أحبت الحداثة والتطور فوجدت نفسها ضمن حروف وكلمات الشعر الحر البعيد عن البحور الشعرية، فكتبت عن الوطن والانتماء والطفولة وقسوة الحرب، وحصدت جوائز عدة.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 25 تشرين الأول 2019، الشاعرة د. "نوال حمود" لتحدثنا عن مسيرتها الأدبية: «نشأت وترعرعت في مدينة الياسمين ففيها أبصرت عيناي النور وعشت فيها معظم طفولتي بحكم عمل والدي، لا أذكر على وجه الدقة متى بدأت بالكتابة؛ لكنني منذ نعومة أظفاري كنت مغرمة بالقراءة، حيث كنت أقرأ كل كتاب يقع تحت يدي، فقد كان للقراءة دوراً كبير في تعلقي بالأدب، فقد كنت أقضي معظم وقتي بالمطالعات المتنوعة، ففي المرحلة الإعدادية بدأت مشاركاتي الأولى في مجلة الحائط المدرسية وكنت أكتب بمجالات عدة وبموضوعات متنوعة، وكنت أشارك بجميع الاحتفالات المدرسية، وكان لوالدي الفضل الأكبر في تنمية موهبتي وخصوصاً أن بيتنا كان أشبه بمنتدى وملتقى لسهرات تدور حول الثقافة والأدب والسياسة، كما أن زوجي محباً للعلم والأدب والقراءة بشكل عام وقد ساعدني في متابعة تحصيلي العلمي وكان رفيق الدرب في كل خطوة خطوتها بمسيرتي الأدبية».

ساهمت المنتديات والملتقيات الأدبية بالتعريف ببعض الشعراء ونتاجاتهم الأدبية، لكنها لم تقدم الكثير أو الهدف المرجو منها إلا أن لها دوراً إيجابياً في الثقافة بشكل عام، أما مواقع التواصل فقد قدمت وتقدم الكثير للأديب، فهي ذخر من الفوائد لمن يجيد التعامل معها، وهي تواصل مباشر بين الأديب أو الباحث أو الشاعر والمتلقي بشكل عام، بالإضافة إلى أنها ساهمت بشكل كبير في نشر الأعمال عالمياً ومحلياً

وعن كتاباتها الأدبية قالت: «تنوعت كتاباتي ما بين الأدب وعلوم اللغة والمقالات المتنوعة التي نشرت محلياً وفي الوطن العربي، وكانت أول مطبوعاتي "فن القصة في القرآن الكريم" عام 1996؛ لكنني وجدت نفسي في الشعر؛ وأقربه لنفسي الشعر الحر لقربه من الحداثة والتطور وبعيداً عن البحور الشعرية الأقدر على الإلمام بجميع جوانب الموضوع الذي نتحدث عنه، فالشعر بالنسبة لي هو فن أدبي صيغ من كلمات ترصف رصف المرجان مؤثرة في الشاعر نفسه ثم المتلقي، يزخر بالصور الجميلة والمعبرة عن الموضوع تنساب في معزوفة من الموسيقى الجميلة، وبحكم قراءتي للآداب العالمية تطورت مهاراتي الكتابية، كما تأثرت كثيراً بشعر "نازك الملائكة" و"بدر شاكر السياب" و"صلاح عبد الصبور"، وكان لشعر "نزار قباني " الأثر الكبير بكتاباتي، وكان لدراستي للغة العربية الدور الكبير لصقل مفرداتي وكلماتي الشعرية وإثراء مخزون مفرداتي والتوظيف الجيد للكلمة، كما أنها أضافت إلى كتاباتي الكثير من الصور الشعرية المكثفة بمعانيها وتعابيرها الغنية، وخصوصاً أن لغتنا العربية بحر يجب على كل كاتب وشاعر أن يستزيد من بحورها ومعاجمها وقواميسها، ومن خلال كتاباتي تناولت كل الموضوعات الشعرية فكتبت عن الوطن والأرض والانتماء والإنسان المتشرد والطفولة والحب وعن قسوة الحرب وعن المرأة السورية وما قدمته من تضحيات».

من دواوينها "عشتار سورية"

وهذه بعض الكلمات التي أهدتنا إياها: لبيك يا كل الفؤاد، لبيك أمي عاشقة الوداد سوريا موئل الأبطال، وموطن الأسود واللبوات فداك روحي والأولاد، ودمي لك مداد أدافع عنك بيدي والسيف مني على الكتف وإطلاق الزناد أنت الفاتنة الحبيبة لمثلك الدم يراق والروح توهب أنت سوريتي قلبي أعطيك وخفق الفؤاد.. وعن الملتقيات الأدبية ومواقع التواصل الاجتماعي قالت: «ساهمت المنتديات والملتقيات الأدبية بالتعريف ببعض الشعراء ونتاجاتهم الأدبية، لكنها لم تقدم الكثير أو الهدف المرجو منها إلا أن لها دوراً إيجابياً في الثقافة بشكل عام، أما مواقع التواصل فقد قدمت وتقدم الكثير للأديب، فهي ذخر من الفوائد لمن يجيد التعامل معها، وهي تواصل مباشر بين الأديب أو الباحث أو الشاعر والمتلقي بشكل عام، بالإضافة إلى أنها ساهمت بشكل كبير في نشر الأعمال عالمياً ومحلياً».

الشاعرة والناقدة "قطيف فارس" قالت عنها: «الدكتورة "نوال حمود" شاعرة ذات لون مميز جمعت بين حروفها قطوفاً من الرومانسية والحب والرقة والحلم مغلفة بحب كبير هو حب الوطن، فقد استطاعت عبر قصائدها أن تعمق الفكر والعقل مع العاطفة والإحساس بحب هو الأرقى كحب الوطن وحب الوجود؛ لأن انتماءها لـ "سورية" هو انتماء الوجود والحياة، لم تغفل عن التعبير عن المرأة ومشاعرها وأحلامها بمقدرة رائعة نثرتها بحروفها وكلماتها الشعرية، فهي شاعرة جميلة أتقنت الفكرة وأعطت الجمال من خلال دراسة عميقة للحياة و للحب و للإنسان و للوطن، تتميز كتاباتها بوضوح نصوصها وبقدرتها على التكتيك اللغوي وتمكنها من خلال استخدامها للمفردات الجميلة البعيدة عن الترهل والممتلئة ابتكاراً وغنى بالمعاني، فقد امتلكت موهبة تفردت بها من خلال تقديمها نصوصاً تتزين بالفكرة وبالصورة والتكثيف للمعاني، كما استخدمت د." نوال" النصوص الشعرية بذخيرة كبيرة من الأدوات التي شكلت المنظومة العامة للقصيدة عندها، فقد وظفت شعرها في التعبير عن قضايا عصرها بوعي واقعي لا يخلو من سمات إبداعية تضافرت فيها قوة الإحساس وقوة العقل، بالإضافة إلى خيالها الشعري الخصب في لغة شعرية حديثة، بالإضافة إلى التزامها بقضايا وطنها فهي تحاور الواقع وتثبت ذاتها الفردية من خلال دورها كعنصر إنساني ونسائي في هذا الوطن المليء بالتحديات، عاشت الحب للوطن منهجاً وسلوكاً وإحساساً بالشعر وعطاء بالعمل، فهي شاعرة مميزة في عالم الشعر النسائي الحديث في وطننا».

من جوائزها

يذكر أن د. نوال حمود" مواليد "اللاذقية" تحمل شهادة دكتوراه في علوم اللغة العربية، صدرت لها العديد من المؤلفات منها: "المصباح في شرح المفتاح" و "فن القصة في القرآن الكريم"، "المجاز في القرآن الكريم" و "أعمى وبصير"، ديوانان "عشتار سورية"، وامرأة فاتنة"، وشاركت بالعديد من الندوات والملتقيات والمهرجانات الأدبية، وهي منسقة وعضوية ومشاركة في مؤتمر ندوة اللغات في عصر العولمة بـ "أبها"، وهي مديرة سابقة للتخطيط والإحصاء والسجلات الطبية في الهلال الأحمر. وحصدت العديد من الجوائز.