جذبه الخط العربي بتكويناته وليونته وما يحمله من مدلولات وقيمة جمالية، إضافة إلى أنه دخل مجال الإعلان والديكور، ووظّف دراسته للرياضيات بمجاله الفني، فأبدع رسوماً تتسم بالتوازن والتناظر.

مدونة وطن "eSyria" التقت الفنان التشكيلي والخطاط "أحمد كمال" بتاريخ 26 كانون الثاني 2019، ليحدثنا عن مسيرته الفنية، حيث قال: «بدأت موهبتي في المرحلة الابتدائية، فكانت تستهويني وتلفت نظري لوحات الإعلانات بليونة خطوطها وتمايلها وانسيابها بطريقة متناغمة، فكنت أتردد إلى مكاتب الإعلانات وأقلد الخطاطين، فلفت نظر والدي تعلقي وموهبتي الفنية، وقام بمتابعتها عند الفنان "سليمان الزير" الذي تتلمذت على يديه وتعلمت منه فنون الخط، وقدم لي الكثير من معرفته وثقافته وخبرته الفنية، وأغنى تجربتي وموهبتي ووضعها بمسارها الصحيح. كما أن أبي خطه جميل، وكان يخطط بالفطرة، لكنه لم يتعلم أنواع الخطوط، وهذا ما دفعه إلى توجيهي الصحيح لتنمية موهبتي، فالموهبة برأيي تحتاج إلى صقل بالدراسة الأكاديمية، ومن دونها تبقى مشتتة ومنقوصة، إضافة إلى الاطلاع على التجارب الفنية والقراءة والجهد الفردي الذي يدعم تجربة الفنان ويغنيها، كما أنني كنت رائداً بالخط العربي على مستوى القطر لعامين متتاليين بمسابقة رواد الطلائع؛ وهذا ما دفعني إلى المتابعة بهذا المجال».

يعدّ الفنان "أحمد كمال" من الفنانين الذين امتلكوا موهبة خلاقة لافتة للنظر، وتحظى بالتأمل والإعجاب، فقد اطلعت على تجربته بمجال الخط منذ بداياته الفنية، حيث رسم لنفسه خطاً خاصاً به ميّزه عن غيره من الفنانين، إضافة إلى أن تجربته تتسم بالتجديد وعنصر الدهشة الذي يغني به أعماله الفنية، وقد بدأ مؤخراً تجربة جديدة متميزة لها سمات أسلوبية خاصة به اعتمدت الإيجاز والاختزال بتكوينها، لكنها تحمل في طياتها الفكرة والمضمون والشكل وتمتلك عناصر اللوحة الكاملة، فقد اعتمد الخط الذي يعدّ جزءاً مهماً في أي عمل فني سواء أكان نحتاً أم غرافيك أم تشكيل، وقد أظهر من خلال تجربته الحروفية حسّاً جمالياً يجمع بين الشكل والمضمون والتوظيف اللوني بجمالياته ودفئه

وعن سبب تعلقه بالخط قال: «للخط العربي هندسة روحانية، فأينما ظهر يبهر العين والناظر، فللحرف سحره الخاص؛ أراه ثلاثي الأبعاد كالنحت، ويسبح في الفضاء بليونته، كما يتناغم ويتراقص كالموسيقا، ومدهش كلوحة تجريدية، وأفضّله عن باقي الفنون لكونه خاصتنا التي نفخر بها، فهو هوية كاتبه ويرسخ من خلاله الهوية الثقافية والتراث الفكري لحضارتنا، وخصوصاً أن الخط العربي يمتلك روحاً سامية بما يحمله من مدلولات جعلت الفنانين يوظفونه في لوحاتهم الفنية لرشاقته وحركته الجمالية وقيمه التعبيرية؛ وهو ما أعطى هذه الأعمال قيمة فنية عالية مكّنت الفنان من تجسيدها بطريقته الخاصة، كما أن اللوحات الحروفية حملت الكثير من التجديد على القوالب النمطية التي كانت سائدة منذ القدم، فهي تحمل ملامح التجديد المبني على فهم عميق للحرف العربي وطواعيته في صياغات جمالية متنوعة، فقد رسمت وكتبت بجميع أنواع الخطوط في لوحاتي، فكل كلمة يناسبها نوع محدد من الخطوط، ومن خلال عملي الفني مررت بعدة أساليب في بناء لوحتي الفنية، وكل مدة أحاول التغيير لأنني اعتمد أسلوب الدهشة في أعمالي، فبعد تعلقي بالحرف واللون تابعت موهبتي برسم البورتريه، وساعدني بذلك الانخراط بعالم الفن من خلال متابعة أعمال الفنانين وزيارة المعارض المتنوعة التي تغني عين الفنان بمهارات وتجارب فنية متنوعة، ثم اتجهت بعدها إلى الديكور الذي جذبني بتقنياته المتنوعة، فصمّمت العديد من الديكورات لمسرح الطفل لسنوات عدة، وأقمت العديد من المعارض والمسابقات في فن الطفل، والعديد من ورشات عمل للأطفال، وكنت حكماً بمسابقة رواد الطلائع بالخط على مستوى القطر لمدة عشر سنوات».

من أعماله الفنية كلمة "الرقة"

وعن اللون ورسالته الفنية، ختم بالقول: «اللون لغة ومدلول، واختياري للون يكون حسب ما أريد قوله في لوحتي، وهو يضفي على اللوحة صياغة جمالية ولونية تظهر رؤيتي الفنية، فالفن بكل أنواعه رسالة لا بد أن تحمل قيماً ومفاهيم غنية ترقى بالمجتمع وتطوره، وهو مسؤولية تقع على عاتق الفنان كي يتوازن العالم، فكما يبني المعماري ويصنع الخباز الرغيف، للفنان دور في تنمية الرؤية الجمالية التي تجسد موروثنا الثقافي والحضاري بهدف تجديده بمؤثرات جمالية من الواقع؛ ليعيد إنتاجه بعمل فني متميز، يمكن الفنان من خلق بصمته وأسلوبه الخاص به.

كما كان لدراستي للرياضيات دور كبير في تطوير ملكتي الفنية، فالرياضيات لها علاقة وثيقة في كل تفاصيل الحياة ومنها اللوحة، فالتوازن والتناظر من المفاهيم الرياضية؛ وهي سمة أساسية من سمات العمل الفني الناجح، والخطوط المنحنية أنثى، والمثلث رجل، فالحرف العربي بما يحتويه من مخزون تراثي كبير (فني وهندسي) جسدته بلوحتي بطريقة متناظرة ومتناغمة تظهر الطاقة الرمزية والجمالية للحرف».

من أعماله التشكيلية

وعن الخطاط "أحمد كمال" تحدث الفنان التشكيلي "توفيق موسى" قائلاً: «يعدّ الفنان "أحمد كمال" من الفنانين الذين امتلكوا موهبة خلاقة لافتة للنظر، وتحظى بالتأمل والإعجاب، فقد اطلعت على تجربته بمجال الخط منذ بداياته الفنية، حيث رسم لنفسه خطاً خاصاً به ميّزه عن غيره من الفنانين، إضافة إلى أن تجربته تتسم بالتجديد وعنصر الدهشة الذي يغني به أعماله الفنية، وقد بدأ مؤخراً تجربة جديدة متميزة لها سمات أسلوبية خاصة به اعتمدت الإيجاز والاختزال بتكوينها، لكنها تحمل في طياتها الفكرة والمضمون والشكل وتمتلك عناصر اللوحة الكاملة، فقد اعتمد الخط الذي يعدّ جزءاً مهماً في أي عمل فني سواء أكان نحتاً أم غرافيك أم تشكيل، وقد أظهر من خلال تجربته الحروفية حسّاً جمالياً يجمع بين الشكل والمضمون والتوظيف اللوني بجمالياته ودفئه».

يذكر، أن الفنان" أحمد كمال" من مواليد "الرقة" عام 1968، يقيم في "دمشق"، أقام العديد من المعارض الفنية، وشارك بورشات وندوات حول فنّ الطفل وقراءة لوحة الطفل.

من أعماله الفنية جملة "كن فيكون"