خرج من أسرة رياضية عريقة اختصت بممارسة لعبة "كرة اليد"، تعب وضحّى كثيراً في ميدانها، فبادلته العطاء بنجاحات تخطت حدود "سورية"، وحقق الكثير من الانتصارات والإنجازات، وأصبح يشار إليه بالبنان كأحد رموز كرة اليد السورية المهاجرة.

مدونة وطن "eSyria"، بتاريخ 30 أيار 2018، تواصلت مع الكابتن "هاني أبو الهدى" ليروي لنا سيرته الرياضية، حيث يقول: «بداية ممارستي للرياضة كانت تحديداً في عام 1966 كلاعب كرة سلة في نادي "الفرات"، ثم انتقلت إلى لعبة كرة اليد مع مجموعة من اللاعبين، ومن بينهم أشقائي، ومثلت النادي في مركز حراسة المرمى في مباريات الدوري العام، وبرزت بوضوح في تلك المرحلة، فتمت دعوتي إلى المنتخب الوطني، وشاركت معه في الكثير من المباريات والدورات، أبرزها بطولة "العرب" في "الكويت" عام 1975، والدورة العربية الخامسة في "دمشق" عام 1976، حيث حصلنا على المركز الأول، والدورة العربية في "ليبيا" عام 1978، وكأس "فلسطين" في "الكويت" عام 1979».

خلال وجودي في "الإمارات"، كنت حريصاً على متابعة زيادة وصقل خبرتي التدريبية، حيث شاركت بنحو 26 دورة تدريبية متقدمة في دول "يوغسلافيا"، و"سويسرا"، و"ألمانيا"، و"إيطاليا"، إضافة إلى عدة دورات كانت تقام في دول "الخليج العربي" بإشراف أمهر المدربين العالميين

أما عن مسيرته التدريبية، فيقول: «منذ أن كنت لاعباً أمارس هذه المهنة، وقد تخصصت بتدريب القواعد، حيث تابعت البطولات المدرسية بمختلف مراحلها، وقمت باختيار الخامات والمواهب وضمها إلى النادي، حتى وصل المجموع إلى أعداد كبيرة. واستطعت على مدى عدة سنوات تأسيس قاعدة واسعة لنادي "الفرات" من اللاعبين الذين نجح بعضهم من خلال التزامهم بالتدريب ومحبتهم للعبة من تطوير مستواهم، حيث تمت دعوة عدد منهم للانضمام إلى المنتخب الوطني، وأصبحوا من نجوم اللعبة على مستوى القطر. وكان المستفيد الأكبر من تأسيس فرق القواعد النادي الذي أصبح ينافس جميع الأندية على مواقع الصدارة في دوري الفئات لعدة سنوات، واستمر تفوقه حتى نجح بالحصول لأول مرة بتاريخ "الرقة" على كأس الجمهورية ثلاث مرات في منتصف الثمانينات، الأمر الذي ساهم في توسع شعبية اللعبة في المحافظة، وأصبحت تحظى بجماهيرية كبيرة ودعم واهتمام ملحوظ من جميع الجهات في "الرقة".

من المحفوظات

كذلك تم تكليفي بتدريب منتخب "سورية" لفئة الناشئين، ومساعد المدرّب الألماني الذي تم التعاقد معه لتدريب منتخب "سورية" لفئة الرجال في بداية الثمانينات».

أما عن سفره إلى "الخليج" واحترافه التدريب هناك، فيقول: «كان ذلك عام 1982، وقد عملت مع عدة أندية إماراتية، وكانت البداية مع أندية "دبا الحصن"، و"الخليج"، و"دبا الفجيرة"، و"العروبة"، و"التعاون"، و"رأس الخيمة"، وحالياً استقريت مع نادي "الوصل" منذ عدة سنوات؛ وأعمل مديراً فنياً لأكاديمية كرة اليد بالنادي.

مع الكادر التدريبي لنادي الوصل الإماراتي

وقد نجحت من خلال عملي في هذه الأندية في تطوير اللعبة وتوسيع قواعدها وإحراز البطولات والمساهمة في الكشف عن المواهب وصقلها، ورفد فرق الرجال بعدد كبير من اللاعبين المتميزين، ووصل بعضهم إلى تمثيل المنتخب الوطني، وتقديراً للجهود التي بذلتها في هذه الأندية، تم اختياري كأفضل مدرب وافد لعدة مرات، كما نجحت بمعالجة الكثير من نقاط الضعف بكرة اليد الإماراتية، وخاصة في الخط الدفاعي وحراسة المرمى، وهذا ما أشار إليه عدد من المدربين في بعض الأندية في تصريحاتهم الصحفية؛ الأمر الذي ساهم في تدافع الأندية في رغبتها بالتعاقد معي ضمن شروط متميزة لم تقدم لغيري، وخاصة من حيث الراتب، حيث كنت أتقاضى أعلى تعويض بين المدربين العاملين في ميدان كرة اليد الإماراتية».

ويضيف بالقول: «خلال وجودي في "الإمارات"، كنت حريصاً على متابعة زيادة وصقل خبرتي التدريبية، حيث شاركت بنحو 26 دورة تدريبية متقدمة في دول "يوغسلافيا"، و"سويسرا"، و"ألمانيا"، و"إيطاليا"، إضافة إلى عدة دورات كانت تقام في دول "الخليج العربي" بإشراف أمهر المدربين العالميين».

أثناء تكريمه في إحدى المناسبات

المدرب واللاعب السابق "وليد سويحة" عنه يقول: «الكابتن "هاني" مدرب متكامل، وخاصة بالفئات العمرية، حيث يشرب اللاعب القواعد والمهارات الصحيحة، وخاصة أكبر حراس المرمى مع الاهتمام والتركيز على العامل البدني واللياقة العالية.

كل اللاعبين الذين تخرجوا من تحت يديه يمتلكون تكنيك عالٍ جداً، وقدرة عالية على الإحساس بالحيز المكاني والزماني؛ وهو ما يجعلهم مؤهلين لتنفيذ التكتيكات المطلوبة أو الموضوعة دفاعياً وهجومياً، ويجيد قراءة فريقه من الناحية الفردية والجماعية، وكذلك الفريق المنافس؛ وهو ما يمكنه من قيادة المباراة وتسييرها بأفضل النتائج الممكنة لفريقه. وكانت هجرته خارج القطر أكبر خسارة لليد السورية، فهو مدرّب على مستوى عالٍ».

وقال عنه الإعلامي "حسن بشير": «يعدّ من أبرز حراس المرمى في عصره، وكان له دور كبير في تحقيق الانتصارات والفوز لنادي "الفرات"، ومنتخب "الرقة" في كثير من المباريات، وكان تميزه واضحاً بقيادة الفريق داخل الملعب، والتصدي لضربات الجزاء. وله الفضل بالجانب التدريبي في تأهيل كمّ كبير من اللاعبين وإيصالهم إلى مستوى متطور، والجميع يشهد له بالريادة في اختيار المواهب، ولم يقتصر تألقه على الصعيد المحلي، بل وصل إلى التفوق على المستوى العربي، وهو حالياً يتابع نجاحاته في الملاعب الإماراتية ويحقق الإنجازات والبطولات للأندية التي يدربها».

يذكر أن الكابتن "هاني أبو الهدى" من مواليد "الرقة"، عام 1955.