لعبت البيئة المحيطة به دوراً مهماً في تنمية موهبته التي ظهرت بسنّ مبكر، حيث نجح في تنفيذ عدة نشاطات منذ الصغر، وعندما سنحت له فرصة الهجرة؛ حمل آماله وطموحاته ليجد الأجواء المناسبة التي ساهمت في صقل موهبته في الإخراج، ومتابعة نشاطاته المتميزة.

مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 6 كانون الأول 2018، تواصلت مع المخرج "عبد الله عيسى السالم" ليروي سيرة حياته، حيث يقول: «درست المرحلة الابتدائية في مدرسة "الرشيد" في "الرقة"، وأكملت المرحلة الإعدادية في مدرسة "فاطمة الزهراء" عام 2006، وتابعت دراسة المرحلة الثانوية في مدرسة "الرشيد"، ثم أكملت دراستي الجامعية في كلية الحقوق في "حلب"، وتخرّجت فيها عام 2013.

درست المرحلة الابتدائية في مدرسة "الرشيد" في "الرقة"، وأكملت المرحلة الإعدادية في مدرسة "فاطمة الزهراء" عام 2006، وتابعت دراسة المرحلة الثانوية في مدرسة "الرشيد"، ثم أكملت دراستي الجامعية في كلية الحقوق في "حلب"، وتخرّجت فيها عام 2013. غادرت "الرقة" متوجهاً إلى "تركيا"، ومكثت فيها مدة عام، وبعدها توجهت إلى "السويد" عام 2015

غادرت "الرقة" متوجهاً إلى "تركيا"، ومكثت فيها مدة عام، وبعدها توجهت إلى "السويد" عام 2015».

من فيلم "فشة خلق"

وعن بداية تعلّقه بالفنّ وأهم نشاطاته يقول: «منذ صغري بدأت موهبتي تظهر بوضوح في الجانب الفني، وأتاح لي مسرح الطلائع الفرصة لأحقق رغباتي وطموحاتي، حيث بدأت تتبلور في ذهني كيفية صناعة الشخصيات، وكيف يمكن أن تجعل من شخص ما شخصاً آخر يتقمّص دوراً مكتوباً على الورق، وكيف يمكن أن تجسد حركة جسد معينة مشهداً ما. كما بدأت التعلّم على الكاميرا، وكيفية تدريب الممثلين وكتابة السيناريو والقصة، وقد استغرقت هذه الأعمال وقتاً طويلاً وجهدا كبيراً مني. وقد شاركت في المرحلة الابتدائية في عدة أعمال مسرحية ضمن فرقة الطلائع التي قدمت عروضاً في المهرجانات التي كانت تقام كل عام في مختلف محافظات "سورية"، كذلك كان لي مشاركة فعالة في نشاطات الغناء والدوبلاج المسرحي في استديوهات الإذاعة والتلفزيون، كما قمت بإخراج فيلم وثائقي عن حياة الأديب الدكتور "عبد السلام العجيلي"، وكان هذا العمل من ضمن نشاطات اتحاد شبيبة الثورة في "الرقة"».

وعن أعمال ونشاطاته في "السويد"، يقول: «كان أول عمل قمت به تأليفاً وإخراجاً هو فيلم قصير "كوميديا سوداء" بعنوان: "اعذرني"، حيث تمّ إنتاجه ضمن ورشات العمل في مدينة "غوتنبورغ" السويدية ضمن فعاليات لحظات المستقبل، من إنتاج شركة "بوب" للمخرج البريطاني السويدي "تيم ونتير"، وقصة الفيلم تتحدث عن صديقين فرقتهما الحرب وجمعهم المهجر من جديد، وتحدث بينهما خلافات وصراعات بسبب اختلاف العادات والتقاليد في بلاد المهجر؛ وهو ما يؤدي إلى افتراقهما من جديد، لكن ذاكرة الطفولة أعادت الودّ والصداقة إلى ما كانت عليه. كما قمت بإخراج فيلم وثائقي بعنوان: "نحن هنا"؛ يتحدث عن تاريخ وحضارة "سورية" والناس والتعليم والعادات والتقاليد وتأثير الحرب في هذه الحضارة، والتاريخ السوري العريق، حيث تم إنتاج الفيلم من قبل شركة "كلتور إنكدوم". وأخرجت فيلماً روائياً قصيراً بعنوان: "فشّة خلق"؛ يتحدث عن الحياة الصعبة التي يعيشها المهاجر، والروتين اليومي الذي يتعايش معه بصعوبة بعيداً عن الأهل والأصدقاء. وكذلك أخرجت فيلماً قصيراً بعنوان: "لحظة من سورية" يتحدث عن اللحظات التي يعيشها السوري تحت ظل الحرب الدائرة، وشاركت في دور بطولة كممثل في فيلم "روز"».

من فيلم "اعذريني"

ويضيف بالقول: «أخرجت ثلاث أغنيات واحدة بعنوان: "شمس الشموسة"، وقد أدّاها المغنّي والملحّن السويدي "ديفيد بيك"، و"آنا انتون" المشهورة بغنائها بعدة لغات، والثانية بعنوان: "أعطني القوة" مع مجموعة من الفنانين من "أفغانستان"، حيث لاقت رواجاً كبيراً بين السويديين، وعرضت في أكثر من معهد موسيقي وفني ومدارس "السويد"، والثالثة أغنية "حياتي" باللغة السويدية، حيث تمّ تصويرها في مدينة "استوكهولم". وأخرجت وصورت حفلاً للفنانة الفلسطينية "سناء موسى" في مدينة "أودفالا".

كما شاركت أفلامي ضمن فعالية مهرجان "غوتنبورغ" السينمائي ضمن قائمة أفلام الفيلم القصير، وشاركت في مهرجان "فريم" للأفلام القصيرة، حيث تمّ اختيار فيلمي "اعذرني" من بين 110 أفلام ضمن العشرة الأوائل، وشارك فيلمي "نحن هنا" في مهرجان "غوتبرغ" للأفلام القصيرة، وحالياً أعمل على تصوير فيلم روائي بعنوان: "أوكسجين"، يتحدث عن رحلة اللجوء والمصاعب التي تواجه الهاربين من الحروب أثناء رحلتهم الشاقة.

ونظراً إلى نشاطي الواضح في إنتاج الأفلام القصيرة، تمّ تعييني رئيساً لجمعية "نكتيف للأفلام" في مدينة "ليسشيل"، وهي تهدف إلى إعداد أفلام قصيرة، وبرامج تلفزيونية ومسلسلات، كما تتضمن ورشات عمل في كل ما يخص صناعة الأفلام قبل وبعد الإنتاج».

"مازن البج" أحد المتابعين لنشاطاته في "السويد"، عنه يقول: «هو من الشباب النشيطين والمجتهدين، وعندما يكون لديه إخراج فيلم يعمل ليلاً نهاراً من دون كلل، وخلال مدة قصيرة نجح بكسب صداقات وعلاقات واسعة مع من يعملون في صناعة السينما بـ"السويد"؛ وهذا سهّل عملية عرض أعماله في أغلب المهرجانات والمدارس السويدية، حيث كانت تلك الأعمال ملأى بالأحاسيس، وهذه كانت السمة الغالبة في معظم أعماله. وأذكر أنه في إحدى المرات، وبعد الانتهاء من عرض فيلم "تاريخ وحضارة سورية" تقدم نحوه أحد الحضور وخاطبه قائلاً: (لقد أبكيتنا بعد هذه المشاهد)، حيث كانت أعماله تتمحور حول الوطن، وكان القاسم المشترك فيها "سورية"».

يذكر، أن المخرج "عبد الله عيسى السالم" من مواليد "الرقة"، عام 1992.