يعدُّ الجهاز الذي قام باختراعه نقلةً نوعيةً كبيرةً في معالجة الحالات المستعصية للعقم عند النساء، ما جعله من أبرز الأطباء والمخترعين في "سورية".

مدوّنةُ وطن "eSyria" تواصلت مع الدكتور "يوسف زيتون" بتاريخ 27 نيسان 2020، ليحدثنا عن اختراعه، حيث قال: «خلال عملي الطويل في الطب النسائي لاحظت أن معظم حالات العقم كانت ناتجة عن انسداد الأنابيب والتشوهات الرحمية والالتصاقات الرحمية، وكان العلاج سابقاً يتم بالجراحة التنظيرية حيث يتم فتح الأنابيب عن طريق البطن وتتم مشاهدة البوقين من الخارج وليس من الداخل، وبعدها يتم فتح الأنابيب وعلاج الالتصاقات عن طريق سلك معدني أو بما يعرف بالقثطرة، وكانت المعالجة تحتاج للكثير من الدقة من الطبيب المعالج ويمكن أن تسبب ندبةً أو أذيةً لأهداب البوقين، ونظراً لانتشار هذه الحالات بشكل كبير جاءت رغبتي بالعمل على صناعة جهاز متطور يلغي الحاجة للجراحة ويقصّر فترة العلاج ويمكّن المريضة من الحمل في فترة قصيرة حسب كل حالة».

هناك حالات خاصة لا يتم فيها الحمل رغم نجاح عملية فتح الأنابيب باستخدام الجهاز، خصوصاً إذا كان سبب انسداد الأنابيب سل بوقي فهو يسبب التكلس، فحتى لو تم فتح الأنابيب فإن الأهداب التي في البوقين تموت والنتائج تكون ضعيفة

أما حول بداية فكرة الجهاز فقال: «لفت نظري في البداية القفزة النوعية في علاج الشريان الإكليلي المسدود في العمليات القلبية، ومن هنا بدأت الفكرة لاستخدام البالون لفك الالتصاقات وفتح الأنابيب الرحمية دون الحاجة لإجراء جراحة، ومن هنا بدأت الفكرة بتصميم جهاز يسمح برؤية صورة كاملة للرحم دون أي جرح عن طريق عنق الرحم، ولا تحتاج المريضة إلا لتخدير سطحي، وبإمكان المريضة أن تقوم بالعملية ضمن فترة قصيرة بالإضافة للتكلفة المادية القليلة».

جهاز فك الالتصاقات الرحمية وفتح الأنابيب

وأضاف: «هناك حالات خاصة لا يتم فيها الحمل رغم نجاح عملية فتح الأنابيب باستخدام الجهاز، خصوصاً إذا كان سبب انسداد الأنابيب سل بوقي فهو يسبب التكلس، فحتى لو تم فتح الأنابيب فإن الأهداب التي في البوقين تموت والنتائج تكون ضعيفة».

أما حول تصميم الجهاز فقال: «الجهاز يساعد في إجراء استقصاءات في جوف الرحم والكشف عن الالتصاقات والأورام أو أي نويات ليفية وغيرها، ويتألف الجهاز من أنبوب مركزي له مقاسان 8 مم و10 مم يتماشى مع الدخول في فوهة عنق الرحم مزود بكاميرا ضوئية في نهايته تستطيع رؤية جوف الرحم بالكامل، ومن الجهة الخارجية مزود بخمسة منافذ تصب كلها بشكل انسيابي في القناة المركزية، ومركب على المخارج صمامات تمنع خروج أو دخول المواد إلا بأمر، فالمنفذ الأول يتم الدخول فيه مع حقن السائل أو إجراء صورة ظليلية من الفتحة الأولى، والمنفذ الثاني هو للشفط مثل الإسبرتير، والمنفذ الثالث مع صمام لدخول البالون ندخل البالون من خلاله مع منظار بالمركز الرئيسي لمشاهدة عملية إدخال البالون حتى فوهة البوق، أما المنفذ الرابع فهو لإدخال أدوات لفك الالتصاق أو استئصال البوليب والأهم هو الفتحة المركزية التي يتم فيها وضع منظار مع كاميرا لرؤية فوهة البوق بالداخل».

جائزة "الويبو"

وتابع بالقول: «حصلت على براءة اختراع لجهازي من وزارة الاقتصاد في 2010 وسجلته لدى مديرية حماية الملكية التجارية والصناعية تحت الرقم 5684، وقد تم تكريمي بمعرض "الباسل للإبداع والاختراع" وحصلت على جائزة المنظمة العالمية للملكية الفكرية لأفضل اختراع في العالم "الويبو" عام 2018، وتم تكريمي من قبل وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك».

أما حول دوره كمدير في القناة "الطبية السورية" فقال: «من وجهة نظري فإن التثقيف الصحي يساعد في تغيير عادات المجتمع الصحية وإكسابه معارف توعوية وصحية جديدة تسهم في تقويم سلوكياته الخاطئة، كما يساهم في زيادة معرفة الأشخاص بالصحة البدنية والعقلية والعاطفية، وبالتالي بناء أفراد سليمين صحياً ونفسياً، وكان هدفي من البداية أن أقدم المعرفة الطبية بطرق بسيطة تمكن الفرد من التعرف عليها والاستفادة منها في حياته اليومية عبر تسليط الضوء عليها وطرح بدائل صحية وطبيعية، وأعتقد أن علينا إعادة تثقيف المجتمع صحياً فرغم كثرة وسائل التواصل الاجتماعي وطرق البحث عن المعلومة إلا أننا نقدمها بطريقة سلسة ومفهومة وواضحة لغير المختصين، ونعتمد على طرح حلول من المواد الطبيعية والمتوافرة في المنزل».

شهادة تكريم

الأستاذ الجامعي "باسل سلطان" حدثنا عن الدكتور" يوسف" بالقول: «استطاع أن يكون موضع ثقة وتقدير من قبل مجتمعه ومرضاه، حيث يقدم نموذجاً مميزاً عن نجاح الطبيب السوري، وقد تم تصنيفه من أبرز الأطباء عالمياً، بالإضافة إلى أنه مخترع مصنف دولياً ويعتبر علامة فارقة في الطب على مستوى العالم، وقد شكل حافزه ورغبته بتطوير عمله وترك بصمة نوعية في اختصاصه الطبي سبباً لنجاحه وتميزه».

يذكر أن الدكتور "يوسف زيتون" من مواليد مدينة "جبلة" التابعة لمحافظة "اللاذقية" عام 1953، وهو خريج جامعة "بوخارست"، وعضو في الجمعية الأمريكية لمعالجة العقم والإخصاب والاختصاصي بالتوليد والأمراض النسائية وعضو جمعية المخترعين السوريين.