نذر الطبيب الفيزيائي "عامر عبد الله" علمه وعمله لخدمة الجيش العربي السوري والقوات الرديفة؛ من خلال مبادرة يقدم فيها العلاج الفيزيائي المجاني منذ ثمانية أعوام معتمداً خبرته في مجالي الطب الفيزيائي والرياضي.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 24 كانون الثاني 2019، الطبيب الفيزيائي "عامر عبد الله"، فتحدث عن حياته قائلاً: «درست الابتدائية والإعدادية في مدارس مدينة "اللاذقية"، وبحكم عمل والدي وسفره الدائم، تابعت دراستي خارج "سورية"، وحصلت عام 1996 على شهادة الطب الفيزيائي من الأكاديمية البريطانية، وعملت ثلاثة أشهر بعد تخرجي في الطب الفيزيائي، فلم أجد ذلك مقنعاً، فقمت بدراسة اختصاص الطب الرياضي والمساج والعلاج المائي.

أُصبت عام 2012 في إحدى جبهات "اللاذقية" بطلق ناري في الرأس أدى إلى شلل بالأطراف العلوية والسفلية، إضافة إلى مشكلة في النطق، وبدأت العلاج الفيزيائي قبل سنوات وتحسّن وضعي بالتدريج، إلا أن الأطراف العلوية بقيت شبه مشلولة الحركة، فقمت العام الماضي 2018 بزيارة الطبيب الفيزيائي "عامر عبد الله" الذي يقدم مبادرة مجانية لمصابي الجيش العربي السوري، وهو يتميز بإنسانية كبيرة ويعد قمة في العطاء، وأجرى لي ثلاث جلسات علاج فيزيائي تحسنت من خلالها تحسناً لا بأس به

كما برزت ميولي الرياضية منذ الطفولة، وحين كان عمري خمسة أعوام كنت لاعب جمباز، وبعد عامين انتقلت لتعلّم السباحة، واستمريت في الرياضة حتى عام 1990، وشاركت ببطولات عدة في تلك المرحلة، كما اتبعت دورات بناء أجسام بالتدريب، وأصبحت مدرباً دولياً في الجمباز والسباحة وبناء الأجسام».

إحدى الدورات التدريبية للطبيب عبد الله

أما عن عمله في هذا المجال في "سورية" وخارجها، فقال: «عملت في "لبنان" لمدة 15 عاماً، وجئت إلى "دمشق" عام 2000، وبقيت أعمل لمدة عشرة أعوام، ثم عدت إلى "اللاذقية"، ووجدت خلال مسيرة عملي أننا نفتقر إلى الدعم في مجالات الطب الفيزيائي والرياضي و"المساج" والعلاج المائي، إضافة إلى العشوائية في مفاهيم تلك الاختصاصات على الرغم من حاجتنا إليها في مرحلة الحرب بسبب كثرة الإصابات من بتر وشلل، والأذيات العصبية والجسدية والنفسية التي تعرض لها أبناؤنا من الجيش العربي السوري والقوات الرديفة وغيرهم من السوريين، ومن خلال عملي أحاول نشر ثقافة العلاج الفيزيائي والثقافة البدنية وأهميتهما».

جاءت مبادرته المجانية لمصابي الجيش العربي السوري وعلاجهم بالطب الفيزيائي والطب الرياضي، تلبية لحب وطنه وعرفاناً لأولئك الأبطال، ويقول: «مع بداية الحرب نزلت مع ولديّ "حسام" و"حسن" على الحواجز لنقدم ما تيسر لنا من مساعدة، لكن بعد ازدياد الوضع سوءاً وازدياد عدد المصابين، وجدت أن واجبي ودوري سيكون أنجع حين أدعم بطريقتي واختصاصي، فأعلنت عن مبادرتي بعلاج مصابي الجيش العربي السوري والقوات الرديفة مجاناً خاصة بعد تفاقم الإصابات والحاجة للعلاج الفيزيائي وأهميته لأولئك المصابين، ونشرت المبادرة على صفحات "الفيسبوك" إضافة إلى مساعدة بعض الأصدقاء بنشرها، خلال ثمانية أعوام عالجت الكثيرين من مصابي الجيش والقوات الرديفة والفقراء والمحتاجين، حيث قمت بإجراء عمليات للعمود الفقري من دون جراحة، وحققت نتائج جيدة ومقبولة مع المصابين تراوحت بين 50-80%، أعتمد في العلاج على النقاط الانعكاسية والعمود الفقري، فأي مرض يخطر على البال يمكن علاجه من العمود الفقري، إضافة إلى استخدام الزيوت الطبيعية، كما أعمل على العامل النفسي لدى المريض وأدعمه معنوياً لأحقق الاستجابة المرادة أثناء العلاج، وما زلت مستمراً في المبادرة لأنها واجب إنساني تجاه من يضحي بحياته من أجلنا».

مع أحد الجرحى بعد العلاج

"فرهد أحمد" اختصاصي طب رياضي و"مساج" يتحدث عن الطبيب "عبد الله" قائلاً: «كنت أحد المتدربين لديه في أكاديمية "إيكارد" في "اللاذقية"، وأعمل معه ضمن مبادرته المجانية، لم يبخل في تقديم خبراته ومفاتيح العمل بالطب الرياضي و"المساج"، فهو يعطي بحبّ وإيمان ويعامل الجميع بتواضع وإنسانية، كما أن عطاءه بلا حدود، ويعمل بصدق وإخلاص، حيث يقدم المساعدة من دون أن يطلبها أحد منه، وحين يرى مريضاً مصاباً أو فقيراً أو محتاجاً في الشارع أو أي مكان يعرّف عن نفسه ويقوم بدعوته إلى العيادة ودعمه وتقديم العلاج اللازم له مجاناً، ويطلق عليه بعضهم طبيب الحالات المستعصية، ويعمل بصمت؛ لا يبحث عن التكريم أو شهرة لاسمه».

أما "منذر حيدر" أحد أبناء الجيش العربي السوري ومصاب حرب، فيقول: «أُصبت عام 2012 في إحدى جبهات "اللاذقية" بطلق ناري في الرأس أدى إلى شلل بالأطراف العلوية والسفلية، إضافة إلى مشكلة في النطق، وبدأت العلاج الفيزيائي قبل سنوات وتحسّن وضعي بالتدريج، إلا أن الأطراف العلوية بقيت شبه مشلولة الحركة، فقمت العام الماضي 2018 بزيارة الطبيب الفيزيائي "عامر عبد الله" الذي يقدم مبادرة مجانية لمصابي الجيش العربي السوري، وهو يتميز بإنسانية كبيرة ويعد قمة في العطاء، وأجرى لي ثلاث جلسات علاج فيزيائي تحسنت من خلالها تحسناً لا بأس به».

الجدير ذكره، أن الطبيب الفيزيائي "عامر عبد الله" من مواليد "المزيرعة" التابعة لمدينة "اللاذقية" عام 1970، وعضو الأكاديمية البريطانية للطب الفيزيائي والطب الرياضي، وعضو الاتحاد العربي للثقافة البدنية.