«تمنحُك المداخل الجميلة للمدن عادةً، إحساساً متعاظماً بالجمال، والفن الأصيل، والعراقة المستخدمة في تجميل المدن، وتحسين واقعها الخدمي، بما يلبي متطلبات التنمية السياحية، والزائر لمدينة "الرقة" لا بد أن يتملّكه نفس الإحساس، وخاصة بعد مشاريع التحسين التي شملت كافة مداخل المدينة، مما يعطي انطباعاً بأن المدينة قد استكملت كافة مرافقها الخدمية، من مد أقنية الصرف الصحي، وتسوية وتعبيد طرقها المحفوفة بالأردفة والأرصفة الجميلة، وتحسين كافة الحدائق العامة والساحات الخضراء ضمن التجمعات السكنية.

وشملت أعمال التحسين مداخل "الرقة" الشمالية من جهة "سلوك" ومفرق "حزيمة" ومدخل المدينة من جهة دوار "الفروسية"، إضافة إلى مدخل المدينة الرئيسي، وهو من أجمل مداخل المدن السورية على الإطلاق».

استجابة لمطلب مجلس المحافظة، ولوقوع الخزان في مدخل المدينة الرئيسي، قامت المؤسسة بتنفيذه وفق المواصفات الفنية والجمالية المطلوبة، من خلال الشكل العام للخزان، وتلبيسه بالسيراميك المتعدد الألوان، وتلبيس القاعدة السفلى بالحجر الأصفر والقرميدي، وتزويده بأجهزة إنارة من جميع الجهات لكي تبرز معالمه ليلاً، وقد بدا الخزان بعد انتهاء كافة أعماله الزخرفية، بدعة فنية هندسية, وشكلت مع اللوحة البانورامية ودوار "البانوراما"، متوالية فنية جعلت من مدخل المدينة من أجمل مداخل المدن السورية

ذكر ذلك الفنان "محمد الحريري"، من أهالي مدينة "الرقة"، وهو يتحدث لموقع eRaqqa بتاريخ (2/7/2009)، عن تحسين مداخل مدينة "الرقة"، والإجراءات الواجب تنفيذها لإعادة تأهيل موقع "البانوراما"، وتحويلها إلى حديقة عامة ومتنزه لأهالي المدينة.

اللوحة البانورامية لمدخل مدينة الرقة

وتحدث لموقعنا السيد "ياسين الرمضان"، عضو مجلس محافظة "الرقة"، قائلاً: «تشكل "البانوراما" بفرادة موقعها، متنفساً لأهالي المدينة، وحديقة يمكن استثمارها في إطار تجميل مدخل المدينة الجنوبي، وهي تأخذ شكل مثلث ما بين طريقي "الفروسية" ومدخل "الرقة" الرئيسي، وترتكز قاعدته على ضلع حي "الدرعية"، وسبق للمحافظة أن صممت لوحة بانورامية جميلة تجسد عراقة المدينة وحاضرها المتجدد، وقد احتلت هذه اللوحة واجهة مدخل المدينة، وأمامها قام مجلس المدينة باستثمار حديقة صغيرة عبر تصوين الموقع وتعشيبه وإنارته، وكانت الحديقة وما تزال متنفساً لأهالي الأحياء المجاورة.

أما ما تبقى من مساحة "البانوراما" فهي غير مستثمرة، وقد اكتفى مجلس المدينة بتسويرها، كما خُصصت بعض الدوائر الحكومية بمساحات ضمنها، كمديرية البيئة والصحة وغيرها، وقد باشرت بإشادة مقراتها، علماً أن الموقع مخصص أصلاً لاستثماره كحدائق عامة وساحات خضراء، مع إمكانية إقامة مسرح في الهواء الطلق، ودار للسينما، ومقاهٍ شعبية وكافيتريات وغيرها، وعلى مجلس المدينة أن يعمل على وضع اللمسات الأولى لانطلاقة هذه المشاريع، قبل أن تستولي عليها الجهات العامة، وتتحول إلى مجمعات للدوائر الحكومية».

خزان المياه تحفة فنية تزين الموقع

وعن الإجراءات المتخذة من قبل مجلس المدينة، في تجميل الموقع وإعادة تأهيله، يحدثنا السيد "عبيد الحسن"، رئيس مجلس مدينة "الرقة"، قائلاً: «تقارب مساحة "البانوراما" الإجمالية الـ/80/دونماً، وكان المجلس قد استثمر الزاوية الجنوبية الغربية من الموقع كحديقة عامة وساحة خضراء يؤمها الناس في ليالي الصيف اللاهبة، كما قمنا بتخصيص مساحات منها لإشادة مقرات لعدد من المؤسسات والدوائر الرسمية، وما تبقى من مساحة كافية لتنفيذ كافة الرؤى التي يطمح المجلس لتجسيدها في الموقع.

وقد شُكلت لجنة فنية مهمتها الكشف على الموقع، وتقديم دراسة تفصيلية لتحويله إلى حديقة عامة، وقد أنهت اللجنة دراستها، وقدرت الكلفة الإجمالية للمشروع بنحو /40/ مليون ليرة سورية، ويشمل المشروع زراعة أشجار وشجيرات الزينة، وتركيب المقاعد والإنارة التزيينية، وشق وتعبيد الطرق، وتنفيذ الأرصفة والساحات، وتركيب نوافير المياه التجميلية».

أضفى المنظر الجمالي لخزان المياه الذي نفذته مؤسسة مياه الشرب في "الرقة"، في موقع "البانوراما"، قيمة فنية إضافية على الموقع، وعن ذلك يحدثنا المهندس "عبد اللطيف الإبراهيم" مدير عام المؤسسة، قائلاً: «استجابة لمطلب مجلس المحافظة، ولوقوع الخزان في مدخل المدينة الرئيسي، قامت المؤسسة بتنفيذه وفق المواصفات الفنية والجمالية المطلوبة، من خلال الشكل العام للخزان، وتلبيسه بالسيراميك المتعدد الألوان، وتلبيس القاعدة السفلى بالحجر الأصفر والقرميدي، وتزويده بأجهزة إنارة من جميع الجهات لكي تبرز معالمه ليلاً، وقد بدا الخزان بعد انتهاء كافة أعماله الزخرفية، بدعة فنية هندسية, وشكلت مع اللوحة البانورامية ودوار "البانوراما"، متوالية فنية جعلت من مدخل المدينة من أجمل مداخل المدن السورية».

وشملت أعمال التحسين دوار "البانوراما" المقابل، وعن ذلك يحدثنا رئيس مجلس المدينة، قائلاً: «يقع دوار "البانوراما" في مدخل مدينة "الرقة" الجنوبي، وقمنا بتنفيذه بطريقة تعطي انطباعاً جمالياً رائعاً، ويشكل قيمة فنية جديدة تضاف إلى تراث المدينة المعماري.

ويعد المظهر العام للدوار لوحة فنية تقارب الزقورات البابلية، وفكرة التصميم تتلخص بأنها شكل جمالي معماري بحت، ينهل من تراث المدينة المعماري الإسلامي، وهو عبارة عن قاعدة مربعة الشكل مشطوفة بزاوية مقدارها /45/ درجة من الأعلى، وينبثق منها شكل آخر بنفس الأسلوب، ولكنها أصغر حجماً، وهكذا دواليك لتصل إلى أربع طبقات، والطبقة الرابعة عبارة عن شكل برج قلعة، ويبلغ الارتفاع الكلي للبرج نحو/820/ سم، وعرضه من الأسفل /150/ سم، تتناقص كلما ارتفعنا طبقة نحو الأعلى، وتخفف البوابات من كتلة الشكل، كما تدخل عليه الإضاءة من مختلف الجوانب وحسب ساعات النهار، لتزيد الشكل تعايشاً مع محيطه، أما ليلاً فتزود بإضاءات مركزة بمحيط الدوار».