رغم صغر سنه نجح المدرّبُ "رامي فضلية" بتحقيق إنجازاتٍ مع نادي "التضامن" بكرة السلة، ليثبت أنّ النجاح لا يرتبط بسن معين، حيث تفوّق على أقرانه المدربين، وأكد حضوره القوي في الملاعب.

مدوّنةُ وطن "eSyria" التقت "رامي أحمد فضلية" بتاريخ 10 آذار 2020 حيث قال: «بدأت الرياضة بممارسة لعبة كرة الطاولة في المدرسة، ولعبت الصدفة دوراً مهماً في حياتي الرياضية، حيث كنت كأيّ طفلٍ أعشق كرة القدم اللعبة الشعبية الأولى عالمياً، وقررت الذهاب إلى نادي "حطين" لأنتسب إلى فرق القواعد، وشاءت الصدف أن يغيب الكابتن "عبدو حسينو" المسؤول حينها عن كرة القدم لساعات، ما دفعني لتغيير وجهتي الرياضية إلى لعبة كرة السلة عن طريق المدرب "عدنان حبوش"».

النجاح الرياضي عبارة عن سلسلة متكاملة تبدأ من الإدارة إلى المدرب ثم إلى اللاعبين، وغياب أي عنصر من هذه العناصر الثلاثة سيؤثر في العمل والنجاح

وتابع: «بدأت ممارسة كرة السلة عام 1993 في مدرسة "ابن سينا"، ثم نادي "حطين"، واكتسبت الخبرة شيئاً فشيئاً وشاركت خلال سنوات بمعظم الفئات العمرية لأصل إلى فريق الرجال، ولعبت له عدة مواسم قبل الاعتزال عام 2010».

المدرب رامي فضلية مع ناشئات التضامن بطلات الدوري والكأس

وأضاف: «بعد اعتزالي كلاعب لم أستطع الابتعاد عن صالات كرة السلة، وقررت الاتجاه للجانب الفني واتباع دورات تدريبية، فكان ذلك بين عامي 2011 و2015، أما شهادات التدريب فكانت من مدربين لهم سجل متميز هما "هيثم جميل"، و"سامي إمام"، إضافة لدورات محلية.

بدايتي مع التدريب كانت في نادي "التضامن" عام 2011، حيث وضعت برنامجاً زمنياً طويل الأمد لنحصد ثمار عملنا، وتم التركيز على الفئات العمرية الصغيرة بتعليمهم أسس اللعبة وقوانينها وإكسابهم الخبرة، ونجحنا عام 2016 بتحقيق المركز الرابع على مستوى القطر، ويعدُّ ذلك إنجازاً غير مسبوق للنادي، ولم يتوقف طموحنا هنا لأننا وضعنا القمة نصب أعيننا رغم المصاعب وقلة الإمكانية المادية للنادي مقارنة بأندية منافسة، فواصلنا مهمتنا بثقة بقدرات لاعباتنا، وحققنا المركز الثالث على مستوى الدوري عام 2016، وبدأت خبرات اللعبة تشيد بفريقنا وتطوره رغم صغر أعمار اللاعبات، وفي عام 2018 حقننا المركز الثاني في بطولة الكأس، وبعد عام واحد وبالتحديد عام 2019 حققنا ثنائية الدوري والكاس، وتوجنا باللقبين في إنجاز يحسب لمحافظة "اللاذقية" قبل "التضامن".

رامي فضلية مع رجال فريق حطين

بعدها اتصلت بي إدارة نادي "حطين" لاستلامي تدريب فريق الرجال الذي غاب عن منافسات اللعبة لسنوات طوال وهبط إلى الدرجة الثانية، وعليه فإننا سنعمل بطموح عودة الفريق للدرجة الأولى، وكانت المهمة صعبة جداً لعدم وجود لاعبين باستثناء عدد من الشباب والناشئين، وقمت بالتواصل مع بعض اللاعبين السابقين ممن ابتعدوا وأقنعتهم بالعودة، ووفقت معهم بتأمين حالة من الانسجام فيما بين هذه التوليفة من أعمار مختلفة، وبدأنا نحقق الانتصارات المتتالية لنتأهل إلى الدور النهائي للدرجة الثانية، ويبقى هدفنا هو التأهل للدرجة الأولى».

وحول أسباب النجاح في العمل التدريبي قال: «النجاح الرياضي عبارة عن سلسلة متكاملة تبدأ من الإدارة إلى المدرب ثم إلى اللاعبين، وغياب أي عنصر من هذه العناصر الثلاثة سيؤثر في العمل والنجاح».

المدرب رامي فضلية ومساعدته نور قردوح

"نور قردوح" مدربة ناشئات وسيدات فريق "التضامن" التي عملت لسنوات كمساعدة للمدرب "رامي فضلية"، قالت: «الكابتن "رامي" أحدث نقلة نوعية بكرة السلة بنادي "التضامن"، وكان يمتاز بالإصرار ويعشق التحدي، وكان يدرب ستة فرق بالنادي بالوقت نفسه وهذا لم يسبق أن حدث.

نجح بسنوات قليلة في أن يصل إلى مبتغاه وهدفه بعد أن وضع خطة علمية مدروسة، وقدم فريقاً نافس وتوج بالألقاب في ظل ظروف صعبة جداً وإمكانيات لا ترتقي إلى إمكانيات الفرق المنافسة لنا، يمتلك القوة والثقة بالنفس، ووضع هدفاً وعمل على تحقيقه بالوقت الذي حدده، وبالنسبة لي قدم الكثير فنياً واكتسبت منه خبرة تدريبية حققت من خلالها مع ناشئات النادي إنجازاً جديداً تمثل بالمحافظة على لقبنا كبطل للدوري والكأس، وعدم خسارتنا أي مباراة».

"علي محمد الأيوبي" لاعب فريق "حطين" قال: «ابتعدت عن ملاعب كرة السلة لسنوات كما الكثير من أبناء النادي، فاتصل بنا المدرب "رامي" وأخبرنا بتوليه مهمة التدريب، وطلب عودتنا للرياضة، ورغم أن الفريق يضم لاعبين من أعمار مختلفة نجح بخلق توليفة متميزة، وحقق انسجاماً رائعاً بين اللاعبين المخضرمين والشباب والناشئين.

فريقنا اليوم من الفرق المرشحة للتأهل إلى الدرجة الأولى والوجود بين الكبار، وهذا نتيجة إصرار المدرب والتزامه بعمله وتفانيه لتحقيق هدفه، زرع فينا الثقة بالنفس ودعمنا وشجعنا ورفع معنوياتنا واليوم نحصد ثمار تعبه بتحقيق الانتصارات المتتالية».

يذكر أنّ "رامي أحمد فضلية" من مواليد 1983 مدينة "اللاذقية"، يحمل إجازة من جامعة "تشرين" كلية التجارة والاقتصاد، متزوج ولديه طفل واحد.