كثيرون الذين يتقنون مجالاً واحداً ليبدعوا به، لكن "أحمد السيد" لم يشأ أن يكون إنساناً عادياً، فتخطّى جميع الحواجز وأبدع في مجالات عديدة؛ ليكون الإصرار والطموح عنوانه.

مدونة وطن "eSyria" تواصلت مع المربية "أميرة السعيد" والدة البطل "أحمد" في مكان إقامتهم في "اللاذقية"، بتاريخ 28 تشرين الأول 2018، لتتحدث عن طفولة ولدها، فقالت: «هو من الأشخاص الذين يسعون لإتقان عملهم، فأي شيء يشارك به يكون من المميزين ويحاول إتقانه على الرغم من صعوبته، وعدم حبه له، فالكمالية في العمل شيء مهم وأساسي.

إنه مهذب جداً، وذو أخلاق عالية، متميز عن رفاقه جميعاً، ولديه طموح كبير جداً، وأي هدف يضعه برأسه يسعى إليه مهما كلّف الأمر، ولم يسبق لي أن رأيت أحداً مثله بهذا الطموح والإصرار

لديه مشاركات كثيرة، فهو يلعب التايكواندو منذ 7 سنوات، وحاصل على ميداليات عديدة بها، إضافة إلى مشاركته الدائمة بالعروض. وقد حصل على أحزمة عديدة بالتايكواندو وصولاً إلى الحزام البني مع شهادة في كل حزام، لم يأخذ الحزام الأسود حتى الآن، لأن المدرّب يقوم بتدريبه للمشاركة في موسوعة "غينيس" للأرقام القياسية في تمرين المعدة؛ ليصبح اليوم قادراً على الوصول إلى أربعة آلاف مرّة متواصلة. وكانت له مشاركة بالسباحة على مستوى مدينة "اللاذقية"، وحاز ميداليات، محققاً المركز الأول، إضافة إلى مشاركته بكرة الطائرة الشاطئية، ونشاطات أخرى أهمها الرسم؛ هوايته المحببة، فهو يرسم رسماً جميلاً».

متوجاً مع المنتخب في "أبو ظبي"

وتضيف عن أهم منجزاته الجماعية: «شارك ابني كلاعب أساسي في المنتخب السوري لكرة الطائرة الذي شارك بالبطولة الإقليمية للأولمبياد الخاص بـ"أبو ظبي"، حيث حصل المنتخب السوري حينئذٍ على المركز الثاني بالبطولة ليتأهل إلى كأس العالم، وهو إنجاز غير مسبوق على المستوى الجماعي للرياضيين ذوي الاحتياجات الخاصة».

وتابعت حديثها قائلة: «شارك بالأولمبياد الخاص الذي أقيم في "القلمون"، وأحرز ميداليات ذهبية بالجري لحصوله على المركز الأول، وتوّج بطلاً للجمهورية بالجري، وقد تم تكريمه في مدينة "الجلاء" الرياضية من قبل السيدة الأولى "أسماء الأسد"».

الواثق من خطواته

وعن مساهمته في الجمعيات الخيرية، وأعماله التطوعية الأخرى، قالت: «في جمعية "بشائر النور"، ومن الشهر الأول الذي أسّست به عام 2006 وإلى الآن. فللجمعية نشاطات كثيرة، كالصناعة اليدوية، منها التطريز والخياطة وصناعة الصابون والشمع، إضافة إلى الأغذية والحلويات، مثل اللوزيات والمربيات، وقد حرص دائماً على الحضور، وهو من المشاركين الفاعلين في جميع هذه النشاطات، وأيضاً لديهم حفل سنوي خاص بالجمعية ومشاركته فيه قوية جداً».

وتابعت والدة "أحمد" عن بداياتها ومتابعتها له قائلة: «هو من مواليد 20 أيار 1997 وقد تقصدنا أن تتباعد بينه وبين أخيه بالولادة 7 سنوات لأكون قادرة على الاهتمام به ومتابعته بطريقة صحيحة، وأكرّس وقتي له، بعد أن علمنا واقع حياته، ومنذ تسجيله بالجمعية وأنا معه خطوة خطوة بأي شيء، مثل الاجتماعات والمقابلات، إضافة إلى أي نصيحة كانت توجه لي وتعود بالفائدة عليه، أكون السباقة للعمل بها».

أثناء تتويجه في رياضة التايكوندو

لاعب المنتخب السوري لكرة الطائرة "فايز موسى" تحدث عن معرفته باللاعب "أحمد"، قائلاً: «إنه مهذب جداً، وذو أخلاق عالية، متميز عن رفاقه جميعاً، ولديه طموح كبير جداً، وأي هدف يضعه برأسه يسعى إليه مهما كلّف الأمر، ولم يسبق لي أن رأيت أحداً مثله بهذا الطموح والإصرار».

المدرّب "إسبر الياس" الذي يتابع العمل مع "أحمد" على دخول موسوعة "غينيس" للأرقام القياسية، قال: «أقوم بتدريبه منذ 6 سنوات، إنه لاعب طبيعي جداً ومميز بالتمرين والاحترام والمعاملة، ملتزم جداً.

أصبح يتدرب مع اللاعبين الكبار، وهو متفاعل معهم، وحالياً نسعى بالتدريب على "عدّات" المعدة لنحقق الرقم القياسي لموسوعة "غينيس"؛ وهو ما يقارب ألفي "عدّة"، لكن "أحمد" تخطى الحدود، وأصبح الآن قادراً على الوصول إلى أربعة آلاف "عدّة".

إنه صبور جداً، ومجتهد، وقادر أن يتدرب ثلاث ساعات ونصف الساعة متواصلة، وهو أمر غير طبيعي للكثيرين، فالإنسان الطبيعي لا يستطيع تحمل مجهود التدريب بهذا الوقت، إضافة إلى ذلك أصبح قادراً على تأدية حركات معينة بالتايكواندو من الصعب جداً أن يؤديها الآخرون».