يتابع بعض جرحى الجيش العربي السوري رسائل الأرض والدفاع عنها، برسائل الموسيقا والغناء، وحناجرهم الصادحة بعد إصاباتهم الشديدة من خلال كورال "جرحى الجيش العربي السوري" الذي أسسته جمعية "المقعدين وأصدقائهم" في "اللاذقية" منذ ثلاثة أعوام.

مدونةُ وطن "eSyria" التقت بتاريخ 9 تموز 2019 مؤسسَ الكورال "فريال عقيلي" رئيسة جمعية "المقعدين وأصدقائهم"، فتحدثت عن فكرة الكورال قائلة: «دخلنا العام الثالث من عمر "كورال جرحى الجيش العربي السوري"، الذي تأسس عام 2016، وهو مؤلف من اثنين وأربعين جريحاً من مختلف المحافظات السورية، نبعت فكرة الكورال من مجلس إدارة الجمعية، والهدف لم يكن غنائياً فقط إنما هو أكبر من ذلك، فقد أردنا للشباب الذين زرعوا أجزاءً من أجسادهم في ثرى هذا الوطن ليورق ويزهر، أردنا أن تكون بصمتهم كبيرة على امتداد "سورية"، فإصابات الجرحى كبيرة ومختلفة ومنها فقد البصر، وضياع السمع، والشلل الرباعي، والسفلي، على الرغم من ذلك تخرج الأصوات من أعماق قلوبهم».

جئت منذ ثلاثة أعوام رفقة والدي حين كان يتدرّب في الكورال، وتطوعت معهم، ثم أصبحت جزءاً من الكورال، وأصبحت أغني معهم بمحبة وشغف، خاصةً أنّ والدي جريح، وأغني مع كورال كل أعضائه من جرحى الجيش العربي السوري

كورال "جرحى الجيش العربي السوري" رسالة من جرحاه للمجتمع، ولكل جريح في "سورية"، وهنا تتحدث "عقيلي" قائلة: «الكورال رسالة أردنا أن تصل لكل جريح في "سورية" منعته الإصابة من متابعة دفاعه عن الوطن، ورسالتنا سنؤديها حسب اهتماماتنا والمكان الذي نستطيع أن نكون فعالين فيه، فنحن المجتمع الذي يحمي خاصرة الوطن بالأداء الجيد والإخلاص في العمل والحفاظ على ممتلكاته العامة، فالشباب على الرغم من أوجاعهم وشدة إصاباتهم يتغنون بالوطن بكل إيمان، وخاصة أنّ لهم نضال سابق على الجبهات، وكأم سوريّة ومعي فريقي نؤدي رسالة، فالإصابة لا تعني نهاية الحياة والجرحى أكبر نموذج للتضحية والصبر والفداء، وهم أبنائي أعاملهم بعاطفة الأم ولكن لدي صرامة في العمل لإنجاحه والإجادة فيه، ونعمل بروح الفريق الواحد».

فريال عقيلي

وعن أنشطة الكورال منذ تأسيسه تقول "عقيلي": «نقوم بحفل سنوي كثمرة لتدريب وعمل عام كامل، فقد كان ظهورنا الأول في مدينة "حمص" بافتتاح مهرجان الثقافة عام 2016، والحفل الثاني في "اللاذقية" بمناسبة عيد الجيش، والثالث هذا العام في المركز الثقافي بـ"اللاذقية" بمناسبة عيد الجلاء، تحت شعار "وطن الغار"، وهذا العام كان بعنوان "الجولان لنا"، حيث يأتي الحفلُ تحفيزاً للجرحى والمجتمع ليكون متضافراً ومتكاتفاً، ورفعاً للروح المعنوية في المجتمع لإتقان العمل، كما نستعد لحفل في دار "الأوبرا" بمناسبة عيد الجيش، والمشاركة في افتتاح معرض "دمشق" الدولي».

"نور أحمد إسماعيل" ابنة جريح من جرحى الجيش العربي السوري تتحدث عن وجودها في الكورال قائلة: «جئت منذ ثلاثة أعوام رفقة والدي حين كان يتدرّب في الكورال، وتطوعت معهم، ثم أصبحت جزءاً من الكورال، وأصبحت أغني معهم بمحبة وشغف، خاصةً أنّ والدي جريح، وأغني مع كورال كل أعضائه من جرحى الجيش العربي السوري».

وئام إبراهيم

الجريح "وئام إبراهيم" أحد أعضاء كورال "جرحى الجيش العربي السوري" يتحدث عن الكورال ورسالته قائلاً: «أحضر من "صافيتا" للمشاركة بتدريبات الكورال، أصبت في عام 2014 إصابة كبيرة منعتني من متابعة مسيرة الدفاع عن الوطن، فقمت بالانتساب لكورال "جرحى الجيش العربي السوري" لأبرهن لنفسي وللجميع بأنّنا نستطيع أن نؤديَ الرسالة ليس بالسلاح والقلم فقط، بل بحناجرنا لنثبت أنّنا باقون على حبّ هذا الوطن، ودعم رفاقنا في الجبهات كافة، نعيش كعائلة واحدة، يدٍ واحدة، وجعٍ واحد، وصوتٍ واحد، فالإصابة لن تثنيني عن فعل الحياة والاستمرار والقدرة على الإنجاز».

الجريح "علي وفيق مخلوف" تحدث عن مؤسس الكورال الأمّ "فريال عقيلي" قائلاً: «أصبت عام 2014، وبعد مدة تعرّفت على الأمّ "فريال عقيلي" في إحدى المناسبات الخاصة بالجرحى، وطلبت مني أن أنضم للكورال، على الرغم من إصابتي الشديدة وعدم قدرتي على المشي والحركة، كنت أحبّ الحياة والفرح وانضمامي للكورال ولّد شعوراّ مختلفاً على الصعيد المعنوي، فقد أعطيت الكورال والغناء من روحي لأنه لا بدّ أن أنجز أي عمل أقوم به، والعلاقات التي كوّنتها من خلال الكورال خلقت عالماً خاصاً بي، والأمّ "فريال" بالنسبة لي عنوان من عناوين الإنسانية، وكانت سبيلاً للأمان والدعم المادي والمعنوي، فغايتي أن أكون إنساناً منتجاً على الرغم من كل شيء، ورسالتي لرفاقي أبطال الجيش العربي السوري التحلي بالإرادة والعزيمة وأن المواطن السوري مهما انكسر يبقى موجوداً ويبقى عمله خالداً».

تدريبات الكورال مع الموسيقي منار محرطم

أما الموسيقي "منار محرطم" مدرّب الكورال فتحدث قائلاً: «أدرّب الكورال منذ ستة أشهر وهي تجربة جديدة مع جرحى الجيش العربي السوري، نعمل في الكورال على تطوير ما هو موجود لدى الجرحى، وأعمل على نقاط القوة لديهم، تجمعهم المشاعر الطيبة والروح النقية والرسالة الإنسانية، كل ذلك نوظفه في الموسيقا لنصل إلى الاحتراف، كما أنّ إيمانهم برسالتهم والعمل الذي يقومون به يجعلهم يتقدمون بسرعة».