عملَ "ميلاد نصرة" على تفكيك عدسات الكاميرات القديمة وإعادة ترتيب بلوراتها لتشكّل عدسةً جديدةً تعطي دقةَ تصويرٍكبيرة، ليقدمَ صورةً بدقةٍ عالية توضحُ أدّق التفاصيل، فكان اختصاص تصوير الماكرو شغفه الذي أتقنه وعمل على تطويره للوصول إلى دقة تصوير أكبر من التي حققها.

وفي لقاء مع مدونةِ وطن "eSyria" بتاريخ 1 تموز 2019 تحدث "ميلاد نصرة" عن بداياته وأهمية التصوير بالنسبة له: «امتلكَ والدي كاميرا قديمة نوع "Zenit" من صنع "الاتحاد السوفيتي" وكان شكلها الغريب يدفعني إلى اكتشافها والعمل عليها لمعرفة مكامنها، فكانت كاميرا احترافية أيام الثمانينيات، واستهوتني فكرةُ إيقاف الزمن وحفظ لقطاتٍ ولحظاتٍ ليتمّ تذكرها في المستقبل، والاطلاع على الماضي والتعرف إليه من خلال صور قديمة التقطها أجدادي، تلك الأمور جعلتني أحبّ التصويرَ وأسعى لتعلمه، إضافة إلى فضولي تجاه معرفة الكاميرات واكتشاف خباياها».

بدأت بافتتاح استديو صغير لأنتقلَ بعدها إلى إعطاء دورات تصوير تخصصية في "دمشق" أقوم بإعدادها شخصياً عن طريق مركز "الوليد" لتجارة معدات التصوير، إضافةً لتقديم العديد من دورات التصوير التخصصية لعدّة جمعيات خيرية في محافظة "اللاذقية" إلى جانب عملي في التصوير

يتابع "ميلاد" الحديث عن اللقطات التي عمل على تصويرها: «هناك العديد من محاور التصوير ولكني أحبّ الاختصاص لذا بدأت بتصوير الأشخاص والأطفال إضافةً للطبيعة، هذا النوع من التصوير يعدّ المحور الأسهل في بداية الطريق إلى أن تمكنتُ من إتقان التصوير وإعدادات الكاميرا، ولأنّ الأصعب هو الذي يميّزك عن الآخرين انتقلت إلى تصوير الماكرو هذا النوع من الاختصاص يظهر أدّق تفاصيل الأشياء، حيث توجد الكثير من التفاصيل الجميلة في الصورة الكبيرة القبيحة من منطلق أنّك تجدُ الجمال وسطَ القبح، وعملت حتى امتلكتُ أرشيفاً كبيراً من صور الماكرو بدقات مختلفة وكبيرة وما يزال أرشيفي بازدياد، فالتقطت صوراً لأجسام ِالحشراتِ وللعفنِ الموجود على الفاكهة والخضروات وغيرها من الأمور الدقيقة».

رأس وعين فراشة خضراء

أما عن صناعته لعدسات تصوير الماكرو يقول "ميلاد": «ساعدني فهمي لتركيب عدسات الكاميرات والمعلومات التي أخذتها عن الضوء الهندسي خلال دراستي للفيزياء إضافة لاطلاعي على العديد من الكتب المتخصصة القديمة والحديثة، والاستفادة من الإنترنت واليوتيوب على تفكيك عدسات كاميرات قديمة اشتريتها بأسعار رخيصة وإعادة ترتيب بلوراتها بطريقة هندسية تتوافق والأبعاد التي أريدها بطريقة مشابهة لتصنيع العدسات النظامية داخل أنابيب عدسات قديمة لأحصل على عدسة تعطي نسبة تكبير محددة وذلك عن طريق استخدام معادلات هندسية وفيزيائية، حيث وصلت إلى نسبة تكبير 1_1، ولكن لم أتوقف عند هذا الحد بل عملت على تطوير عملي وتجريب العديد من الطرق لأحصل على نسب تكبير أكبر وفي كل مرة أصل إلى نسبة أكبر يزداد الشغف لدي للتجريب أكثر للحصول على زيادة نسبة التكبير ولأصنعَ عدساتٍ أكثر احترافية وأصلَ إلى "سوبر ماكرو" ونسبِ تكبيرٍ تصلُ إلى عشرة أضعاف ساعدتني على تصوير عيون الحشرات وأشياء دقيقة».

ويتحدث "ميلاد" عن أهم المحطات التي مرّ بها: «بدأت بافتتاح استديو صغير لأنتقلَ بعدها إلى إعطاء دورات تصوير تخصصية في "دمشق" أقوم بإعدادها شخصياً عن طريق مركز "الوليد" لتجارة معدات التصوير، إضافةً لتقديم العديد من دورات التصوير التخصصية لعدّة جمعيات خيرية في محافظة "اللاذقية" إلى جانب عملي في التصوير».

عفن البندورة

وعن عمله في التصوير والتدريب يقول "هادي شريبة" مصور فوتوغرافي: «ظهر "ميلاد" بقوة وبشكل مميز في مجال التصوير، ولم يكتفِ بالتخصص في تصوير الماكرو بل عمد إلى تصنيع عدسات كاميرته بيديه، الأمر الذي أضفى على صوره التميز عن غيرها فكان له أرشيفه الخاص بتصوير الماكرو، كما أثبت دوره في مجال التدريب وكان المرجع للعديد من الهواة والمحترفين في التصوير سواء من ناحية المعرفة أو المعدات أو صيانة المعدات، وتميز بأنه يضع مناهج التدريب التي يعطيها بنفسه بشقيها العملي والنظري».

يذكر أن "ميلاد نصرة" من مواليد "اللاذقية" عام 1988، خريج قسم الترجمة "لغة انكليزية" من جامعة "تشرين" وفيزياء عامة من جامعة "تشرين" من الأوائل الذين استخدموا تصوير المايكرو في "سورية".

المصور هادي شريبه