عمل مجموعة من الشباب على إعادة إحياء التراث السوري القديم؛ عن طريق مبادرة بعنوان: "ستّي وجدّي"، وكانت النواة الأساسية لانطلاق نادي يُعنى بالتراث والعادات والتقاليد القديمة، ويُعرف الأجيال الشابة بها من أجل استمراريتها وعدم اندثارها.

وفي لقاء مع مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 3 آيار 2019، تحدثت "روز شبيب" منسقة المبادرة عن الفكرة وبداية العمل عليها: «انطلقت المبادرة من فريق نوادي "أفلاتين" لليافعين في مبادرة "ضيعتنا" الذين أرادوا معرفة المزيد عن التراث السوري القديم الذي يوشك على الاندثار في ظل التطور الذي نشهده، فكانت فكرة مبادرة "ستّي وجدّي" لكون الأجداد هم الأعلم بالماضي وعاداته وطقوسه، وبدأ اليافعون البحث عن كل ما يخص التراث السوري القديم، وجمع المعلومات التي استطاعوا الوصول إليها عن طريق الاستعانة بكبار السنّ، والمراجع التي تهتم بالتراث السوري القديم، وذلك للتعريف بالتراث المادي واللا مادي الذي يعدّ مجهولاً بالنسبة للكثيرين من الشباب. وكان الهدف الأساسي للمبادرة لقاء الشباب مع الباحثين والدارسين للتراث القديم، لجمع أكبر قدر من المعلومات وحفظها، فكانت زيارة إلى متحف "برهان حيدر" الذي يحتوي كل ما يتعلق بالتراث السوري من أزياء شعبية وأدوات تراثية قديمة، والألعاب التي كان يلعب بها الأجداد في أوقات الاستراحة والسهرات، وغيرها من أهم المراحل في مسيرة المبادرة، حيث لامس الشباب عن قرب كل ما يتعلق بتراثنا».

بدأ التخطيط عن طريق جلسات واجتماعات متعددة؛ طُرحت فيها العديد من الأفكار التي تساعدنا على أن نعيش ضمن الأجواء التراثية القديمة، وكانت فكرة العرس الشعبي إحدى هذه الأفكار التي قمنا بتنفيذها؛ لذا عملنا على جمع كل ما يتعلق بمعلومات تخص الأعراس الشعبية القديمة، وقمنا بتوزيع الأدوار على أعضاء الفريق، ونفذنا العرس الشعبي بتقاليده كلها، من طقوس الحناء والأغاني وتقديم الطعام، وهدفنا من هذه الأنشطة والجلسات الحوارية إحياء التراث الشعبي القديم وإظهار أهميته، وافتتاح نادٍ تراثي يهتم بالفلكلور وإحياء التراث، وما نقوم به هو اللبنة الأولى لإطلاق النادي

وتابعت "روز" الحديث عن الأفكار التي قام اليافعون بتنفيذها، ومنها عرس يحاكي الأعراس الشعبية القديمة: «عمل الشباب على التذكير بالأعراس الشعبية فقاموا بالبحث وجمع المعلومات عن عادات وتقاليد الأعراس الشعبية القديمة، وعملوا على إعادة تمثيلها بدءاً من طقوس الحنّاء، وانتهاء بحفل العرس الذي يتضمن الرقص والدبكة وغناء الأغاني الشعبية المترافقة مع الطبل؛ الآلة الشعبية المرافقة للأعراس، إضافة إلى (المهاهايات)؛ وهي الجمل التي يرددها أهالي العروس أو العريس، التي تتغنى بمحاسن كل منهما، والأمنيات بالسعادة والفرح للعروسين، حيث تتنافس الصبايا والنسوة فيما بينهن بترديد ما يحفظنه لتختم كل (مهاهاية) بزغرودة تصدح في أرجاء المكان. وتخلل العرس تقديم الأكلات الشعبية التراثية التي تقدم عادةً في الأعراس قديماً؛ كـ"البرغل بحمّص"، ولاقت فكرة العرس استحسان الكثيرين من الأفراد الذين كانوا موجودين في المكان الذي نفذنا فيه الطقوس، خاصة كبار السنّ الذين أعادوا استذكار العادات والتقاليد القديمة والحديث عنها باستفاضة؛ الأمر الذي أغنى معرفتنا وزاد من مخزوننا المعرفي الذي نعمل على حفظه ونشره بين الناس».

روز شبيب

فيما تحدث "زيد العبدة" أحد اليافعين المشاركين بالمبادرة عن التخطيط للأنشطة وتنفيذها قائلاً: «بدأ التخطيط عن طريق جلسات واجتماعات متعددة؛ طُرحت فيها العديد من الأفكار التي تساعدنا على أن نعيش ضمن الأجواء التراثية القديمة، وكانت فكرة العرس الشعبي إحدى هذه الأفكار التي قمنا بتنفيذها؛ لذا عملنا على جمع كل ما يتعلق بمعلومات تخص الأعراس الشعبية القديمة، وقمنا بتوزيع الأدوار على أعضاء الفريق، ونفذنا العرس الشعبي بتقاليده كلها، من طقوس الحناء والأغاني وتقديم الطعام، وهدفنا من هذه الأنشطة والجلسات الحوارية إحياء التراث الشعبي القديم وإظهار أهميته، وافتتاح نادٍ تراثي يهتم بالفلكلور وإحياء التراث، وما نقوم به هو اللبنة الأولى لإطلاق النادي».

زيارة المتحف
زيد العبدة