برزت موهبته في العمل الإعلامي في عمر مبكر، وعندما أتيحت له الفرصة المناسبة اجتهد وتعب على نفسه؛ وتدرج بخطوات واثقة، فنجح في تحقيق أحلامه بعد أن أدرك أهمية ما يقوم به من ملازمة لحياة الناس اليومية ونقل معاناتهم وهمومهم.

مدونة وطن "eSyria"، تواصلت بتاريخ 21 كانون الثاني 2019، مع الإعلامي "عمار الشبلي" ليحدثنا عن مسيرة حياته، حيث قال: «نشأت في قرية "مغلة كبيرة" في الريف الشرقي لمحافظة "الرقة"، ودرست المرحلة الابتدائية في قرية "النميصة"، والإعدادية في مدرسة "مغلة كبيرة"، وأكملت المرحلة الثانوية في مدرسة "عبد المنعم رياض" في ناحية "معدان"، وتابعت دراستي الجامعية في كلية الإعلام بحامعة "دمشق" (تعليم مفتوح). بداية اهتمامي وعملي بالجانب الإعلامي كان في منظمة اتحاد الشبيبة عندما شاركت في مخيم فرعي في عام 2003 لإعداد الأطر الإعلامية في محافظة "الرقة"، حيث تعرفت من خلال فعاليات المخيم اليومية إلى أهم الشخصيات الإعلامية في المحافظة، ثم باشرت العمل عندما تمّ تكليفي من قبل الصحفي الشهيد "فخر الدين حسن"، و"محمد النجم" رئيس تحرير صحيفة "المسيرة" بإعداد عدة تقارير عن بعض القضايا الاجتماعية السائدة التي تهم شريحة الشباب، حيث تم نشرها في الصحيفة، وقد لقيت في تلك المدة تشجيعاً من هؤلاء ساعدني على إنجاز عدد من التحقيقات الاجتماعية. ونظراً إلى نشاطي المكثف في تلك المدة، تم ترشيحي لاتباع دورة مركزية في فنون العمل الصحفي بـ"دمشق"، تعرفت خلالها إلى عدد كبير من الصحفيين العاملين في الوسط الإعلامي بالقطر، ومن بينهم بعض ممثلي مؤسسات إعلامية دولية».

"عمار الشبلي" الصحفي الوحيد في ريف "الرقة" المحرر، الذي يتواصل معنا لنقل همومنا ومعاناتنا، ونعدّه صوتنا لأنه يتابع كل أمورنا؛ وخاصة في ظل الأوضاع الحالية، حيث نعاني من غياب كثير في الخدمات نتيجة الأعمال الإرهابية التي جرت في منطقتنا، وتحتاج إلى الكثير من المتابعة لكي تتم إعادة بنائها من جديد، وذلك لن يتم من دون الإشارة إليها، وقد نجحت جهوده في تذليل كثير من الصعوبات التي كانت تواجهنا، وساهم في عودة الكثيرين من المهجرين إلى ديارهم

ويتابع: «في عام 2005 ومع التطور السريع الذي شهدته محافظة "الرقة" في مختلف المجالات، وتوفر شبكة الإنترنت أتاح لي فرصة التواصل ومتابعة كافة الأحداث ومطالعة كافة الصحف المحلية والعالمية من خلال مواقعها الإلكترونية، حيث عملت على توسيع معلوماتي كقارئ متمكن، وكانت تلك فرصتي لإثبات وجودي في العمل الإعلامي. وقد شجعني على متابعة نشاطي وجود عدد من الزملاء فكنا نمثل مجموعة عمل في هذا المجال؛ أذكر منهم الزميلين "فراس الهكار"، و"حسام الحمادة"، إضافة إلى عدد من الصحفيين الشباب، حيث كنا نعمل بروح الفريق الواحد في تناول الكثير من المواضيع التي تهم المحافظة، وقد كنا نحظى بدعم وتعاون من كافة صحفيي المحافظة والجهات المعنية. وكانت أول مهمة إعلامية أكلف بها رسمياً عام 2008، حيث تمّ تعييني مديراً لإدارة النادي الإعلامي الشبيبي في محافظة "الرقة"، ثم تكليفي مراسلاً لصحيفة "المسيرة" بالمحافظة، واستمريت في عملي لعدة سنوات، حيث كنا نقوم بنقل كافة النشاطات وإجراء التحقيقات المختلفة لكل القضايا التي تمس الحياة اليومية في المحافظة، لكن لم أستمر؛ حيث توقف نشاطي لبعض الوقت نتيجة التحاقي بالخدمة الإلزامية».

من إحدى التغطيات الإعلامية

ويضيف بالقول: «في عام 2012 عدت إلى ممارسة المهام التي كنت مكلفاً بها سابقاً، إضافة إلى مشاركتي في الكتابة في ملحق شباب في صحيفة "الثورة"، ومجلة "أغلى شباب"، وفي تلك المدة بدأت تظهر بوادر الأزمة السورية في بعض المحافظات، ورافقتها حملة إعلامية على القطر، حيث قمت مع عدد من زملائي بتكوين فرق تطوعية ضمن نادي الإعلام الشبيبي، وكوّنّا عدة لجان في كل المدارس بهدف نشر التوعية الوطنية وتوضيح الحقيقة للحد من تأثير وسائل الإعلام التي كانت تقود الهجمة على بلدنا، لكن لم نستمر نتيجة دخول المسلحين إلى محافظة "الرقة"، حيث سافرت إلى "بيروت"، وهناك باشرت العمل كمراسل لإذاعة "المدينة إف إم" التي تبث من "دمشق"، وأعددت بعض التقارير حول وضع اللاجئين السوريين، كذلك أنجزت عدة تقارير تلفزيونية عن معاناة عمل السوريين في "لبنان" لبرنامج "أنا الشاهد" على قناة "bbc arabic"، كما أعددت أكثر من تقرير لقناة "سما" الفضائية عبر برنامج "نافذة من بيروت".

وخلال عملي الإعلامي قمت بالتعاون مع الزميلين "أدونيس شدود" و"باسل محرز" عام 2015 بإنجاز حلقة مدتها ساعتين ونصف الساعة على هواء إذاعة "المدينة"، حيث قمنا باختراق تحصينات تنظيم "داعش" الإرهابية متحدين سطوته، واستضفنا عبر الهاتف عدة شهود وضحايا من داخل مدينة "الرقة" للحديث عن ممارسة التنظيم الظلامية وتسليط الضوء على جرائمه التي كان يرتكبها بحق أهل "الرقة"، وأعدّ ذلك من أهم الأعمال التي أنجزتها في مسيرتي الإعلامية.

أدونيس شدود

وكذلك عملت كمراسل حربي مع بداية توجه الجيش العربي السوري لفك الحصار عن مدينة "دير الزور"، وتحرير ريف "الرقة" لإذاعة "المدينة"، وقد كانت أجمل اللحظات عندما شهدت تحرير قريتي وبيتي على يد أبطال الجيش العربي السوري، حيث عدت إليها بعد تهجير استمر 6 سنوات».

عن دوره الاجتماعي يقول: «لكوني من أسرة فلاحية تمتهن الزراعة وتعيش أجواء القرية التي تعتمد البساطة والتكاتف والمشاركة الوجدانية في كافة المناسبات، كان لي دور إيجابي عبر القيام بمبادرات كثيرة في إرساء وتمتين علاقات المحبة وتوطيد أواصر التعاون بين مختلف الشرائح، وتجاوز الخلافات وتفعيل أعمال الخير في مختلف الجوانب، كما كنت على تواصل مع أهالي المنطقة التي أعيش فيها؛ حيث أنقل هموم الفلاحين ومعاناتهم وكافة حاجاتهم الخدمية إلى الجهات المعنية، وساهمت عبر وسائل الإعلام التي أعمل فيها بمعالجة الكثير من الأمور، ووجدت بهذا الأمر سعادة كبيرة».

الصحفي "أدونيس شدود" عنه يقول: «تعرّفت إلى الإعلامي "عمار الشبلي" من خلال عملنا الصحفي التطوعي في منظمة اتحاد "شبيبة الثورة" ضمن نشاطات الأندية الإعلامية، وخلال الأزمة انتقل إلى "لبنان" وحصل تعاون بيننا، حيث كنت أشرف على برنامجي الإذاعي "قولاً واحداً" الذي يطرح قضايا اجتماعية جريئة داخل وخارج القطر، وقد أنجز عدة حلقات عن أوضاع السوريين في مخيمات "لبنان" وأوضاعهم الاجتماعية ومعاناتهم، والإنجازات التي كان يحققها السوريون في مختلف أنحاء العالم، حيث كان يجري اتصالاته مع المعنيين، وقد تم إنجاز أكثر من مادة بالفيديو حظيت باهتمام الكثيرين، ولاقت انتشاراً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي».

"إبراهيم شلاش الصالح" مختار منطقة "الدبسي" بريف "الرقة"، عنه يقول: «"عمار الشبلي" الصحفي الوحيد في ريف "الرقة" المحرر، الذي يتواصل معنا لنقل همومنا ومعاناتنا، ونعدّه صوتنا لأنه يتابع كل أمورنا؛ وخاصة في ظل الأوضاع الحالية، حيث نعاني من غياب كثير في الخدمات نتيجة الأعمال الإرهابية التي جرت في منطقتنا، وتحتاج إلى الكثير من المتابعة لكي تتم إعادة بنائها من جديد، وذلك لن يتم من دون الإشارة إليها، وقد نجحت جهوده في تذليل كثير من الصعوبات التي كانت تواجهنا، وساهم في عودة الكثيرين من المهجرين إلى ديارهم».

الجدير بالذكر، أن الإعلامي "عمار الشبلي" من مواليد "الرقة"، عام 1985، يقيم في قريته "مغلة كبيرة" في الريف الشرقي.