يعدّ من أبرز أعلام الأدب والثقافة والعلم في "الرقة"، يتميز باختيار كلماته بعناية، حيث كان لاهتمامه بالعلوم الإسلامية أثر واضح في توجهه نحو الأدب الراقي المرسوم بالقيم الأخلاقية.

مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 29 نيسان 2018، تواصلت مع الدكتور "إبراهيم الرفيع" ليحدثنا عن نشأته وسيرته العلمية والأدبية، حيث يقول: «ولدت في قرية هادئة على ضفاف "الفرات"، ثم انتقلت إلى مدينة "الرقة" في أوائل السبعينات لمتابعة دراستي الابتدائية في مدرسة "معاوية"، وأكملت المرحلة الإعدادية والثانوية في "ابن خلدون"، ثم التحقت بكلية "الشريعة" في "دمشق"، لكن أوقفت تسجيلي لبعض الوقت، حيث عملت مدرّساً للغة العربية، ثم عدت لمتابعة الدراسة في ظل ظروف صعبة، فحصلت على إجازة في الشريعة الإسلامية، وتابعت دراستي حتى حصلت على دبلوم التأهيل التربوي من جامعة "حلب"، فعملت مدرّساً في ثانويات "الرقة" ومعهد المعلمين، إضافة إلى ذلك كنت أشارك في الحلقات العلمية التي شرحت مجموعة من الكتب؛ "شذور الذهب والبرهان في علم القرأن والمحيط في النحو للأنطاكي، ومغني اللبيب، والدروس النحوية"».

شاركت في العديد من الحلقات النقاشية والندوات والمؤتمرات والرحلات العلمية، وألقيت العديد من المحاضرات في مجالات التربية والتعليم واللغة العربية والدراسات الإسلامية، والأمسيات الشعرية داخل "الكويت" وخارجها، إضافة إلى ارتباطي العملي بأكثر من جامعة. وفي خضم مشاغلي تابعت تحصيلي الأكاديمي كباحث ماجستير في الدراسات الإسلامية، اختصاص "صعوبات التعلم"، ونلت درجة الدكتوراه في الدراسات الإسلامية

أما عن سفره خارج القطر، فقال: «كان ذلك عام 1998، حيث سافرت إلى "الكويت"، وعملت مدرّساً للغة العربية والتربية الإسلامية في مركز تقويم وتعليم الطفل، ومحرراً ومدققاً لغوياً في القسم الإعلامي فيه، كما عملت محرراً ومدققاً لغوياً في مجلة "الفرحة"، وشاركت في كتابة ومراجعة سلسلة "قصص أعلام المسلمين"، التي تصدرها مكتبة "عالمي الممتع"، كذلك عملت محرراً لنشرة المعلم المبدع، وباحثاً أكاديمياً في "المركز العالمي للوسطية" في وزارة الأوقاف، ورئيساً للجنة العلمية، ورئيساً للجنة إعداد منهج اللغة العربية، ومستشاراً للجنة إعداد منهج الرياضة التربوية، وكنت عضواً في لجنة البحوث والدراسات في برنامج علماء المستقبل في المركز العالمي للوسطية».

في أحد الملتقيات

وعن نشاطاته في المغترب، يقول: «شاركت في العديد من الحلقات النقاشية والندوات والمؤتمرات والرحلات العلمية، وألقيت العديد من المحاضرات في مجالات التربية والتعليم واللغة العربية والدراسات الإسلامية، والأمسيات الشعرية داخل "الكويت" وخارجها، إضافة إلى ارتباطي العملي بأكثر من جامعة. وفي خضم مشاغلي تابعت تحصيلي الأكاديمي كباحث ماجستير في الدراسات الإسلامية، اختصاص "صعوبات التعلم"، ونلت درجة الدكتوراه في الدراسات الإسلامية».

وعن أهم مؤلفاته، قال: «لقد أنجزت مجموعة من المؤلفات، منها: "الفوائد النحوية بشرح متن الأجرومية"، و"أحكام التعامل بالسلف والجمعية الشهرية" و"مسائل فقهية معاصرة"، و"منهج الفقه لمناهج السراج المنير"، و"التقارض النحوي في ضوء النص القرآني"، و"مشكلة العنوسه أسبابها وعلاجها"، و"ترجمة القرآن الكريم إلى اللغات الأخرى بين الضرورة والمقاصد والشورى والإرث المقارن" و"استراتيجيات تدريس اللغة العربية والمدارس النحوية بين التأثير والتأثر"، ومجموعة شعرية بعنوان: "عزف بلا آثام"، ومجموعتان شعريتان، وأعمال أخرى قيد الإنجاز».

الأديبة فوزية المرعي

الأديبة والقاصة "فوزية المرعي"، عنه تقول: «الدكتور "إبراهيم الرفيع" من المثقفين السوريين، شغله علمه وأدبه وشعره ودراساته المتعددة بحب الكتاب وابتعاده عن كل وسائل الشهرة التي تسلط أضواءها على ذوي الشأن، منهم من يستحق، ومنهم عكس ذلك، وينطبق عليه تشبيه بليغ؛ فهو كالشجرة المثمرة كلما أثقلت أغصانها بالثمار، انحنت إلى الأرض لتلامسها، وهو كلما حصل على مؤهل علمي، تجده ازداد تواضعاً، وعلمه يقترن بالخشية من الله في كل صروف حياته.

عرفته عن قرب قبل المؤهلات وبعدها، وكنت أهجس في سري ترى كيف ستكون معاملته بعد حصوله على الدكتوراه؟ فيأتيني الجواب سريعاً من خلال لقاء سريع؛ فلم ألمس من التغيير شيئاً سوى أنه ازداد تواضعاً في كل حرف يبوح به من خلال أحاديثه الهادئة الشيقة المفعمة باللطف والتهذيب وحسن السلوك.

ولديه ما يميزه عن الآخرين؛ إذ إنه على الرغم من انهماكه الدائم بالعلم والمعرفة يبسط يد العون المعرفية لمساعدة الآخرين، ويشجع على نهل المعرفة بكل أجناسها مع أنه يعيش هموم وطنه العامة، وهمومه الخاصة لبعد عائلته عنه، والغربة تحيط به من كل حدب وصوب، ولأنه طالب علم دائم، منحه الله صبر ذوي العزم والإيمان النقي الصرف. وهو قامة فراتية بامتياز، تتشرف "الرقة" بأمثاله؛ لأنه سيكون سفيرها إلى العالم بسلوكه وعلمه وأدبه ورقيه وثقافته».

يذكر أن الدكتور "إبراهيم الرفيع" من مواليد قرية "كديران" في "الرقة"، عام 1965، مقيم حالياً في "الكويت".