الإبداع في تصميم الأزياء ليس مجرد طموح بالنسبة لها؛ حيث عملت بجدّ حتى أتقنت أساليب التصميم حدّ الاحتراف، وعملت بإصرار على نقل موهبتها إلى كل شغوف بعالم الموضة والأزياء من دون مقابل سوى الكلمة الطيبة.

مدونة وطن "eSyria" تواصلت مع مصمّمة الأزياء "دالين حيدر" بتاريخ 8 كانون الأول 2018، لتحدثنا عن بدايتها، فقالت: «درست إعداد معلمين خياطة وتفصيل، وكذلك درست في الجمعية "السورية لمصمّمي الأزياء"، وأنا أيضاً خريجة كلية رياض أطفال، حاصلة على دبلوم بالتصميم الآلي والقالب الآلي، بدأت عملي بورشة (شك نول) صغيرة، وهنا شعرت بأن لدي شغفاً بمجال التصميم والخياطة، وبدأ الحلم في بيت قديم وآلات تقليدية، وكبر مع الأيام وبرزت موهبتي لدى المحيطين بي، وبدأ التشجيع على توسيع نطاق العمل، أرسلت السيرة الذاتية إلى أكاديمية "إيكارد" رغبة مني بنقل موهبتي إلى الطلاب، وبفضل الله تميزت بأسلوبي في التدريس وكمية المعلومات التي أقدمها للطلاب، وكان لي بصمة وأثر عند كل شخص تخرّج في الأكاديمية.

أقامت أيضاً وزارة السياحة مهرجان "بكرا إلنا"، ومن خلاله شاركت سبع محافظات سورية لاختيار ملكة جمال "سورية"، وشاركت بدوري بلجنة التحكيم، وفي نهاية المهرجان قمت بتصميم فستان للفائزة باللقب وتقديمه لها مباشرة

لم أتوقف عند تعليمهم النظري والرسم فقط، بل انتقلت لأنفّذ معهم أفكارهم على أرض الواقع، وتجسدت الفكرة لدينا بالإعلان عن مسابقة لخريجي الأكاديمية من عام 2003 حتى عام 2018 بمناسبة الاحتفال بتأسيس الأكاديمية، وبالفعل تقدم 150 شخصاً قمنا باختيار 35 شخصاً منهم في المرحلة الأولى بناء على المواهب الشبابية والطاقات المبدعة والثقافات المختلفة».

بروفه لأحد الفساتين

وتابعت "حيدر": «كانت الخطوة الثانية العمل بالإمكانيات المحدودة، وعملنا كفريق متكامل لأول مرة في "سورية" ينفّذ فكرة كهذه، وقمنا بتنفيذ أفكار المصمّمين، ثم أقيم عرض أزياء ضخم انتقل بنهايته أفضل 15 مصمّماً لمزاولة المهنة والبدء بمسيرتهم الخاصة، وأقيم العرض بـ"منويلا" في "اللاذقية" بحضور إعلامي ورسمي مرموق، وضمّ مختصين في مجال التصميم من "لبنان" و"تونس"، إضافة إلى عرض الأزياء تميزت الفعالية بإطلاق عدد من "الموديلز" (عارضات الأزياء) معظمهن من الطالبات الجامعيات، وذلك لإعطاء نظرة أخرى عن عارضات الأزياء، وإثبات أن الفتاة السورية قادرة على الاهتمام بجمالها ودراستها في الوقت نفسه، والعارضات ينتمين إلى فئات المجتمع المختلفة، والعديد منهن حصلن على فرصة عمل بعد هذا العرض، كانت هذه الفعالية تحت اسم: "يوم الموضة من إيكارد" برعاية وتنظيم "دي اتش كومباني"».

وأضافت "دالين": «أقامت أيضاً وزارة السياحة مهرجان "بكرا إلنا"، ومن خلاله شاركت سبع محافظات سورية لاختيار ملكة جمال "سورية"، وشاركت بدوري بلجنة التحكيم، وفي نهاية المهرجان قمت بتصميم فستان للفائزة باللقب وتقديمه لها مباشرة».

تصميم فستان سهرة

وعن المشروع التطوعي الذي تقوم به أخبرتنا: «أنا متطوعة لدى جمعية "المساحات الآمنة وتنظيم الأسرة" كمدرّبة لتصميم الأزياء والخياطة وإعادة تدوير الكلف والاستفادة من الأشياء الصغيرة، حيث نقوم بتدريب مجاني للمرأة والفتاة السورية العاملة أو التي لا تملك مهنة سواء من أسر الشهداء ومتضرري الحرب، ومن كافة فئات المجتمع، نبدأ بالتدريب وقد نصل إلى تأمين المواد اللازمة للعمل، وقبل مدة قصيرة قمنا بعرض أزياء للفتيات المتدربات بحضور مندوب "صندوق الأمم المتحدة للسكان" و"الأمانة السورية للتنمية" و"الهلال الأحمر"».

وقالت أيضاً: «قبل مدة قريبة تمّ اعتمادي من قبل البنك الألماني، قسم التنمية البشرية كمدرّب دولي بين "دبي" و"لبنان" و"العراق" وكافة المحافظات السورية، وهذا لم يمنعني من القيام بتأسيس مشروعي الخاص؛ وهو عبارة عن دار أزياء بطابع خاص؛ من خلال تنفيذ تصاميمي وطرحها في السوق.

فكرة تصميم

أتوجه بنصيحتي إلى كل فتاة سورية؛ ألا تتخلى عن هدفها وشغفها حتى تحصل على مهنة تليق بها وبمستواها الثقافي».

"سارة سمان" إحدى طالبات الأكاديمية، قالت: «معلمتي "دالين حيدر" علمتني كيف أتعامل مع الألوان وكيفية اختيار الأقمشة بحرفية، لا أشعر بأنها معلمتي، فقد كنا نشعر بكمية راحة كبيرة وكأنها أخت لنا تحاول أن تعطينا خبرتها بقلب كبير، وكانت استفادتي منها بنسبة 100%».

"كمال مطر" مصمّم أزياء، قال: «"دالين حيدر" شخص يهتم بعمله ومهنته لذلك تبدع، لديها حسّ فني وذوق رفيع خصوصاً في التعاطي مع المتدربين؛ وهذا أهم شيء عند المتدرّب حتى يشعر بالراحة ويستطيع استقبال كل شيء يخص المهنة، وهذا بشهادة طلاب "دالين"، حيث إن محبتهم لها واضحة ومستمرة إلى ما بعد التخرّج في الأكاديمية، وأنا شخصياً أحترم شخصية "دالين" وأرى لها مستقبلاً جميلاً».

الجدير بالذكر، أن المصمّمة "دالين حيدر" من مواليد "مشقيتا، عين البيضة" في "اللاذقية"، عام 1982.