في خطوة مهمة من نوعها، شهدت محافظة "القنيطرة" ولادة أول مشروع استثماري خدمي للعام 2010 وهو "مدرسة الجولان لتعليم قيادة المركبات" الذي يقع شرقي بلدة "خان أرنبة" بجانب طريق عام "دمشق- القنيطرة". موقع eQunaytra التقى مالك المدرسة السيد "محمد السامية" الذي حدثنا عن أجواء انطلاقة عمله بالقول:

«لكوني من أبناء محافظة "القنيطرة" التي تفتقر لمثل هكذا مشاريع استثمارية خدمية، ترسّخت لديّ فكرة إنشاء مدرسة خاصة لتعليم قيادة المركبات وبدأت بإجراءات التراخيص اللازمة، فالمحافظة بأمسّ الحاجة لتأمين فرص العمل لأبنائها ورفع مستوى الاستثمار فيها، فكنت حريصاً على رصد هذه الفرص لأبناء المحافظة حصرياً، فعدد العاملين بالمدرسة الآن يزيد على خمسة عشر عاملاً والفرصة قائمة لزيادة العدد بموازاة تطوّر العمل».

لقد حرصت على أن تكون الأسعار متناسبة مع الوضع المعيشي والمستوى الاقتصادي للمحافظة إضافة إلى أن يكون هذا حافزاً لإقبال الراغبين بالتدريب

وعن أسعار التسجيل أضاف "السامية": «لقد حرصت على أن تكون الأسعار متناسبة مع الوضع المعيشي والمستوى الاقتصادي للمحافظة إضافة إلى أن يكون هذا حافزاً لإقبال الراغبين بالتدريب».

السيد محمد السامية

وأبدى" السامية" تفاؤله بأفق العمل قائلاً: «أنا متفائل لأني أرى بمحافظة القنيطرة الأرضية الخصبة لأي مشروع استثماري حاضراً ومستقبلاً ولدى قراءتي لديموغرافية المحافظة وجدت أن هناك حركة تصاعدية من دمشق باتجاه القنيطرة أي قدوم أبناء النازحين للعمل والسكن على أرض محافظتهم وهذا ينسجم تماماً مع شعار ربط السكان بالأرض الذي تسعى القيادة جاهدة لتطبيقه في محافظة القنيطرة، وهذا يشكل الأساس الأكبر لنجاح أيّ مشروع استثماري خدمي».

وأطلعنا السيد "السامية" على محتويات المدرسة قائلاً: «تحتوي المدرسة على قاعات تدريب وفحص عدد ثلاثة إضافة إلى مكتب إدارة ومكتب محاسبة وبوفيه لتخديم المنتسبين، ويوجد ساحات تدريب خاصة وعامة، إضافة إلى ثلاث سيارات حديثة نوع هونداي موديل 2010، وسيارة كيا شاحنة، وجرار زراعي، ودراجة نارية، وفي خطتنا زيادة عدد الآليات مع تنامي وتيرة العمل وزيادة أعداد المتقدمين للانتساب».

المتدربون في قاعة التدريب

ولدى سؤالنا السيد "السامية" عن دوافع تسميته للمدرسة باسم الجولان أجاب: «الجولان اسم مقدس يحمل بين طياته قضية الوطن فلم أجد أجمل منه اسماً يمكن أن أطلقه على مدرستي، وقد أطلقت المدرسة أولى دوراتها التدريبية بدءاً من 8/1/2010م».

وخلال جولتنا التقينا المدرب "محمد عدنان السامية" مدرس الإشارات والميكانيك بمدرسة الجولان الخاصة لتعليم قيادة المركبات حيث قال: «تخرجت في المعهد المتوسط الصناعي بالقنيطرة منذ عام 1999م وبقيت عاطلاً عن العمل حتى افتتاح مدرسة الجولان الخاصة لتعليم قيادة المركبات إذ أتيحت لي الفرصة للعمل أنا وزوجتي التي عملت فيها كمحاسبة، وفي خضم قلة فرص العمل لدى القطاع العام وجدت فرصتي في هذا المشروع الاستثماري الهام، وكذلك حال زملائي العاملين فيه، ويزيد مرتبي فيه على /15/ ألف ليرة سورية، وجل ما أتمناه هو إقامة مشاريع استثمارية أخرى بالقنيطرة لتأمين فرص عمل لأبناء المحافظة».

سيارات التدريب

وعن طرق التدريب والتدريس أضاف المدرب: «نعطي المتدربين دروساً تعريفية عن المحركات الميكانيكية للآليات التي يتقدم المنتسب للتدرب عليها بغية نيل شهادة قيادة المركبة، كما أننا نعطي دروساً تفصيلية عن قانون السير والإشارات المرورية وكيفية التعامل معها أثناء قيادة المركبة، ومن مهامي أيضاً الإشراف على حقل تدريب قيادة المركبات.

حيث نسعى لكي يتمتع المتدرب داخل ميدان التدريب بقيادة مستقلة منذ المراحل الأولى من التدريب إذ يعطى تدريجياً الفرصة للتحكم في المركبة بمفرده ونقوم بمراقبته وإصدار التعليمات له من خارج المركبة وقد أثبتت هذه الطريقة نجاحاً كبيراً وسرعة في تطوير مهارات السياقة لدى المتدربين وكذلك استقلالية مبكرة في تنمية القدرة على الملاحظة والقرار والإجراء، وما نركز عليه هو تعريف المتدرب عملياً بحجم المركبة واستعمال المقود ونقطة التدوير/ إدارة المقود steering point/ أي أن يكون تدربه حقيقياً لا نظرياً كما يحدث في بعض المدارس إذ يقوم المدرب بالاستحواذ على عملية القيادة بدلاً من المتدرب، ويكون التدريب تدريجياً من البسيط إلى الأصعب ابتداءً من معرفة أجهزة التحكم وتحريك المركبة وصولاً إلى القيادة المستقلة دون مرافقة المدرب.

ومن أبرز مهام المدرب هي تعليم المتدرب وتلقينه مبادئ وأخلاقيات السياقة /فن- أخلاق- ذوق/ كيف يفهمها وينتهجها بعد تخريجه وحصوله على الشهادة على أرض الواقع».

السيد "زهير الدباك" أحد المنتسبين للمدرسة الذي حدثنا عنها بالقول: «بعد الإعلان عن بدء الدورات التدريبية بمدرسة الجولان الخاصة لتعليم قيادة المركبات بادرت بالتسجيل في الدورة الأولى إذ لمست حسن التعامل والرقي في العمل، فالمعدات متطورة والمدربون على درجة من الدقة في التدريس وإيصال المعلومة وأتمنى لهذه المدرسة كل النجاح والتطور».