحطاب": «"المتن": تتبع ناحية مركز ومنطقة "القرداحة"، "المَتْن": الظهر، ومتن الأرض: ما ارتفع منها واستوى، المتين: الصلب الشديد. واسمها في نصوص "رأس شمرا" متن، وهي تعني في السريانية لحف الجبل».

المكان عبر غوغل إيرث