«ظهرت العديد من الآفات في حقول القمح في "الرقة" خلال موسم العام الحالي /2010/، وهو ما لم تشهده المحافظة في الأعوام الفائتة، وتعزى أسباب الإصابة إلى الظروف الجوية التي رافقت المحصول في أطوار نموه المختلفة، والمتمثلة بالأجواء الماطرة والرطبة في بداية فصل الشتاء، مع ارتفاع كبير في درجات الحرارة، ما شجع الفلاحين على زراعة مساحات واسعة من حقولهم وأراضيهم.

اختلف الوضع في بداية شهر آذار، وساهم الانحباس المطري في ظهور العديد من الآفات والعوامل الممرضة، التي أصابت حقول القمح المروية بشكل خاص، مع إصابات طفيفة في حقول القمح البعل والشعير، وقد لجأ بعض الفلاحين إلى رعي حقولهم، لتجاوز حالات الإصابة، في حين سعى البعض الآخر لإيجاد مبيدات مناسبة لحالات اصفرار الأوراق، أو كما يطلق عليه مرض "الصدأ"».

شمل عمل اللجنة المساحات المزروعة بالشعير، ونص تقريرها النهائي عن واقع المحاصيل، أن قرابة أربعة آلاف هكتار من الشعير البعل مصابة بالبياض الدقيقي، من أصل /370/ ألف هكتار مزروعة بالمحصول، وما مساحته /840/ هكتاراً من الشعير المروي مصابة بالبياض الدقيقي و"الصدأ"، من أصل /5600/ هكتار، وقد أدى رعي هذه المساحات إلى تحسن الحالة العامة للمحصول، علماً أن المساحات المزروعة بالشعير البعل تتعرض للإجهاد نتيجة للظروف الجوية السائدة والانحباس المطري، وخاصة في منطقتي الاستقرار الثالثة والرابعة

ذكر ذلك المزارع "محمد الدرويش"، من أهالي قرية "الكالطة"، وهو يتحدث لموقع eRaqqa عن الآفات التي أصابت حقول القمح في المحافظة، وطرق مكافحتها وعلاجها.

من حقول القمح في الرقة

وتحدث المهندس "علي الفياض"، رئيس قسم الثروة النباتية في مديرية زراعة "الرقة"، قائلاً: «لم تعرف "الرقة" مثل هذا المرض منذ أكثر من خمسين عاماً، وقد ظهر في بعض الحقول في النصف الثاني من شهر شباط، وبعد مراسلة وزارة الزراعة حول طبيعة هذه الآفة، وتوصيفها، وإمكانية تأثيرها على المنتج النهائي، شكلت الوزارة لجنة فنية مهمتها متابعة واقع إصابة محاصيل القمح والشعير في المنطقة الشرقية، وتبيان الرأي الفني فيها، والتقليل من أضرارها ما أمكن.

اختارت اللجنة أربعة مواقع كعينات تمثل الحالة العامة للمحاصيل في المحافظة، هي "سلوك" و"عين عيسى" و"الكرامة" و"بئر الهشم"، وبعد أن تقصت واقع الحقول في هذه المناطق، والأضرار التي لحقت بها جراء الإصابة بمرض "الصدأ"، توصلت إلى أن مساحات حقول القمح المصابة بهذه الآفة على مستوى المحافظة بلغت /23/ ألف هكتار، منها /20/ ألف هكتار مروية، من أصل /118/ ألف هكتار، و/58/ ألف هكتار مزروعة بالقمح البعل، المصاب منها ثلاثة آلاف هكتار، علماً أن كافة الحقول المصابة مزروعة بالأصناف الطرية، وتراوحت نسبة الإصابة في حقول القمح المروي ما بين /50/ إلى /70%/ لمساحة أربعة آلاف هكتار، وما بين /30/ إلى /50%/ لمساحة ستة آلاف هكتار، وما بين /30/ إلى /10%/ لمساحة عشرة آلاف هكتار، في حين كانت نسبة الإصابة في الحقول البعلية ما دون /30%/».

المزارع محمد الدرويش

وحول الإصابات التي لحقت بمحصول الشعير، تابع "الفياض" حديثه، قائلاً: «شمل عمل اللجنة المساحات المزروعة بالشعير، ونص تقريرها النهائي عن واقع المحاصيل، أن قرابة أربعة آلاف هكتار من الشعير البعل مصابة بالبياض الدقيقي، من أصل /370/ ألف هكتار مزروعة بالمحصول، وما مساحته /840/ هكتاراً من الشعير المروي مصابة بالبياض الدقيقي و"الصدأ"، من أصل /5600/ هكتار، وقد أدى رعي هذه المساحات إلى تحسن الحالة العامة للمحصول، علماً أن المساحات المزروعة بالشعير البعل تتعرض للإجهاد نتيجة للظروف الجوية السائدة والانحباس المطري، وخاصة في منطقتي الاستقرار الثالثة والرابعة».

وعن الأسباب الموجبة لظهور هذه الأمراض، يقول "الفياض": «عزت اللجنة في تقريرها أسباب الإصابة إلى التغيرات المناخية التي سادت المنطقة خلال أطوار النمو المختلفة للمحصول، حيث وصل النبات إلى طور التسنبل في وقت مبكر مقارنة مع الأعوام السابقة، والهطولات المطرية المتتالية المترافقة مع الأجواء السديمية المغبرة، والحرارة المعتدلة، والرطوبة النسبية العالية، وزراعة الأصناف المعرضة للإصابة بهذه الآفات، إضافة إلى زيادة معدل البذار في وحدة المساحة ما أدى إلى كثافة نباتية عالية، وإسراف الفلاحين في التسميد الآزوتي ودوره في زيادة النمو الخضري للنبات، وإعطاء المحصول ريات إضافية غزيرة، علماً أن الإصابة تركزت في حقول القمح الطري، وبشكل رئيسي في أصناف شام /8/ وشام /6/، ونادراً ما لوحظ وجود "الصدأ" على الأقماح القاسية.

المهندس علي الفياض

خلُصت اللجنة إلى عدد من المقترحات تركزت حول إعادة تقييم الأصناف الطرية المزروعة حالياً، ومدى حساسيتها لمرض "الصدأ" وخاصة صنف شام /8/، وتنويع زراعة الأصناف في المنطقة الزراعية الواحدة لتخفيف شدة الضرر المتوقع، وتوعية الفلاحين عن طريق الوحدات الإرشادية بضرورة اتباع التعليمات الإرشادية الخاصة بمعدلات البذار والسماد وتنظيم الري، وتكليف الهيئة العامة للبحوث الزراعية بإجراء تجارب للسيطرة على الأمراض المذكورة وحصرها».

يذكر أن المساحات المزروعة بالقمح في محافظة "الرقة" للموسم الحالي بلغت /176/ ألف هكتار، منها /73/ ألف هكتار طرياً، و/45/ ألف هكتار قاسياً، والشعير /375600/ هكتار.