تمكنت "عائدة سليم" من توظيف وقت فراغها -بعد أن تقاعدت تقاعداً مبكراً- في مشروع صناعة الغذاء النباتي الصحي معتمدة على مواد نباتية طبيعية خالية من الأسمدة الكيميائية، بالإضافة إلى بصمة الابتكار في منتجاتها التي تضمن لها التجدد الدائم والاستمرار.

مدوّنةُ وطن "eSyria" زارت بتاريخ 13 تشرين الأول 2020 "عائدة سليم" في مكان عرض منتجاتها، فتحدثت عن فكرة مشروعها قائلةً: «الدافع الأول للتفكير بمشروع المنتجات والأغذية النباتية الصحية هو الفراغ، فقد كانت لي تجربة سابقة بصناعة الطعام وعرضه على صفحة الـ"فيس بوك" بعد أن قمت بإجراء دورة (شيف غربي شرقي) مع منظمة "الأمانة السورية للتنمية" عام 2018 في "دمشق"، وحققت المرتبة الأولى في الدورة حينئذٍ، وكنت موظفةً في وزارة الداخلية بصفة شرطية، وتقاعدت من عملي قبل بلوغ السن المحدد، حين تقاعدت وجدت وقتاً كبيراً من الفراغ وانتقلت للعيش في قريتي "جبلايا" بـ "اللاذقية"، لم أكن معتادة على العيش في القرية ولا بدّ لي من العودة إلى الحياة العملية فقررت الاستفادة من مهاراتي في مجال صناعة الغذاء من طبخ وصناعة كل أنواع الدبس والمربيات وغيرها، بالإضافة إلى نسج البسط على النول وحياكة الصوف، وإعادة تدوير الألبسة».

عمل "عائدة" في السوق قول وفعل، ولقمتها طيبة ونظيفة، تحرص على تأمين المواد الأولية الجيدة التي تضمن لها نتيجة جيدة في عملها وتختارها بعناية على الرغم من تعبها، وتحاول بمنتجاتها نشر رسالة بالتركيز على تناول الطعام الصحي النظيف وزيادة الوعي بأهمية تناوله، تعمل بضمير ومحبة

وعن انطلاقة مشروعها تحدثت: «وجدت على وسائل التواصل الاجتماعي مجموعة "اللاذقية بيتنا"، سألتهم عن إمكانية معرفة مكان أو جمعية أعرض منتجاتي بها، فكان "سوق الضيعة" وتعلمت تحضير الأكل الصحي والنباتي ليتسنى لي عرضه في جمعية "سوق الضيعة" التي تهتم بالأكل الصحي النباتي، وكل منتجاتي نباتية صحية، لم أكتفِ بذلك بل ابتكرت بعض الأطعمة معتمدة على ما ورثته عن والدتي بالإضافة للتعلم بواسطة (اليوتيوب)، كما أدخلت بعض الأكلات التراثية الصحية على عملي، وأذكر حين سفري وزوجي إلى "بلاروسيا" كيف أعجبوا بالطعام الذي أقوم بتحضيره وكانت فرصة لنقل بعض أفكار المطبخ السوري إلى هناك».

أكلات تراثية متنوعة

وتحدثت "عائدة" عن هدفها من هذا المشروع قائلة: «بطبيعتي أحب العمل وأقدسه وحين وجدت نفسي أمام فراغ كبير قررت العمل، إضافة لتأمين مورد مادي وخاصة أنني ما زلت قادرة على العمل والعطاء، وكان وجودي في "سوق الضيعة" يجعلني في حالة إبداع وابتكار دائمين لتقديم الجديد في كل مرة، كما أحاول نشر ثقافة الغذاء النباتي الصحي فهناك إقبال على هذا النوع من الأطعمة ونشر الوعي بفائدته الصحية، وأشعر بأنني امرأة منتجة ولي بصمة في عائلتي ومجتمعي».

الدكتورة "زينة وليد" المشرفة على "سوق الضيعة" تحدثت عنها قائلة: «عرفت "عائدة" منذ أربعة أشهر، راسلتنا على صفحة "سوق الضيعة" وأبدت اهتمامها بما نقوم به وأن لديها ما يشبه عملنا، ثم زارتنا وأحضرت عينة من منتجاتها، شعرت من اللقاء الأول برغبتها الشديدة بالتعلم وتطوير نفسها، وهي مجدة تضيف من كل ما يقدم قيمة مضافة لعملها، وأخبرتها بقواعد المشاركة في السوق وبدأت من اليوم الأول ودون مبالغة بإثبات نفسها من خلال ما تقدمه من منتجات نباتية صحية وأصبح رواد السوق ينتظرونها كل أسبوع، شغفها وعطشها للتعلم والتطور جعلا منها منتجةً في "سوق الضيعة" ولها شعبيتها ولا تكتفي بما تعرفه بل تأتينا في كل مرة بجديد».

زينة وليد

أما "محسن أسعد" قال عنها: «عمل "عائدة" في السوق قول وفعل، ولقمتها طيبة ونظيفة، تحرص على تأمين المواد الأولية الجيدة التي تضمن لها نتيجة جيدة في عملها وتختارها بعناية على الرغم من تعبها، وتحاول بمنتجاتها نشر رسالة بالتركيز على تناول الطعام الصحي النظيف وزيادة الوعي بأهمية تناوله، تعمل بضمير ومحبة».

يذكر أنّ "عائدة سليم" من مواليد "بيروت" عام 1964، وتقيم في قرية "جبلايا" التابعة لمحافظة "اللاذقية".

محسن أسعد