"عمر المرعي" هو أحد أبناء "الجولان" الذين أجبرهم الاحتلال على أن يهجر قريته "سكوفيا"، فجمع شتات الأنفاس والذاكرة ولملم دفاتره وبدأ بكتابة القصة.

مدونة وطن eSyria بتاريخ 22/2/2013 التقت القاص "عمر بكر المرعي" وكان الحوار التالي:

في مجموعاته القصصية حاول الكاتب "عمر بكر المرعي" أن يسجل بواقعية أحداث وقعت على خط المواجهة مع العدو الصهيوني من خلال موقع قريته "سكوفيا" في الزاوية الجنوبية الغربية من "سورية" على مشارف بحيرة "طبرية" بأسلوب سهل ومبسط دون الغوص في أعماق نفوس أبطال القصص، وقد أجهد نفسه بعملية الإخراج بالألوان والرسوم ولم تخلُ صفحة من صفحات القصة من صورة توضيحية لشخوص القصة وأماكنها وبخط كبير، حيث أفقد القصة الكثير من مقوماتها ولو أنه أكتفى بصورة الغلاف أو بداية القصة لكان أفضل. كان أسلوبه بسيطاً فخرجت القصة وكأنها كتاب قراءة لتلاميذ المرحلة الابتدائية وعلى الرغم من ذلك كله تبقى قصص مجموعاته ذاكرة تسجيلية لأحداث حقيقية تستحق التقدير والثناء، ولتبقى صورة المحتل ماثلة في ذاكرة الأجيال الناشئة من أبناء "الجولان" والقطر العربي السوري

  • متى بدأت رحلتك مع الأدب وتحديداً القصة؟
  • "عمر بكر المرعي"

    ** لا يوجد تاريخ محدد لعلاقتي مع الأدب، ولكن كنت أهوى الشعر والقصة منذ الصغر، وكثيراً ما كتبت شعراً وخاصة في دار المعلمين وقد نشرت جريدة "الجولان" الصادرة عن محافظة "القنيطرة" بعض هذه القصائد، أما بالنسبة للقصة فقد سكنت في نفسي صورة الحياة لأناس عاشوا واستقروا في هذا الجزء الغالي من الوطن العربي السوري في "الجولان" ورأيتهم بشراً مخلصين لله وللوطن والبشرية، كل هذا فجر موهبة كانت موجودة، حيث إن ألم الفرقة والشتات والشوق "للجولان" والرغبة في توثيق كل ما يدور في هذه الأرض وجه موهبتي باتجاه كتابة القصة.

  • في أي عام كتبت أول قصة، وعن ماذا تتحدث؟
  • "الكمين" – قصص عام 2010م

    ** أول مجموعة قصصية كتبتها كانت بعنوان "حكايات وبطولات من الجولان" وصدرت في عام 2008م ورويت فيها قصصاً تحدثت عن واقع القرية الجولانية قبل الاحتلال وحياة المزارعين البسطاء والأحداث التي كانت تجري في المنطقة.

  • لماذا اخترت القصة دون غيرها من أنواع الأدب؟
  • مجموعة من أعماله

    ** للقصة دور كبير في تصوير الحياة وما حظي به السكان من جمال الطبيعة والجو اللطيف وتحلو به من طيب المعشر وصدق المشاعر والضيافة والكرم، والقصة تصور جمال الطبيعة والهدوء التي تمنح السكان الحياة الهادئة والفكر النير الصادق.

    توجهت لكتابة القصة لأنها في رأيي تصور ما حدث في "الجولان" من احتلال وظلم ودمار وتشريد على يد المجرمين الدخلاء الصهاينة بعد احتلاله عام 1967م وما حدث قبل ذلك من اعتداء وسرقة المياه والموارد في "الجولان" وما حصل من مجازر في القرى الحدودية كتدمير قرية "سكوفيا" في 7/4/1967م وقتل العديد من سكانها الآمنين.

  • ما الطقوس التي تؤديها أثناء الكتابة؟
  • ** الكتابة عندي تعبير عن مشاعري التي تراودني في كل وقت في يقظتي وفي منامي وعملي وانشغالي وعزلتي، ومع الأصحاب وفي فرحتي وسعادتي وحزني لأن "الجولان" مسقط رأسي وتعيش معي دائماً ولا أفكر بغيرها، أما طلابي وأولادي وأصحابي فإني أبثهم من ذكر "الجولان" قصصي وأحلام عودتي إلى الربوع والأرض والهواء العليل وذكريات الأجداد والآباء.

    لقد عشت في الجولان وترعرت ونهلت من عيونه الرقراقة، واستنشقت هواءه العليل وشممت عبق تربته الفواحة، وأذكر أننا كنا مع شيخ المنطقة في أحد الحقول فأمسك قريبي حفنة تراب وشمها ونادى بأعلى صوته: تعال يا شيخ "محمود" وشم هذه الرائحة الزكية إنها كالبخور، فرد عليه الشيخ هذه الأرض مشى عليها السيد المسيح فعطرها ربنا، وكذلك مشى العديد من الأنبياء والرسل، وعلى جميع الأدباء والمثقفين الجولانيين إعطاء هذه المنطقة الغالية حقها من الكتابة والشعر، وأتمنى أن تكون أطروحاتهم في الجامعات والمعاهد عن "الجولان" الغالي.

  • ما جديد القاص والروائي "عمر المرعي"؟
  • ** بعد أن صدر لي مجموعة قصصية بعنوان "قصة قرية في الجولان" تتحدث عن قرية "سكوفيا"، أقوم بإعداد مسودة لمجموعة قصصية جديدة بعنوان "الطريق إلى الجولان" سأحاول التطرق فيها إلى الطرق المؤدية إلى "القنيطرة" و"بانياس" و"فيق" و"الحمة" و"البطيحة" و"جسر بنات يعقوب" مع ذكر لجمال هذه الطرق وما جرى عليها من أحداث، بالإضافة لإعداد مسودة كتاب جديد بعنوان "الشراقي" وهي قصة شعب ناضل من أجل الحرية ضد الاحتلال الصهيوني والإقطاع في "الجولان" ويتحدث عن قرية "البطيحة" وأهلها.

    في لقاء مع الأديب والكاتب "عبد المجيد الفاعوري" قال عن القاص والكاتب "عمر بكر المرعي": «في مجموعاته القصصية حاول الكاتب "عمر بكر المرعي" أن يسجل بواقعية أحداث وقعت على خط المواجهة مع العدو الصهيوني من خلال موقع قريته "سكوفيا" في الزاوية الجنوبية الغربية من "سورية" على مشارف بحيرة "طبرية" بأسلوب سهل ومبسط دون الغوص في أعماق نفوس أبطال القصص، وقد أجهد نفسه بعملية الإخراج بالألوان والرسوم ولم تخلُ صفحة من صفحات القصة من صورة توضيحية لشخوص القصة وأماكنها وبخط كبير، حيث أفقد القصة الكثير من مقوماتها ولو أنه أكتفى بصورة الغلاف أو بداية القصة لكان أفضل.

    كان أسلوبه بسيطاً فخرجت القصة وكأنها كتاب قراءة لتلاميذ المرحلة الابتدائية وعلى الرغم من ذلك كله تبقى قصص مجموعاته ذاكرة تسجيلية لأحداث حقيقية تستحق التقدير والثناء، ولتبقى صورة المحتل ماثلة في ذاكرة الأجيال الناشئة من أبناء "الجولان" والقطر العربي السوري».

    الجدير ذكره أن القاص والروائي "عمر بكر المرعي" حصل على جائزة أفضل كتاب منشور لعام 2010م بعنوان "الكمين" في مسابقة "الجولان" للإبداع الأدبي لدورة 2010م، كما صدر له مجموعة من الأعمال الأدبية وهي:

    "حكايات وبطولات من الجولان" – قصص عام 2008م.

    "عند الحدود الجنوبية الغربية من الجولان" – قصص عام 2009م

    "الكمين" – قصص عام 2010م

    "قصة قرية قي الجولان" – قصص عام 2012م.

    ويشار إلى أن القاص هو من مواليد عام 1938م من قرية "سكوفيا" المحتلة التابعة لمنطقة الزوية، درس الابتدائية في مدارس القرية، والإعدادية في معهد الأستاذ "عربي محي الدين" في قرية "فيق"، ثم انتسب إلى دار المعلمين في محافظة "درعا" وتخرج عام 1961م، وبعد النزوح حصل على الشهادة الثانوية، ثم الإجازة في الحقوق، ومارس الإدارة والنشاط النقابي والتوجيه التربوي في محافظة "دمشق"، كما عمل معلماً في المحافظات الجنوبية، كما سافر في بعثة تعليمية إلى "الجزائر".