برزت موهبته الشعرية مبكراً، وساعدته فصاحته وجرأته على اعتلاء المنابر، وتابع تألقه في المغترب عندما شرعت له الأبواب لإثبات موهبته من خلال مشاركاته الواسعة في النشاطات الأدبية، حيث كسب من ورائها جمهوراً كبيراً مازال يتابعه إلى الآن.

مدونة وطن "eSyria"، بتاريخ 16 تشرين الثاني 2018، تواصلت مع الشاعر "محمود أبو الواثق"، الذي تحدث عن سيرة حياته بالقول: «ولدت في قرية "الكالطة" الغافية على ضفاف نهر "البليخ"، حيث غادرتها مبكراً إلى مدينة "الرقة" للالتحاق بمدرسة "عدنان المالكي" الابتدائية، ثم أكملت المرحلة الإعدادية في مدرسة "عمر بن الخطاب"، فيما كانت دراستي للمرحلة الثانوية في مدرسة "أبي العلاء المعري"، وسافرت بعدها إلى مدينة "حلب" لإكمال دراستي الجامعية في قسم اللغة الفرنسية التي كنت أعشقها كثيراً، لكن لم أستطع الاستمرار نتيجة بعض الظروف القاهرة التي أجبرتني على العودة إلى "الرقة"، حيث قمت بإعادة الدراسة الثانوية، ثم الانتساب إلى معهد إعداد المدرسين، قسم اللغة العربية الذي أعيد افتتاحه عام 1991، وبعد تخرّجي عدت إلى مسقط رأسي قرية "الكالطة" بعد أن تمّ تعييني مديراً للمدرسة فيها».

بدأت كتابة الشعر عام 1983، وكان عمري 17 عاماً عندما نظمت أول قصيدة ألقيتها أمام أصدقائي الذين كانوا يترددون إلى المركز الثقافي، وقد لاقت الإعجاب، كذلك ألقيت قصيدة بحضور الشاعر المصري "أحمد فؤاد نجم" الذي زار "الرقة" عام 1984. وقد عملت بعض الوقت خطيباً في مساجد "الرقة"، وأسست مع مجموعة من الشباب فرقة فنية إنشادية تقيم الأعراس الدينية الملتزمة، واستمرت 14 عاماً، وتركت بصمات لا تنسى في المحافظة

وعن حكايته مع الشعر والخطابة، ومغادرته "الرقة" متوجهاً إلى دولة "الكويت"، ونشاطاته التي قام بها هناك، يقول: «بدأت كتابة الشعر عام 1983، وكان عمري 17 عاماً عندما نظمت أول قصيدة ألقيتها أمام أصدقائي الذين كانوا يترددون إلى المركز الثقافي، وقد لاقت الإعجاب، كذلك ألقيت قصيدة بحضور الشاعر المصري "أحمد فؤاد نجم" الذي زار "الرقة" عام 1984.

الروائي محمد أحمد طاهر

وقد عملت بعض الوقت خطيباً في مساجد "الرقة"، وأسست مع مجموعة من الشباب فرقة فنية إنشادية تقيم الأعراس الدينية الملتزمة، واستمرت 14 عاماً، وتركت بصمات لا تنسى في المحافظة».

ويضيف قائلاً: «عام 1995 سنحت لي فرصة السفر إلى خارج القطر بعد أن تعاقدت مع بعض المدارس الكويتية لتعليم اللغة العربية، إضافة إلى عملي هناك تابعت مسيرتي التعلمية، فالتحقت بالجامعة قسم اللغة العربية، وحصلت على شهادة البكالوريس في التربية بتقدير جيد جداً، وذلك عام 2004.

وحالياً أشغل موقع رئيس قسم اللغة العربية في مدرسة أميركية ثنائية اللغة، وأعمل باحثاً في العلوم العربية والإسلامية في المركز العالمي للوسطية، ومدرّساً للنحو والصرف في برنامج علماء المستقبل المعدّ لتخريج علماء نيري الفكر، وسطيي المنهج، البعيدين عن التطرف والفهم الخاطئ لرسالة الإسلام، ومدققاً لغوياً لمجلة "السياسي"، وأنشر فيها العديد من نتاجاتي. وكذلك تمّ تعييني عضواً مشاركاً في تأليف مناهج "السراج المنير"، وأتيحت لي فرصة المشاركة في العديد من المواقع الإلكترونية، ورابطة شعراء العرب، حيث كانت لي مشاركات واسعة في نشر قصائد كثيرة. كما شاركت في العديد من المنشورات في بعض الصحف والمجلات، حيث تم اختيار خمسة من قصائدي وضمّها إلى معجم الشعراء العرب المعاصرين الصادر عن مؤسسة "البابطين" للشعر العربي، إضافة إلى العديد من القصائد المنشورة في مجلة "البيان". وفي مجال التربية والتعليم شاركت في إلقاء محاضرات في مؤتمر "تارا" في دولة "البحرين"، ومؤتمرات تربوية أقيمت في دولة "الكويت"، وقد سجل تلفزيون "الكويت" وقناة "البابطين"، وقناة "البوادي" العديد من القصائد، وأصدرت ديواناً شعرياً مطبوعاً بعنوان: "أبدع ما نظم في الأخلاق والحكم". كما دققت لغوياً إصدارين للدكتور "عثمان الخضر"؛ الأول بعنوان: "ملحمة العمل الشعبي الكويتي في لندن"، والثاني بعنوان: "طلاب الكويت في معركة التحرير". وفي عام 2012 تمّ إيفادي ضمن برنامج علماء المستقبل في رحلة إلى "البوسنة والهرسك" لتدريس مادة النحو والصرف وعلم العروض في مدينة "تشايانغراد"».

ومن أهم القصائد التي خصّ بها محبوبته "الرقة"، اخترنا:

"يا رقّـةَ الـحـبّ يحـلـو لــي بــك الـغـزلُ محـبـوبـتـي أنــــتِ لا سـهــوٌ ولا بـــدلُ

يــا رَبَّــةَ الحُـسـن يــا شـوقـاً يـؤرّقـنـي أنـــا الـمـتـيّـم في عـيـنـيـك والـثّـمِــلُ

يـا منجـمَ الطيـب والخـيـرات يــا كـرمـاً يحـلـو بــه الشـعـرُ والـمـوّال والـزَّجَــلُ

هامـت بـك الـروحُ يــا عـطـراً يجمّلـنـي فعانـقـيـهـا فــدتــك الـروحُ والـمُـقــلُ

جمـيـلـتـي، دِفْءَ أحــلامي وفـاتـنـتـي حــارت بوصـفـكِ يا ريحانـتـي الجُـمَـلُ

يـا رقّتي يا ابتسامـاتـي ويــا وجـعـي يـا ظـلّ مـن أدمـعـوا عيـنـيَّ وارتحـلـوا

وا رقّــتــاه غــريـــبٌ عــنـــك شـيّـبـنــي همُّ الـبـعـاد، وقـلبٌ فـيــكِ منـشـغِـلُ

طال النّـوى واصطبـاري عنـك يخذلنـي تحنّـنـي لـسـتُ أدري يــا مـتــى الأجَلُ".

الكاتب الروائي "محمد أحمد طاهر" عنه يقول: «"محمود أبو الواثق" شاعر ومبدع من الطراز الرفيع، أذكر أننا عندما كنا طلاباً في المدرسة الثانوية، كنا نكتب الشعر والقصة والخطابة، وكان نبوغه الشعري واضحاً، فاحترفه عندما تخرّج في قسم اللغة العربية بأسلوب أنضج إنتاجه، فبدأ يكتب الفصيح والعامي، وعندما استشهدت "حميدة الطاهر" بعمليتها البطولية في الجنوب اللبناني، كنا من الذين هزهم موقفها البطولي، فكتبنا القصائد الحماسية. كان ذلك بمنزلة المهرجان الذي أظهر مواهبنا للعلن، إضافة إلى ذلك، فهو هادئ أنيق وذواق محب لعائلته ووالدته خاصة، يكتب من أعماق وجدانه عن الحب والوطن ومدينة "الرقة"، وكانت الغربة ملهماً له في وجدانياته وأشعاره في كل المنتديات الأدبية في "الكويت"، وهو نموذج راقٍ للشاب السوري عامة، وشباب "الرقة" خاصة، بحملهم هموم الوطن في قلوبهم، فكان وفياً للجميع».

يذكر أن الشاعر "محمود أبو الواثق" من مواليد "الرقة" عام 1966، ولديه 3 أبناء؛ أكبرهم "الواثق" مهندس مدني، وابنة تدرس هندسة معمارية في "الأردن"، والأخرى تدرس الطب في "مصر".