صمّمَ كلٌّ من "محمد عرج" و"ميخائيل موسى" و"أحمد الموات" طلاب هندسة في جامعة "تشرين" كرسياً متحركاً بهدف مساعدةِ ذوي الاحتياجات الخاصة، منطلقينَ في فكرتهم المبتكرة من تصميم روبوتٍ كخطوةٍ في سبيل إعادة إعمار "سورية"، لإعمار البشر قبلَ الحجر.

مدوّنةُ وطن "eSyria" بتاريخ 25 أيلول 2019 تواصلت مع الطلاب الذين صمموا "مستر روبوت" "Mr.robot"، للتعريف بالمشروع، حيث تحدث "محمد مصطفى عرج" طالب هندسة ميكاترونيك في جامعة "تشرين" قائلاً: «اسم المشروع "مستر روبوت"، وفكرته عبارة عن كرسي متحرك لمساعدة ذوي الاحتياجات الخاصة (مرضى الشلل الرباعي) من جرحى الجيش العربي السوري، فهو كرسي متحرك لمساعدة من هم بحاجة على مستوى الأطراف العلوية والسفلية معاً في التنقل وتجاوز العقبات.

وهناك آلية صعود الدرج بواسطة تقنية العجلات الثلاثية التي تعمل على نقل حركة المحركات إلى 12 دولاباً، وتقوم هذه العجلات بتسلق الدرج بطرق آمنة، فقد تمّت تجربة النموذج الأول في جامعة "تشرين"، واستطاع تسلق السلالم مع وزن قدره 140كغ، وتمّ توثيق ذلك، ونعمل حالياً على تطوير المشروع لمنحه شهادات الأمان العالمية، وقمنا بالتقدم لطلب براءة اختراع

يعمل المشروع بالبطاريات، ويتم التحكم به بواسطة الأوامر الصوتية وبعصا التحكم، وبواسطة جهاز الموبايل ليستطيعَ المستخدم المصاب بمرض الشلل على مستوى الأطراف السفلية فقط استدعاءَ الكرسي إلى السرير في حال كان بعيداً عنه، ويمكّنه طلب المساعدة في حال احتاج إليها، كما أنّه مزودٌ بحساسات حيوية لطلب المساعدة وإرسال نتائج الحساسات للطبيب المشرف على المصاب، حيث يستطيع المستخدم اختيار طريقة التحكم التي يفضّلها».

من معرض دمشق الدولي

ويضيف: «وهناك آلية صعود الدرج بواسطة تقنية العجلات الثلاثية التي تعمل على نقل حركة المحركات إلى 12 دولاباً، وتقوم هذه العجلات بتسلق الدرج بطرق آمنة، فقد تمّت تجربة النموذج الأول في جامعة "تشرين"، واستطاع تسلق السلالم مع وزن قدره 140كغ، وتمّ توثيق ذلك، ونعمل حالياً على تطوير المشروع لمنحه شهادات الأمان العالمية، وقمنا بالتقدم لطلب براءة اختراع».

وعن فكرة المشروع، والهدف من تصميمه، تحدث "ميخائيل موسى" طالب هندسة الطاقة الكهربائية في جامعة "تشرين" قائلاً: «بدأنا في التفكير بالمشروع ليكون خطوة في إعادة إعمار "سورية"، كان المنطلق من إعادة إعمار البشر قبل الحجر، فالحرب على وطننا سببت الكثير من الإصابات وضحايا الحرب من الجيش العربي السوري الذي ضحى بالغالي والنفيس لحماية الوطن والأبرياء الذين يعانون من ويلات الحرب مادياً وجسدياً، وهدفنا جعل ذوي الاحتياجات الخاصة أعضاء أكثر فعالية في المجتمع، وإعادة الأمل لهم، الفكرة بدأت في عام 2017 وعرضناها على "الجمعية العلمية السورية المعلوماتية" التي قامت بالموافقة على احتضان الفكرة لتتبلور أكثر وتتحول لنموذج حقيقي».

مع فريق الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية

شارك الطلبة بمعارض عدة، تحدث عنها "أحمد الموات" طالب هندسة الطاقة الكهربائية في جامعة "تشرين" قائلاً: «شاركنا بمعرض "الباسل للإبداع والاختراع" لهذا العام 2019، وحاز المشروع على الميدالية الفضية في المعرض، وقام محافظ مدينة "اللاذقية" بتكريمنا ومنحنا شهادات تقدير للنتيجة التي قمنا بالحصول عليها بعد اطلاعه على تفاصيل المشروع، وشاركنا بمعرض المشاريع الهندسية لكلية الهندسة الميكانيكية والكهربائية في جامعة "تشرين" لعام 2019، كما شاركنا في مسابقة "Arc3" في مسابقة على مستوى "سورية" و"لبنان" بمشروع أطراف صناعية وحاز المشروع على المركز الثاني عام 2017».

وعن الصعوبات التي واجهتهم، أضاف "الموات" قائلاً: «واجهنا صعوبة في تأمين القطع التي نحتاجها بسبب الحصار المفروض على "سورية"، وتجاوزنا ذلك بابتكار طرق أخرى بواسطة المواد المتوفرة، كما أن التضخم الاقتصادي وقف حاجزاً في طريق شراء المستلزمات كون جميع أعضاء الفريق طلاب جامعة وليس لديهم مردود مادي يكفي مصاريف الدراسة الجامعية والمشاريع الهندسية، فقد قامت الجمعية "العلمية السورية للمعلوماتية" بدعم المشروع مادياً بمبلغ 250 ألف ليرة سورية، وقامت بمنحنا مكتباً للعمل فيه، وتوفير أغلب التجهيزات التي نحتاجها، وتوفير استشاريين من ذوي الخبرة في مجالات البرمجة والميكانيك».

المهندسة "مريم فيوض" رئيسة فرع الجمعية "العلمية السورية للمعلوماتية" في "اللاذقية" تحدثت عن دور الجمعية ودعمها للمشروع والطلاب قائلة: «في إطار سعي حاضنة تقانة المعلومات والاتصالات في الجمعية "العلمية السورية للمعلوماتية" إلى رفد المجتمع بمشاريع تهدف إلى تطوير وتحسين المجتمع ودعم الاقتصاد الوطني عبر مجموعة من المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، تستمر هذه الحاضنة بدعم الشباب ممن لديهم أفكار مبدعة ومؤهلات علمية متميزة في مجال المعلوماتية والاتصالات عن طريق تقديم استشارات وتدريبات وتوفير البيئة العلمية والتقنية وتزويدهم بالمهارات والمعارف الأساسية بهدف تحويل تلك المشاريع من فكرة إلى شركة ناشئة قابلة للحياة، فقد نال الطلبة الميدالية الفضية في معرض "الباسل للإبداع والاختراع" عن مشروعهم "مستر روبوت"؛ الكرسي المتحرك الكهربائي المحتضن لدى حاضنة تقانة المعلومات والاتصالات».

يُذكر أنّ "محمد مصطفى عرج" من مواليد عام 1997، يدرس هندسة الميكاترونيك، و"ميخائيل عابد موسى" من مواليد عام 1999، و"أحمد حسام الموات" من مواليد عام 1996 ويدرسان هندسة الطاقة الكهربائية، وجميعهم من "اللاذقية" وطلبة جامعة "تشرين".