على الرغم من تميزه في ملاعب كرة القدم لاعباً، ومدرباً، وحكماً، إلا أن طموحاته، وأحلامه كانت كبيرة في خوض تجارب خارجية تضيف إلى رصيده وخبرته، فكانت "الإمارات" مستقراً له، فبرز في ملاعبها كخبير في عدة مجالات تتعلق بالرياضة.

مدونة وطن "eSyria" تواصلت مع الكابتن "زهير السومة" بتاريخ 20 كانون الثاني 2018، ليحدثنا عن رحلة اغترابه ومشاركاته في دولة "الإمارات العربية"، حيث يقول: «في عام 1990، اخترت "الإمارات" لتكون هدفي في رحلة الاغتراب بهدف تحسين وضعي المعيشي، والبحث عن موقع لكسب المزيد من الخبرة وزيادة المعلومات، التي تعلمتها من خلال عملي في الميدان الرياضي في مجال الإدارة والتحكيم والتدريب في رياضة كرة القدم، وبعد وصولي إلى هناك كان أول عمل قمت به هو انضمامي إلى أسرة التحكيم، وتم اعتمادي حكماً عاملاً لأشارك في تحكيم الدوري الإماراتي».

إضافة الى تحسين وضعي المعيشي، فقد تابعت تحصيلي العلمي، حيث شاركت في العديد من الندوات والدورات، وحصلت على الكثير من الشهادات، وحالياً أحضر لشهادة الدكتوراه في الإدارة الرياضية تحت عنوان: "معوقات الاحتراف الخارجي للاعب الإماراتي لكرة القدم"

ويتابع الحديث عن رحلته الاحترافية بالقول: «بدأت رحلة البحث عن عمل في الأندية، وتعاقدت في البداية مع نادي "العربي" في إمارة "أم القيون" كمدير فني، ثم انتقلت إلى نادي "العين"، حيث تم تكليفي مسؤولاً عن الشؤون الفنية، وخلال وجودي في النادي حققنا إنجازاً ثميناً، تمثل في الفوز بالمركز الثالث على قارة "آسيا". وبعدها تعاقدت مع نادي "دبا الحصن"، وتم تسميتي مديراً تنفيذياً، ثم انتقلت إلى نادي "عجمان"، وبعدها تعاقدت مع نادي "الشارقة"، وتم تكليفي بمهمة مدير الاحتراف. وأخيراً استقريت في نادي "اتحاد كلباء" بمهمة مدير الاحتراف، ومسؤول تراخيص النادي لدى رابطة المحترفين بدولة "الإمارات".

يتسلم درع الدوري عن نادي اتحاد كلباء

كما تم تكليفي منسقاً عاماً لبطولة العام بالسباحة في إمارة "عجمان" في عام 2007».

وعن انطباعه عن عمله، ومقارنته مع ما يحمله من ذكريات عن عمله السابق في محافظة "الرقة"، يقول: «يوجد اختلاف جذري في جوهر الموضوع، لأننا كنا نعمل ضمن مفهوم الهواية التي تفتقر إلى كثير من المقومات، والأسس التي نحتاج إليها؛ لذلك كان العمل معتمداً على الاجتهاد الشخصي، فيما وجدنا هناك احترافية واضحة، مبنية على ركائز أساسية، حيث يتم اعتماد نظاماً غاية في الروعة يتضمن استخدام أفضل الأساليب المعتمدة دولياً في تطبيق المعايير الخاصة بالنشاطات والبطولات. كما يجري العمل في ظروف ممتازة، وخاصة في اتحاد كرة القدم بوجود نظام التسجيل الإلكتروني "Fanet"، الذي يتحكم في تسجيل اللاعبين إلكترونياً، وكذلك انتقال اللاعبين وتسجيلهم، وعمل اللجان الأخرى، ونظام الرسائل الإلكترونية بعد الاستغناء عن المراسلات والفاكس بين الأندية والاتحاد، التي كانت معتمدة سابقاً، وأتمنى أن تنتقل هذه التجربة إلى بلدي الحبيب؛ لأنها تختصر الكثير من الجهد والوقت، وفيها الكثير من الفوائد والمنافع».

من إحدى الندوات

وعن متابعته للنشاط الرياضي في "سورية"، أضاف: «كنت على تواصل مستمر ومتابعة كافة الأحداث الرياضية في بلدي سواء عبر الفضائية، أو عبر التواصل مع الأصدقاء والإعلامين، كذلك كنت صلة الوصل بين بعض الأندية السورية والإماراتية، حيث كنت أقوم بمهمة المنسق بين الجانبين من أجل إقامة المباريات والمعسكرات، كذلك قمت بتسهيل تعاقد بعض الرياضيين من "سورية" مع دولة "الإمارات"، وتسهيل أمورهم، وما زلت على هذا المنوال؛ فالوطن في القلب دائماً، والتفكير بالأهل والأصدقاء لا يتوقف عند مرحلة أو زمن».

وعن أهم شيء استفاد منه في اغترابه، ختم بالقول: «إضافة الى تحسين وضعي المعيشي، فقد تابعت تحصيلي العلمي، حيث شاركت في العديد من الندوات والدورات، وحصلت على الكثير من الشهادات، وحالياً أحضر لشهادة الدكتوراه في الإدارة الرياضية تحت عنوان: "معوقات الاحتراف الخارجي للاعب الإماراتي لكرة القدم"».

وبدوره يقول "علي الحمادة" عضو إدارة نادي "الشباب"، الذي كان ينتمي إليه الكابتن "زهير": «لقد كان من أكثر اللاعبين التزاماً ووفاء للعبته كرة القدم، وقد تميز بكثير من الأمور داخل الملعب وخارجه، وكان يقود الفريق بكل حنكة ومهارة، وهو صلة الوصل بين اللاعبين وإدارة النادي، لنقل وجهات نظر زملائه ومعاناتهم. ولم يقتصر تميزه على اللعب فقط، بل كان حكماً متفوقاً على مستوى القطر، وحصل على أعلى الدرجات، وكان يكلف بالكثير من المباريات المهمة في الدوري السوري».

أما "نافع عبد القادر" حارس منتخب "سورية" السابق، الذي عمل في دولة "الإمارات" وعاصر الكابتن "زهير" هناك، فقال: «كان خبرة رياضية متميزة لا يستهان بها، ومكسباً كبيراً لأي نادٍ يعمل فيه، برز كإداري ناجح في مختلف الأندية التي عمل فيها، وأظهر كفاءة واضحة، وقدم خدمات كبيرة لكل الرياضيين من أبناء وطنه الذين قصدوه، إضافة إلى كل ذلك، يتمتع بالأخلاق العالية، والسمعة الطيبة، وقد كسبها من خلال عمله المتميز في دولة "الإمارات العربية"».

الجدير بالذكر، أن الكابتن "زهير السومة" من "الرقة" مواليد 1959.