تمتاز بطبيعة جبلية قاسية وبتربة كلسية حمراء تتبع لمنحدرات جبل الشيخ الغنية بالمياه، فتعددت الينابيع في أراضيها وتشكلت الأودية والصدوع، بالإضافة إلى وفرة المراعي وأشجار الزيتون المتربعة على سفوحها.

إنها قرية "جباتا الزيت" في الجولان السوري المحتل، أما عن سبب تسميتها بهذا الاسم، فيشير السيد "علي جورية" أمين تحرير جريدة الجولان وابن قرية "جباتا الزيت" لمدونة وطن– eSyria التي التقته بتاريخ 7/2/2013: «"جباتا" كلمة آرامية قديمة تعني التل المرتفع أو الهضبة، والزيت نسبة لكثرة أشجار الزيتون المتناثرة في أراضيها، ويقال أيضاً تعني دالية العنب في اللغة السريانية، حيث تميزت قرية "جباتا الزيت" من غيرها من قرى "الجولان" السوري بوفرة المراعي والأحراج وتنوعها، وتتمتع بطبيعة جبلية قاسية وبتربة كلسية حمراء، وقد وهبها الله جمالاً مذهلاً وطبيعة ساحرة وهواء عليلاً يشفي الصدور.

كان في القرية ثلاث معاصر للزيت الأولى للسيد "أسعد حروق" والثانية للسيد "يوسف ذياب عساف" والثالثة لبيت "حمادة" ومعصرة قديمة للدبس والزبيب تعود للحاج "حسين قاسم حسن"، بالإضافة لوجود عدة ساحات وكان أهل القرية يطلقون أسماء متنوعة عليها منها ساحة "الحمراء"– الساحة "الشامية"– ساحة "بيت هزيمة"– ساحة بيت الحاج "مصطفى حمادة"

كان سكانها يعتمدون على الزراعة البعلية، حيث تجود فيها زراعة الزيتون، فهي المشهورة بأشجارها القديمة وزراعة اللوزيات والكرمة والتين والتفاح والإجاص، وتنتشر في أراضيها بيادر القمح مثل بيادر الشيخ مصطفى وبيادر عين بشارة وجادت زراعة التبغ وخاصة في الصيري وفي سفح قلعة الصبيبة غير أن الدولة أوقفته، ويوجد في أطراف القرية نحو /700/ هكتار من الغابات والأحراش وفيها الأشجار المتنوعة وكان بعضها يصل ارتفاعه إلى ستة أمتار وبعضها إلى ثمانية أمتار وخاصة السنديان أو البلوط ذا الورق المنشاري الدائم والزعرور والملول والبطم والقندول والإجاص البري والخوخ وشجيرات مثل دوالي العنب البرية والعكوب والعرعر والعبهر والريحان وغيرها، ومن الأعشاب الزعتر البري والمريمية والشومر والبابونج.

السيد "علي جورية"

ومن الحيوانات البرية كان يوجد في أحراش "جباتا الزيت" الأرانب والسناجب والثعالب والنمس وفئران الحقول، ومن الزواحف الأفاعي المتعددة الألوان والحردون، ومن الطيور الحجل والنسور والعقاب والشحرور السوري وعصفور التين وتكثر الفراشات وخلايا النحل لتوافر الزهور بكثرة ولا سيما في منطقة وادي العسل والدفلى.

ومن منتجات القرية الرئيسية الفحم حيث كان للأهالي باع طويل باستغلاله، كما اشتهرت بتربية الأبقار والماعز والتي كانت تدر جبناً ولبناً لذيذين ويقدر عدد المواشي سنة 1967م حوالي ثلاثين ألفاً من الماعز وأكثر من ألف رأس من البقر الجولاني ومئة رأس من الخيول العربية الأصيلة».

"جباتا الزيت" عام 1928م

يتابع: «كان في القرية ثلاث معاصر للزيت الأولى للسيد "أسعد حروق" والثانية للسيد "يوسف ذياب عساف" والثالثة لبيت "حمادة" ومعصرة قديمة للدبس والزبيب تعود للحاج "حسين قاسم حسن"، بالإضافة لوجود عدة ساحات وكان أهل القرية يطلقون أسماء متنوعة عليها منها ساحة "الحمراء"– الساحة "الشامية"– ساحة "بيت هزيمة"– ساحة بيت الحاج "مصطفى حمادة"».

أما عن العائلات التي كانت تسكن قرية "جباتا الزيت" فيضيف: «تعتبر عائلات "جباتا الزيت" من العائلات التقليدية والمثالية في التقارب والتناسب من بعضهم بعضاً على الرغم من تعدد العائلات، وأول عائلة سكنت في القرية هي عائلة آل "جورية" و"راجحة" ومن ثم آل "غانم" و"بدران"، ومن أكبر العائلات وأكثرها نفوذاً عائلة "العاص"، ومن العائلات أيضاً عائلة "طه الشيخ"– "الزغلول"– "عباس"– "حمادة"– "غيضة"– "الشبعاني"– "الحفري"– "فرح"– "عساف"– "عيسى"– "القادري")، بالإضافة إلى وجود عائلات مسيحية كعائلة "جبارة" والتي يعود تاريخهم في "جباتا" إلى عام 1613م وعائلة "أبو سمرة" وبرز منها المرحوم "سالم أبو سمرة" مختار "جباتا الزيت" للعائلات المسيحية وكان هناك محبة وتآلف بين جميع العائلات.

"جباتا الزيت" موقع (غوغل)

كما تتميز قرية "جباتا الزيت" بالنسبة المرتفعة للمتعلمين من أهلها ويعود الفضل في ذلك إلى التركيبة السكانية والعادات والتقاليد والالتزام بمبادئ العلم واقتناع الأهالي بجدوى العلم والثقافة في فائدة الإنسان الروحية والعملية، فالعملية الثقافية والتعليمية لا تقتصر فقط على فئة الذكور بل تتعداها إلى فئة الإناث، ويعود الفضل إلى تعليم المرأة نظراً لقناعة الرجل بأهمية العلم لها، وكان وجود مدرسة "جباتا الزيت" والتي سميت أنموذج "جباتا الزيت" وهي ثاني مدرسة في المحافظة سميت بهذا الاسم وقد درس فيها من أبناء القرى المجاورة للقرية وهم من أبناء قرى (مجدل شمس- مسعدة- عين قنية- عين فيت- زعورة- طرنجة- حضر- بيت جن).

فقد كانت تخرج الشهادة (السرتفكيا) أي الابتدائية من عام 1945م وهذا ما جعل أبناءها من المثقفين وأغلبهم التحقوا بالوظائف لحصولهم على الشهادة الابتدائية، والقليل تابع الدراسة الثانوية وذلك لعدم وجود مدارس ثانوية أو جامعات وللكلفة الكبيرة للتعليم في ذلك الوقت وعظيم الأثر في رفع سوية التعليم فيها وبالتالي أدى ذلك إلى إظهار الوجه الحضاري والمتطور لسكان القرية، وعرف عن أهل "جباتا الزيت" وطنيتهم وانتماؤهم الأصيل كباقي أبناء "الجولان" وقد سقط منهم العديد من الشهداء، نذكر منهم على سبيل المثال وليس الحصر "شريف شاهين" إثر محاولة اغتيال الجنرال غورو و"محمد مرهج مصطفى" و"محمد غيضة" و"شاكر طه" وغيرهم الكثيرون».‏

وذكر السيد "وجيه عبدو موسى" ابن قرية "جباتا الزيت" في كتابه "جباتا الزيت قلعة لن تموت": «تقع قرية "جباتا الزيت" على السفح الشرقي للنهاية الجنوبية لجبل الشيخ أو في المنطقة الشمالية "للجولان" عند أعضاد جبل الشيخ المشرفة على سهل الحولة وعلى خط العرض /26389.33/ وخط الطول /74222.35/ وترتفع عن سطح البحر بمعدل /1000/ متر، يحدها من الشمال "جبل الشيخ" ويفصلها "وادي العسل" عن بلدة "شبعا اللبنانية" ومن الشرق بلدة "مجدل شمس" ومن الجنوب بلدة "عين قنية" ومن الغرب بلدة "بانياس" وطريق الوصول إليها "القنيطرة" ثم "مسعدة" "فجباتا الزيت".

حيث يوجد في قرية "جباتا الزيت" الكثير من الطرق التي تربطها بالقرى المجاورة لها، كما يوجد طرق تربطها بالدول المجاورة لسورية كدولة "لبنان" حيث يوجد بين "جباتا" وبعض القرى اللبنانية صلة النسب والقرابة والتصاهر، كما تربط "جباتا" طرق برية تربطها مع "فلسطين" والتي ترتبط معها بالنسب والقرابة، وتربطها مع المحافظات السورية الأخرى "كدمشق" و"القنيطرة" و"درعا".

وتبعد القرية عن "جبل الشيخ" /7.9/ كم، وعن "مجدل شمس" /2.6/ كم، وعن "مسعدة" /4/ كم، وعن "عين قنية" /4.2/ كم، وعن "بانياس" /5/ كم، وعن "عين فيت" /5.7/ كم، وعن "زعورة" /6.6/ كم، وتبعد عن "جباتا الخشب" /5/ كم، وعن "تل العزيزات" /7.2/ كم، وعن "بحيرة طبريا" /45.2/ كم، وعن مدينة "القنيطرة" /21/ كم.

تكثر فيها الأودية السيلية ففي شمالي البلدة يوجد وادي "الصعب" القادم من سفوح "جبل الشيخ" ويتابع سيره نحو الجنوب الغربي للقرية ليلتقي وادي "الدفلى" القادم من جنوبها، وأهم من يميز قرية "جباتا الزيت" وجود قلعة "النمرود" واسمها العربي هو قلعة "الصبيبة" حيث قامت هذه القلعة فوق صهوة جبل شاهق ذي منحدرات عمودية صعبة هو جزء من الأعضاد الأولى لجبل الشيخ وترتفع عن مستوى البحر /815/ م وتتبع قرية "جباتا الزيت" وتطل على "بانياس" و"الحولة" ولذلك كانت من المواقع الاستراتيجية في بطون التاريخ.

وتتبع قرية "جباتا الزيت" من الناحية الإدارية إلى ناحية "مسعدة" قضاء "القنيطرة" بلغ عدد سكانها عام 1954م /2236/ نسمة وفي عام 1958م بلغ عدد السكان /2595/ نسمة وفي عام 1967م /2922/ نسمة ومن المتوقع أن عدد أهلها الآن حوالي /25000/ نسمة».