لم يكن لطموحها حدود، وظهر ذلك جلياً منذ صغرها، حيث رسمت مسيرة تفوقها بخطى واثقة، واستطاعت أن تحقق جزءاً مهماً منها نتيجة مثابرتها واجتهادها، وأولت الجانب الإنساني اهتماماً واضحاً من خلال مشاركاتها التطوعية.

مدونة وطن "eSyria"، بتاريخ 24 أيار 2018، تواصلت مع "ريم أديب الذويب" لتروي لنا سيرة حياتها وتفوقها العلمي، حيث تقول: «ولدت في ولاية "نيويورك"، ودرست فيها المرحلتين الابتدائية والإعدادية، ثم عدت إلى محافظة "الرقة" وأقمت فيها مع والدي ثلاث سنوات، وخلال هذه المدة بدأت تعلم اللغة العربية بدروس خاصة بإشراف المدرّس "ياسر العلي"، ولأنني أحببت "الرقة"، تعرّفت إلى عادات وتقاليد أهلها من خلال تواصلي مع أقارب والدي، فزاد حبي وتعلقي بوطني "سورية" بلد الحضارة والتاريخ.

طالبة جدية ومثقفة وطموحة، وكانت مصممة على التفوق والحصول على هذه الشهادة، حيث كانت تتابع كل ما يتعلق باختصاصها، وتسعى بكل الوسائل إلى تحقيق هدفها، وكان للجانب الإنساني حيز مهم في حياتها، لذلك كانت ترغب دائماً بالمشاركة في الأعمال التطوعية لخدمة الناس والمساهمة في إيجاد الحلول المناسبة لمعاناتهم وأوجاعهم

لكن في عام 2008، عدت إلى "نيويورك" لمتابعة تحصيلي العلمي، حيث نلت الشهادة الثانوية بعدما شاركت بامتحانات الطلاب الأحرار، ثم سجلت في أول مرحلة في جامعة "سيتي كالوج" وحصلت منها على شهادة ليسانس في العلوم السياسية».

مع الملاكم العالمي مايك تايسون

وعن النشاطات التي ساهمت بها بعد تخرّجها، تقول: «خلال دراستي في الجامعة حصلت على منحة دراسية في "المغرب" لمدة شهرين، وفي صيف عام 2014 تطوعت مع عدد من الطلبة الأميركيين بتدريس اللاجئين السوريين في مدينة "غازي عنتاب" التركية اللغة الإنكليزية وبعد عودتي إلى "أميركا"

قررت متابعة الدراسة والحصول على شهادة الماجستير، واخترت جامعة "نيويورك" لأنها تعدّ من الصروح العالمية المشهورة والمعترف بها في جميع أنحاء العالم، وكادرها التدريسي معظهم من خريجي جامعة "أوكسفورد" البريطانية الشهيرة، وقبل حصولي على موافقة التسجيل في الجامعة كان لا بد من إجراء اختبار كما هو مطبق في مثل هذه الحالات، وقد تجاوزت الامتحان المقرر بتفوق، وتم قبولي، وكان ذلك عام 2016.

وبعد دراسة استمرت عامين نجحت بالحصول على شهادة الماجستير بتفوق، وساعدني في تحقيق هذا النجاح عملي التطوعي الذي كنت أقوم به في كل صيف خلال مدة الدراسة مع منظمات اللاجئين، وخاصة مع الأطفال، حيث كسبت خبرة كبيرة من خلال معايشتهم عن قرب، وقد أعطاني ذلك حافزاً كبيراً من أجل أن أستمر بخدمتهم ومساعدتهم على تجاوز المعاناة التي تحيط بهم جراء الحروب والمشكلات التي دفعتهم إلى الهجرة واللجوء. وخلال تلك المدة حصلت أيضاً على منحة دراسية في "الصين" لمدة 3 أشهر».

وعن سبب اختيارها لهذا التخصص في العلاقات الدولية، تقول: «كان ذلك نتيجة إيماني المطلق بأهمية أن يعبر كل شخص عن رأيه بكل حرية ومسؤولية في مختلف المجالات السياسية والاجتماعية من دون مضايقة، أو تقييد أو مراعاة للواقع الذي يعيشه كل شخص، إضافة إلى ذلك، الحصول على مثل هذه الشهادة يفسح المجال ويفتح الأبواب للعمل في كافة المنظمات الدولية والشركات الخاصة لتأمين عمل وظيفي».

وعن شعورها بعد حصولها على الشهادة في حفل التكريم الذي أقيم في هذه المناسبة، تقول: «كانت لحظات سعيدة جداً، ولا سيما أن إدارة الجامعة أولت هذا الحفل أهمية خاصة من حيث الحضور الكثيف الذي ملأ أرجاء ملعب ولاية "نيوريورك"، ودعوة عدد من الشخصيات المهمة، ومنهم: رئيس وزراء "كندا" "جستن ترودو"، وبطل الملاكمة العالمي "مايك تايسون"، ونخبة من الأكاديميين المعروفين. وخلال الحفل كانت فرحتي كبيرة بهذا الإنجاز الذي سهرت كثيراً وتعبت ودرست من أجل الحصول عليه؛ لأنه يساهم في تحقيق كافة أحلامي وطموحاتي المستقبلية».

"سمية الراكان" والدة "ريم الذويب"، عنها تقول: «طالبة جدية ومثقفة وطموحة، وكانت مصممة على التفوق والحصول على هذه الشهادة، حيث كانت تتابع كل ما يتعلق باختصاصها، وتسعى بكل الوسائل إلى تحقيق هدفها، وكان للجانب الإنساني حيز مهم في حياتها، لذلك كانت ترغب دائماً بالمشاركة في الأعمال التطوعية لخدمة الناس والمساهمة في إيجاد الحلول المناسبة لمعاناتهم وأوجاعهم».

أما القاصة "إبتسام الهلال"، فقالت عنها: «لم تكن "ريم أديب الذويب" الوحيدة المغردة خارج السرب، فهي من الفتيات الرقيّات؛ بطموحهن الذي يطول النجوم وعزيمتهن التي لا تلين، لطالما استوقفني أمر ولفت انتباهي كثيراً ودفعني إلى سؤال كبير: ماذا لو توفرت سبل النجاح وتحقيق الطموح للفتاة الرقية مثلما توفر لغيرها من رغد العيش وترف الحياة؟ ماذا كانت لتصنع؟

أظنها كانت لتفعل المستحيل؛ لأن الفتاة الرقيّة تقدر أهمية النجاح وتدرك قيمة الوقت، وأكبر مثال على ذلك "ريم الذويب" بتفوقها ودراستها وسنوات اغترابها التي لم تضع سدى، واستثمرتها بالنجاح والتفوق، وهنا لا ننسى دور والدتها البطلة؛ لأنها هي صانعة هذا النجاح والمحرض الرئيس لتفوقها،

ونحن نعتز بصانعات الأمل؛ فهنّ فخرنا وشموخنا ومبعث زهونا دوماً».

يذكر أن "ريم أديب الذويب" من مواليد "نيويورك"، عام 1990.