مواكبته المستمرة والحثيثة في الطب جعلته الطبيب المحبب جداً والقدوة بين طلابه، ليلقّب اليوم بالباحث الذي لا يتوقف، ويكون منارة يقتدي بها طلاب الطب البشري.

مدونة وطن "eSyria" التقت الدكتور "زهير الشهابي" بتاريخ 8 شباط 2019، ليحدثنا عن بداية حياته قائلاً: «تخرّجت في كلية الطب بجامعة "دمشق" عام 1984، أنهيت بعدها خدمة العلم ثم أوفدت لمصلحة جامعة "تشرين" كلية الطب إلى "الاتحاد السوفييتي" للحصول على درجة الماجستير والدكتوراه في اختصاص علم الأمراض (الباثولوجيا). جزء من رسالتي للدكتوراه تمَّ إنجازه بالتعاون مع الأكاديمية الطبية العسكرية في "سانت بطرس بورغ"،عدتُ من الإيفاد عام 1992، شغلت منصب رئيس قسم الباثولوجيا ثلاث مرات، والنائب العلمي لكلية الطب مرتين آخرها عام 2017».

إنسان حقيقي ورجل علم، إضافة إلى أنه أستاذ محبوب جداً من جميع طلابه وكل زملائه، وذو مصداقية عالية بما يتعلق بالنواحي العلمية والاجتماعية والإنسانية

وعن الأبحاث والمؤتمرات التي قام بها، تابع حديثه قائلاً: «لا أعرف من لقبني بالباحث الذي لا يتوقف؛ فلو نظرتِ إلى حسابي على موقع مثل "Google.scholar" و"Frontiers"، ستجدين أن أبحاثي المنشورة عالمياً بالكاد تتجاوز عدد أصابع اليدين، أما المنشورة محلياً وإقليمياً، فهي أكثر من ذلك، وهذا برأيي يعود إلى أن جامعاتنا موجهة أكثر لمهمة التدريس، بمعنى آخر ليست "Research oriented"، حالياً أنا مهتم بأبحاث السرطان الباثولوجيا الجزيئية، واللمفومات، وأورام الدماغ أكثر من غيرها.

مع طلابه

منذ عودتي من الإيفاد لم أتوقف عن السفر لحضور المؤتمرات العالمية، كان يجب الاطلاع على آخر ما توصل إليه العلم في اختصاص الباثولوجيا، ومهما كانت التكلفة المادية للسفر والإقامة، لقد زرت حتى الآن ثلاثة وثلاثين بلداً كلها للمشاركة في مؤتمرات علمية، في عام 2000-2001 حصلت على منحة "فولبرايت" للبحث العلمي في جامعة "كاليفورنيا"، وكانت تجربة غنية جداً يجب أن نستفيد منها في جامعاتنا، كما أجريت دورات تدريبية طويلة في "ألمانيا" في معهد "EUFETS" وفي "فرانكفورت" و"فرنسا" معهد "IARC" في "ليون" وغيرها. وأحكّم العديد من المجلات الطبية العالمية، وعملت خبيراً لدى المفوضية الأوروبية في "بروكسل" ما بين 2004-2006 ضمن برنامج "تيمبوس" لتطوير مناهج وبرامج التعليم العالي JointEuropean Projecs) JEP)».

وبصفته رئيس قسم التشريح المرضي في جامعة "تشرين" أضاف الدكتور "زهير" قائلاً: «كرئيس قسم الباثولوجيا (علم الأمراض) علاقتي مع طلاب الطب مميزة، وأقول دائماً إنهم الكنز الحقيقي لكلية الطب، أفتخر بهم وأتحدى بهم العالم، أقدم لهم خبرتي، وأشركهم في نشر حالات طبية من مستشفى "تشرين" الجامعي في مجلات عالمية، وأجرينا بالتعاون مع عمادة كلية الطب وكلية التمريض دورات تدريبية متعددة، منها: دورة مصطلحات طبية، دورة كيف تختار اختصاصك الطبي، ورشة عمل حول أسس البحث العلمي، أخلاقيات البحث العلمي، كيف تنجح في الكليات الطبية، مهارات التواصل، المهارات السريرية، الإسعافات الأولية، المهارات خارج المنهاج».

في المخبر

وأضاف الدكتور "زهير" عن النصائح التي يقدمها لطلاب الطب قائلاً: «أنصح طلاب الطب بالتركيز على اللغة الإنكليزية ومهارات الحاسوب والإنترنت، وأن يشاركوا في النشاطات المجتمعية والثقافية والرياضية وفرق البحث العلمي، ليكونوا أفراداً فاعلين في نهضة مجتمعهم وتطوير بلدهم حتى يكون لنا مكاناً تحت الشمس، وتغيير الفكرة القائمة أن كلية الطب هي دراسة وحفظ وبصم وانعزال عن العالم.

فالطبيب الناجح قبل كل شيء هو الطبيب الإنسان، وأقتبس هنا من مرجع "هاريسون" في الطب الباطني: (الطبيب الناجح هو الذي لديه سعة الاهتمام الشكسبيري بجميع أنماط البشر)، بمعنى آخر هو الذي يمتلك الذكاء الانفعالي ومهارات التواصل مع المريض، هناك دراسات لجامعات عالمية بيّنت أن الطلاب الأوائل في كليات الطب ليسوا بالضرورة أطباء ناجحين، وبالعكس فقد نجح الكثيرون من الطلاب غير المتفوقين في حياتهم المهنية، لامتلاكهم الصفات المذكورة سابقاً، الطبيب الناجح هو الطبيب المتابع لآخر التطورات في مجال اختصاصه، كل يوم هناك "تسونامي" مع المراجع والمعلومات الحديثة تصدر، ومن يتوقف عن متابعة الدراسة سيفوته القطار، لذلك على الطبيب الناجح والمبدع أن يرفع شعار (التعلم مدى الحياة) إذا أراد أن يكون له مكان في المستقبل».

أثناء إلقاء محاضرة

الدكتور "علي ابراهيم" حدثنا عن معرفته بالدكتور "زهير" قائلاً: «إنسان حقيقي ورجل علم، إضافة إلى أنه أستاذ محبوب جداً من جميع طلابه وكل زملائه، وذو مصداقية عالية بما يتعلق بالنواحي العلمية والاجتماعية والإنسانية».

الدكتور "أكثم قنجراوي" حدثنا عنه قائلاً: «الدكتور "زهير الشهابي" قامة متميزة من القامات العلمية في الكلية، باحث متميز، وله أنشطة علمية عديدة، منها الأبحاث المنشورة داخل القطر وخارجه، إضافة إلى المشاركات في كل مؤتمرات الكلية والمستشفى والروابط العلمية الطبية والمؤتمرات العالمية. يهتم بجودة التعليم وتطوير المناهج التدريبية في الكلية، وكان دائماً صاحب الأفكار المبتكرة والبناءة في تطوير التعليم الطبي وضمان الجودة الاعتمادية.

كما عرف عنه علاقته الممتازة مع زملائه في القسم والكلية، إضافة إلى أن طلاب الطب والماجستير يعدّونه قدوة لهم».

يذكر، أن الدكتور "زهير الشهابي" من مواليد "دمشق"، عام 1959، مقيم في "اللاذقية".